على عكس النظرية الجديدة .. الشفق القطبي لم يسبب تحطم تايتانيك لكنه ربما أثر على جهود الإنقاذ

إنجلترا – عندما غمرت المياه سفينة تايتانيك، رقص عرض مذهل من الأضواء الشمالية في السماء فوق السفينة الغارقة.

وكتب جيمس بيسيت، الضابط الثاني في سفينة كارباثيا المجاورة، في وقت لاحق: “لم يكن هناك قمر، لكن الشفق القطبي كان يلمع مثل شعاع القمر المنطلق من الأفق الشمالي”.

واستجابت كارباثيا لإشارة تيتانيك للاستغاثة في 14 أبريل 1912، بعد أن اصطدمت السفينة بجبل جليدي. وعندما اقتربت من قوارب النجاة، كانت السماء ما تزال مضيئة.

وكتب بيسيت: “تكثفت الظروف الجوية الغريبة للرؤية مع اقترابنا من الحقل الجليدي مع وميض الحزم الخضراء للشفق القطبي وإرباك الأفق أمامنا باتجاه الشمال”.

ويعتقد الباحثون أن هذا العرض قد يشير إلى قوة أخرى لعبت دورا في غرق السفينة: عاصفة في الفضاء أحدثت فوضى مغناطيسية على الأرض.

وتعتقد ميلا زينكوفا، باحثة الطقس المستقلة، أن الشفق القطبي في الليلة التي غرقت فيها تيتانيك قد يكون ناتجا عن حلقة من النشاط الشمسي المكثف، عاصفة مغناطيسية أرضية.

ويمكن أن تتداخل مثل هذه العواصف مع التكنولوجيا المغناطيسية والكهربائية على الأرض. لذا تعتقد زينكوفا أنه من الممكن أن تكون عاصفة شمسية قد أثرت في البوصلات، وقادت تيتانيك نحو الهلاك.

وفي روايته عن الكارثة أشار الناجي لورانس بيسلي، إلى أنه خلط بين الشفق القطبي والوميض الناتج عن الفجر القادم.

قائلا: “زاد الضوء الخافت لبعض الوقت، وتلاشى قليلا، وتوهج مرة أخرى، ثم ظل ساكنا لبضع دقائق.

وعلى الرغم من سطوع هذا الشفق القطبي، فإن البيانات المغناطيسية الأرضية من الليل تظهر فقط انفجارا صغيرا من النشاط في المجال المغناطيسي للأرض.

ويمكن أن يفسر ذلك الشفق القطبي الذي رآه الناجون وعمال الإنقاذ، لكنه “لم يكن كافيا ليعتبر عاصفة”، وفقا لما ذكره مايك هابجود، مستشار طقس الفضاء في مختبر روثرفورد أبليتون في المملكة المتحدة.

وعلاوة على ذلك، حدث الانفجار الصغير في الوقت الذي ضربت فيه تيتانيك الجبل الجليدي. ولن تكون نظرية زينكوفا معقولة إلا إذا كانت هناك عاصفة مغناطيسية أرضية قبل وقت طويل من تحطم السفينة.

وقال هابجود لموقع “بزنس إنسايدر”: “خلاصة القول هي أن التوقيت خاطئ إذا اعتبرنا الطقس الفضائي سبب الاصطدام بجبل الجليد. حيث حدث طقس الفضاء بعد الاصطدام”.

لكن أحد جوانب نظرية زينكوفا قد يكون صحيحا: فربما يكون النشاط الجيومغناطيسي تداخل مع الاتصالات اللاسلكية بعد حطام السفينة. وقال هابجود إنه ربما يكون لطقس الفضاء “بعض التأثيرات الصغيرة”.

ويمكن أن يفسر هذا سبب عدم تلقي السفينة القريبة La Provence أبدا إشارة الاستغاثة الخاصة بسفينة تايتانيك، ولماذا لم تستطع تايتانيك تلقي استجابة Mount Temple لطلب المساعدة.

وحتى لو كانت هناك عاصفة مغناطيسية أرضية كبيرة ليلة غرق تيتانيك، فمن المحتمل ألا تكون كافية لقلب الموازين.

ويشير الخبراء إلى أن الأضواء الشمالية ربما ساعدت في إنقاذ المزيد من الأرواح بفضل سطوع السماء الذي سمح برؤية الركاب وقوارب النجاة، جنبا إلى جنب إلى بث بعض الطمأنينة بين الركاب، حيث قال لورانس بيسلي: “كنا سعداء للغاية لأننا نستطيع أن ننظر في وجوه بعضنا البعض ونرى من هم رفاقنا في الحظ السعيد”.

وبدلا من ذلك، ينسب المؤرخون في الغالب غرق تيتانيك إلى الإبحار بأقصى سرعة عبر المياه الجليدية في تلك الليلة. وتشمل العوامل المساهمة الأخرى نقص المرصد في المناظير وفشل مشغل الراديو في نقل تحذير الجليد من سفينة أخرى إلى القبطان.

المصدر: بزنس إنسايدر

Shares