اسطنبول | الغرياني: حكومة الوفاق تخلت عن حليفنا التركي ولم تشاوره في مسألة تسليم السلطة

ليبيا – أشاد مفتي المؤتمر العامّ المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني بالمجلس “الوطني الليبي الأعلى لأسر الشهداء والجرحى” الذين تم تشكيله مؤخّرًا، مشيراً إلى أنّ المجلس سيلتفُّ حوله أسر “الشهداء” و الجرحى ليحقّقوا ما لم يستطع غيرهم تحقيقه بخصوص حقوق “الشهداء”. 

الغرياني وخلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة له أمس الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد قال: “الدولة التركية الشقيقة هي الحليف التي وقف معنا في محنتنا وفي الاوقات العصيبة ولم نجد غيرها، فهي ضربت كلَّ الضغوط الدولية بعرض الحائط ولم تسمع لها، وعملت كل ما بوسعها للتعامل معنا ودعمنا”.

وأشار إلى أنه من خلال التحالف مع تركيا وتقديمها للدعم الحقيقي الفعّال والقوي تمكّنت قوات الوفاق من الصمود والوصول إلى “دحر” من وصفهم بـ” العدو” (القوات المسلحة الليبية) من طرابلس وترهونة، معتبرًا أنّ تركيا تتعرّض لحملة شرسة من الدول الأوروبية.

وأضاف: “كان ينبغي علينا الوقوف مع تركيا في مواجهة هذه الحملات، فبمجرّد انتهاء الحرب في المنطقة الغربية كأننا لم نعرفهم. عندما صدر قرار من الرئاسي بوقف إطلاق النار، هل هذا القرار تم التشاور مع حلفائنا فيه؟ هل عندما يصدر قرار من الرئاسي أنه سيسلّم السلطة وهو معه حليف دولة قوية لها ثقلها على الأقل ليستفيد من خبرتهم هل تم التشاور معهم؟ لا يمكن للإنسان الشريف الذي يعرف حقوق الآخرين والوفاء أن ينكر الآخرين. عندما نتخلّى عن تركيا كأننا نناصر حفتر وأعوانه على أنفسنا وأصدقائنا، ولا بدَّ للحكومة أن تغيّر موقفها وترجع لرشدها فليبيا ما زالت معرّضة لعدوان كبير”.

أما بشأن جلسات الحوار المنعقدة مؤخّرًا علّق الغرياني قائلًا: “المشاركون ليس لهم تمثيل حقيقي في هذه الحوارات التي يهرول لها من هبَّ ودبَّ دون توافق بينهم، ويفترض في الحوارات التي تقرّر مصير ليبيا أن تتكون من أصحاب الرأي والشأن ومن قدّموا التضحيات، فلا بدَّ أن يكون في المقدمة من يمثل فبراير وبركان الغضب الذين عليهم عدم التفريط في مصالحهم وحقوقهم واختيار واجهة سياسية يعرفونها من فبراير ليمثلونهم في المفاوضات”.

وأردف: “عقيلة صالح هو وجه آخر لحفتر، والحديث عن رفع العقوبات عن عقيلة صالح يعتبر تلاعبًا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. نحن فرّطنا وظلمنا هؤلاء المجاهدين وثوار بركان الغضب وأنكرنا جميلهم وتضحياتهم ولم نمكّنهم ونعطيهم الأولوية في كلّ مايجري في ليبيا من مفاوضات وتشكيل حكومة”.

وحثَّ الغرياني العقلاء المحسوبين على “فبراير” إلى اتخاذ موقف تجاه “تيار يا بلادي” باعتباره واجهة سياسية صادرة عن شخص لم يتدخّل بالفساد والسرقات الحاصلة، داعيًا قوات بركان الغضب وفبرابر إلى المشاركة بشكل فعّال بالمشهد واتخاذ قرارات مصيرية.

ختامًا اعتبر أنّ الجهات الأمنية غير مشاركة بشكل قويّ وفعّال في تحقيق أهداف “فبراير”، وقد تشارك فقط في بعض المسائل كمحاربة المخدرات، لكن ما يتعلّق بالخلايا النائمة والفاسدين لا يتمُّ التعامل معهم بالإجراءات اللازمة، بالتالي الجهات الأمنية غير مؤتمنة، وفقاً لقوله. مضيفًا: “لدينا معلومات أنّ الخلايا التابعة للداخلية والعمداء وأعدادًا كبيرة منهم يتعاملون مع حفتر ومتورّطين معه وهذه تصرّفات ليست مقبولة”.

 

Shares