بسبب نقص العمالة الشابة.. روبوت ياباني يكدس البضائع على رفوف المتاجر

اليابان – نشرت سلسلة لوسون (Lawson) هذا الأسبوع أول روبوت لها في متجر صغير في طوكيو. وجربت فاميلي مارت (FamilyMart) الروبوتات نفسها الشهر الماضي، وهما من أكبر شبكات متاجر التجزئة الصغيرة في اليابان.

وتتجه الشركات في اليابان بشكل متزايد إلى التكنولوجيا كحل لأزمة قلة العمالة الشابة، حيث إن ثلث سكان اليابان يبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر.

تنشر كلتا السلسلتين روبوتًا اسمه موديل تي (Model-T)، طورته شركة تيلي كسيستانس (Telexistance) اليابانية الناشئة. ويبلغ ارتفاع الروبوت ٧ أقدام عند وقوفه الكامل، ويتحرك على منصة بعجلات ومجهز بكاميرات وميكروفونات وأجهزة استشعار.

وباستخدام “الأصابع” الثلاثة في يديه، يمكنه ملء الرفوف بالمنتجات مثل المشروبات المعبأة والعلب وأوعية الأرز.

وقال مات كوماتسو، رئيس تطوير الأعمال والعمليات في تيلي كسيستانس، لشبكة سي إن إن (CNN) “إن الروبوت قادر على التقاط أو انتقاء ووضع أشياء من عدة أشكال وأحجام مختلفة في مواقع مختلفة”.

وهذا ما يميزه عن الروبوتات الأخرى المستخدمة في المتاجر، مثل تلك التي يستخدمها والمارت (Walmart) لمسح مخزون الرفوف، أو تلك المستخدمة في المستودعات لتكديس الصناديق.

يقول كوماتسو إن روبوتات المستودعات “تلتقط الشيء نفسه من المكان نفسه وتضعه على المنصة نفسها.. حركتها محدودة جدًا مقارنة بحركة موديل تي”.

ويتحكم موظفو المتجر عن بعد بالروبوت موديل تي الذي سمي على اسم سيارة فورد (Ford) التي كانت رائدة في إنتاج خط التجميع في أوائل القرن العشرين.

ويرتدي موظف نظارة واقع افتراضي وقفازات خاصة تجعله “يشعر” بالمنتجات التي يحملها الروبوت. وتسمح لهم الميكروفونات وسماعات الرأس بالتواصل مع الأشخاص في المتجر.

باستخدام الأصابع الثلاثة في يديه يمكنه ملء الرفوف بالمنتجات

لا تخطط تيلي كسيستانس لبيع الروبوتات وأنظمة الواقع الافتراضي مباشرة إلى المتاجر، ولكنها ستوفرها مقابل رسوم. ولم تكشف عن السعر، لكنها قالت إنها ستكون تنافسية من حيث التكلفة مع العمالة البشرية.

من الناحية النظرية، يمكن التحكم في الروبوت من أي مكان في العالم، كما يقول كوماتسو. خلال تجربة في أغسطس/آب في متجر فاميلي مارت (FamilyMart) في طوكيو، قام الطيار بتشغيل الروبوت من محطة واقع افتراضي في مكتب تيلي كسيستانس على بعد حوالي ٥ أميال.

يقول كوماتسو إن هذا يجعل التوظيف أسهل ويوفر إمكانية التوظيف في الخارج في أماكن ذات تكاليف عمالة أقل. ويضيف أن التحكم في الروبوت أمر بسيط ولن يتطلب متخصصين.

وستكون المتاجر أيضًا قادرة على العمل بعدد أقل من العمال. يقول ساتورو يوشيزاوا، ممثل فاملي مارت “يسمح الروبوت الذي يتم التحكم فيه عن بعد لشخص واحد بالعمل في عدة متاجر”.

ويضيف يوشيزاوا إن العديد من متاجر الشركة تجد صعوبة خاصة في توظيف أشخاص لفترات قصيرة من ٣ إلى ٥ ساعات يوميًا للتكديس على الرفوف. باستخدام الروبوت، يمكنهم استخدام عامل واحد للعمل عبر متاجر متعددة، والتركيز على توظيف البشر للعمل في وظائف أخرى، كما يقول.

مقارنة بالدول الأخرى، فإن نقص العمالة في اليابان يعني أن هناك قلقًا أقل من أن نشر الروبوتات سيؤدي إلى فقدان الوظائف البشرية.

وكانت اليابان في طريقها لأتمتة 27% من مهام العمل الحالية بحلول عام 2030 قبل جائحة كورونا، وفقًا لتقرير عام 2020 الصادر عن شركة الاستشارات الإدارية مكنزي (McKinsey).

ومع ذلك، لا يزال أمام الروبوت موديل تي طريق طويل قبل أن يعمل بمهارة وسرعة العامل البشري، حيث يستغرق الروبوت ٨ ثوانٍ لوضع غرض واحد على الرف، بينما يستغرق الإنسان حوالي ٥ ثوانٍ ليفعل الشيء نفسه.

حتى الآن، يستطيع الروبوت التعامل مع المنتجات المعبأة فقط، وليس منتجات المخابز السائبة أو الفواكه والخضروات.

تعمل الشركة المطورة للروبوت التي انطلقت عام 2017، على تحسين هذه القيود. باستخدام الذكاء الاصطناعي، تأمل الشركة في تعليم الروبوت نسخ حركات الإنسان تلقائيًا، بحيث يمكنه العمل دون توجيه بشري.

 

وكالات

Shares