اكتشاف أول أقارب فيروس الحصبة الألمانية في الخفافيش في أوغندا والفئران في ألمانيا

أفريقيا – اكتشف فريق من العلماء ممن يطاردون الخفافيش التي تحمل سلالات فيروسات كورونا في إفريقيا عاملا ممرضا جديدا تحمله المخلوقات المجنحة، وهو اكتشاف علمي مهم للغاية.

ومع إدراك العالم التام للأخطار المجهولة الكامنة في الطبيعة، بعد ما تسببته جائحة كورونا هذا العام، يعمل العلماء على اكتشاف المزيد من الفيروسات التي تحملها الخفافيش.

وعثر فريقان دوليان من العلماء يعملان بشكل مستقل عن بعضهما البعض، أحدهما في أوغندا والآخر في ألمانيا، على قريبين جديدين لفيروس لم يكن معروفا في السابق أنه يحمل بواسطة الحيوانات.

وكان الفريق الأول من العلماء الأفارقة والأمريكيين في غابات أوغندا يتعقب فيروسات كورونا بين مجموعات الخفافيش الأصلية في البلاد.

وبدلا من ذلك، حددت المسحات المأخوذة من الخفافيش الآكلة للحشرات ما يسمى بفيروس ruhugu، وهو قريب جديد لفيروس الحصبة الألمانية المحمول جوا.

وفي غضون ثلاثة أشهر، حدد العلماء في ألمانيا قريبا آخر للحصبة الألمانية، وهو فيروس rustrela، في فئران الحقل ذات العنق الأصفر.

والحصبة الألمانية، أو كما تعرف أيضا بالحميراء، هي فيروس شديد العدوى ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق أو عن طريق الهواء، ويمكن أن يؤدي إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو تشوهات قاتلة عند الأطفال عندما يصيب النساء الحوامل.

وعلى الرغم من القضاء على الفيروس في الغالب، يولد ما يصل إلى 100 ألف طفل كل عام بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.

ويمكن أن تؤدي العدوى إلى العمى ومشاكل في القلب وفقدان السمع.

والأكثر إثارة للقلق، أنه منذ اكتشافه، لم يتم العثور على فيروس الحصبة الألمانية في الحيوانات.

ومع ذلك، تم العثور على أقارب الحصبة الألمانية التي تم تحديدها حديثا في أكثر من نصف الخفافيش المدروسة ونصف الفئران.

وفي تطور مماثل، فإن عائلة الفيروسات التاجية حيوانية المصدر، ما يعني أن مسببات الأمراض يمكن أن تنقلها الحيوانات والبشر على حد سواء.

ومنذ منتصف الستينيات من القرن الماضي، حدد العلماء ستة فيروسات كورونا بشرية فقط، وكما ظهر “كوفيد-19″، من المحتمل أن المزيد من الفيروسات في انتظار اكتشافهم.

ووفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يمكن أن تتحول فيروسات كورونا التي تصيب الحيوانات أحيانا وتصبح سلالة جديدة تجعل الناس مرضى.

ومن الأمثلة الحديثة الأخرى SARS-CoV، المسؤول عن وباء السارس عام 2002، وMERS-CoV، المسؤول عن تفشي فيروس كورونا في عام 2012.

ويتم الآن استخلاص استنتاجات مماثلة من اكتشاف فيروسات ruhugu وrustrela.

واجتمع الفريقان من إفريقيا وألمانيا معا لنشر النتائج في مجلة Nature. لكن الخبر السار الوحيد هو أنه لا يبدو أن أيا من السلالات الفيروسية تصيب البشر.

وقال توني غولدبيرغ، أستاذ علم الأوبئة في كلية الطب البيطري بجامعة ويسكونسن-ماديسون، والذي قاد الفريق الأمريكي: “لا يوجد دليل على أن فيروس ruhugu أو فيروس rustrela يمكن أن يصيب البشر، ولكن إذا أمكنهم ذلك، فقد يكون هذا أمرا بالغ الأهمية لدرجة أننا يجب أن نفكر في هذا الاحتمال”.

وتابع: “نعلم أنه في ألمانيا، انتقل فيروس rustrela بين الأنواع التي لا ترتبط ارتباطا وثيقا على الإطلاق. وإذا تبين أن أيا من هذين الفيروسين حيواني المصدر، أو إذا كان فيروس الحصبة الألمانية يمكن أن يعود إلى الحيوانات، فسيكون ذلك بمثابة تغيير لقواعد اللعبة لاستئصال الحصبة الألمانية”.

ويشير تحليل للفيروسات إلى أن لقاح الحصبة الألمانية الحالي قد يكون بالفعل إجراء مضادا فعالا.

ووجدت الدراسة أيضا أن الحصبة الألمانية، مثل معظم الفيروسات، بدأت على الأرجح حياتها كفيروس حيواني.

ويوضح الاكتشاف أيضا نقطة قوية حول الحاجة إلى الحفاظ على الحياة البرية لمنع الموائل البشرية من التعدي على تلك الأجزاء من العالم حيث تحمل الحيوانات أمراضا مجهولة الهوية.

وقال البروفيسور غولدبيرغ: “تبقى الفيروسات في مكانها عندما تكون النظم البيئية سليمة”.

المصدر: إكسبرس

Shares