دراسة جديدة تشير إلى دور حاسم للخلايا الليمفاوية في عدوى “كوفيد-19” دون أعراض

الصين – توفي أكثر من مليون شخص ووقع تشخيص 35 مليونا آخرين بـ”كوفيد-19″ لكن نسبة كبيرة من المصابين، نحو 45%، وفقا للتقديرات الأخيرة، لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق.

وقد تساعد دراسة جديدة شملت 52 مريضا بـ”كوفيد-19″، ونُشرت هذا الأسبوع في مجلة mSphere، الباحثين على فهم أفضل لسبب عدم ظهور أعراض المرض على الجميع.

ووجد مؤلفو الدراسة أن المرضى الذين لا يعانون من أعراض استضافوا حمولات فيروسية مماثلة لتلك الخاصة بالمرضى الذين يعانون من أعراض، لكن المرضى الذين لا يعانون من أعراض أظهروا مستويات أعلى من الخلايا الليمفاوية (نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الاستجابات المناعية)، وأزالوا الجزيئات الفيروسية بشكل أسرع، وكان لديهم مخاطر أقل من مضاعفات طويلة المدى.

واقترحت تحليلات أخرى أن التفاعل بين الفيروس والجهاز المناعي لعب على الأرجح دورا في هذه العملية.

وقال عالم الفيروسات يوشين شيا من كلية العلوم الطبية الأساسية بجامعة ووهان في الصين، والذي عمل في الدراسة الجديدة: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى دور مهم للخلايا الليمفاوية، وخاصة الخلايا التائية، في السيطرة على إفراز الفيروس”.

وتم توثيق مجموعة واسعة من أعراض “كوفيد-19″، ومن ناحية أخرى، غالبا ما لا يتم تشخيص حاملي الفيروس دون أعراض، الذين بإمكانهم التخلص من الفيروس ونشره للآخرين. وأشار شيا إلى أن فهم سبب إصابة بعض المرضى بأعراض وعدم إصابة البعض الآخر يعد أحد أهم التحديات في كبح الوباء. قائلا: “قد يسبب عدم ظهور الأعراض مخاطر انتقال الفيروس بشكل أكبر من المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض، ما يشكل تحديا كبيرا للسيطرة على العدوى”.

ودرس شيا وزملاؤه مسحات الحلق وعينات الدم التي تم جمعها من المرضى في مستشفى رينمين بجامعة ووهان، بما في ذلك 27 مريضا تم قبولهم بسبب مضاعفات مرتبطة بـ “كوفيد-19” و25 مريضا دون أعراض تم إدخالهم لأسباب أخرى ولكن ثبتت إصابتهم بفيروس SARS-CoV-2 عند الوصول.

واستخدم الباحثون مسحات الحلق لتقييم الحمل الفيروسي، وأجروا اختبارات على عينات الدم لقياس الغلوبين المناعي والسيتوكينات والخلايا المناعية.

وعلى الرغم من أن كلا المجموعتين من المرضى كانت لديهما أحمال فيروسية مماثلة، إلا أن المرضى الذين لا يعانون من أعراض أظهروا زيادة ذات دلالة إحصائية في عدد خلايا CD4 +، خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى، مقارنة بالمرضى الذين يعانون من الأعراض.

ومثل الدراسات السابقة، أظهر التحليل الجديد أيضا أن المرضى الذين يعانون من الأعراض كانوا أكثر عرضة للإصابة بخلل في وظائف الكبد مقارنة بالمرضى الذين لا يعانون من أعراض. وعلى عكس الدراسات الأخرى، لم يجد البحث الجديد فروقا ذات دلالة إحصائية في مستويات السيتوكين بين المجموعتين.

وبدأت مجموعة شيا مؤخرا التعاون في دراسة متابعة أكبر مع باحثين في ألمانيا، لتحليل عينات الدم من أكثر من 100 مريض يعانون من أعراض “كوفيد-19” الشديدة و30 مريضا يعانون من أعراض خفيفة. كما يخططون لإجراء دراسات على الحيوانات لفهم دور الخلايا التائية في إفراز الفيروس بشكل أفضل.

وقال شيا إنه يأمل في أن تلفت هذه الدراسة الانتباه إلى أهمية تضمين انتقال العدوى من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض في جهود واسعة النطاق للحد من الوباء. وأضاف: “قد يكون من الضروري إجراء المزيد من تدخلات الصحة العامة ومجموعة أوسع من الاختبارات للسيطرة على كوفيد-19”.

المصدر: ساينس ديلي

Shares