فحيمة: جماعة الإخوان وجدوا ضالتهم في ليبيا لأن الدولة ضعيفة والمؤسسات متهالكة

ليبيا – أكّد عضو مجلس النواب صالح فحيمة أنه لم يساوره الشك لحظة واحدة في أن ما جرى في الدول العربية وما بات يعرف لاحقًا بالربيع العربي، ما هو إلا فصل جديد من فصول المؤامرة، التي تحاك ضد كل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليبيا قبل العام 2011.

فحيمة في حوار خاصّ لـ”الهلال اليوم” أوضح أن ليبيا كانت دولة لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي، وكانت كثيرًا ما تستخدمه في التأثير لصالح قضايا الأمة العربية لا سيما قضية العرب الأولى، قضية فلسطين، ومصر كذلك هي قلب العروبة النابض والشقيقة الكبرى لكل العرب وملاذهم الآمن عبر التاريخ منذ القدم، وبالتالي هي أيضًا تم استهدافها بهذا المخطّط لغرض إسقاطها كدولة، ولكن الحمد لله فشلوا في ذلك.

وأضاف: “الكشف عن إيميلات وزيرة الخارجية الأمريكية في هذا التوقيت الغرض منه زيادة الفرقة وتعميق الخلافات التي يجب علينا أن نرمي بها خلف ظهورنا، رغم مرارة ما أذاقنا إياه بعض من بني جلدتنا من خلال التواطؤ مع بعض الدول لضرب أمننا واستقرارنا”، مؤكّدًا أنه يجب علينا أن نعلم أن الانتقام لن يكون في مصلحة أحد، اللهم إلا مصلحة من قام بالكشف على مثل هذه الوثائق.

وإلى نص الحوار:

س/ كيف ترى حوارات بوزنيقة والقاهرة وجنيف؟

ج/ المشكلة في ليببا ليست مشكلة جهوية أو مناطقية حتى يتم التحاور حول تقسيم المناصب السيادية بين المناطق، للأسف بوزنيقة كان خارج نطاق المسار الصحيح للحل، وأستغرب كما استغرب كل الليبيين ماهو الدافع وراءه.

عندما نتحدث عن الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد والبنك المركزي فهذه كلها أجهزة ومؤسّسات تابعة للسلطة التشريعية، والعقل والمنطق يقولان أنه إذا أردنا توحيد هذه المؤسسات فيجب علينا أولًا العمل على توحيد السلطة التشريعية للتوحّد.

بعكس الحوار الذي حدث في القاهرة حول المسار الدستوري الذي كان هدفه إيجاد قاعدة دستورية متينه لأجراء الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية.

س/ وكيف ترى وضع مجلس النواب يدَه في يد الإخوان؟

ج/ مجلس النواب لم يضع يده في يد الإخوان بل وضع يده في يد المجلس الأعلى للدولة، وهو مؤسسة استشارية أسس لوجودها اتفاق الصخيرات، وكون الإخوان على رأسها هذا لا يعني أن مجلس النواب عندما تحاور مع الأعلى للدولة أنه يتحاور مع الإخوان.

س/ ماذا عن رفض استقالة الحكومة؟

ج/ مهزلة، وإجراء غير قانوني قام به النائب الثاني مع 13 نائبًا اجتمعوا بالمخالفة للإعلان الدستوري والقانون رقم 4 لسنة 2014 المعتمد للائحة الداخلية لمجلس النواب؛ حيث لا نصاب ولا إجراءات دعوة صحيحة، ولك أن تتخيل جلسة كان يجب أن يكون نصاب انعقادها 96 نائبًا تنعقد بـ13 نائبًا وبدون جدول أعمال.

س/ ما أسباب الانقسام الذي حصل في المجلس؟

ج/ المجالس النيابية في كل دولة هي بطبيعتها انعكاس طبيعي للمجتمع، والخلافات بين أعضاء البرلمان تتأثر بالخلافات التي تحصل في الشارع، وتزداد بازدياد حدة الاستقطاب والاصطفاف خلف مبدأ أو رأي أو أحيانا شخصية يراها الناس رمزية.

ومجلس النواب في ليبيا كان انقسامه نتيجة طبيعية بعد الحرب على طرابلس؛ لأن النواب الرافضين للحرب كانوا يشعرون بعدم قدرتهم على قول رأيهم بصراحة، والآن بعد أن سكتت البنادق وبدأ وقف إطلاق النار، فإن البرلمان يعمل على انعقاد جلسة جامعة بنصاب انعقاد صحيح وأتوقع أن تكون في أقرب وقت.

س/ هل الإخوان جنحوا للسلام، أم لعبة جديدة منهم؟

ج/ لا شك أن الإخوان لهم من الخبرة السياسية ما يجعل اعتى الكيانات السياسية تعجز عن مجاراتهم أو الوقوف ضد مخططاتهم، وفي ليبيا وجد الإخوان ضالتهم، الدولة الضعيفة والمؤسسات المتهالكة والافتقار للكيانات السياسية العريقة القادرة على مجاراتهم أو الوقوف ضد مخططاتهم.

وبالعودة الى سؤالك عما إذا كانوا قد جنحوا للسلم أو هي مجرد لعبة فإنني شخصيًا أعتقد أنها استراحة قصيرة بعد ماراثون طويل خاضوه ضد التيار المدني في ليبيا، وسرعان ما سيعودون لسابق عهدهم إذا ما وجدو الفرصة سانحة.

س/ هل حدث انقسام في معسكر الغرب بعد الحوارات؟

ج/ لا يوجد شيء اسمه معسكر الغرب في واقع الأمر، المشهد في غرب البلاد يمكن تشبيهه بفسيفساء متعددة الألوان تجمعها صورة واحدة، هذه الصورة هي المصلحة المشتركة في استمرار الفوضى وعدم قيام الدولة، وهذا هو حال جزء كبير ممن هم في العاصمة؛ ولذلك نجدهم كلما شعروا ببعد الخطر عنهم تطفو خلافاتهم على السطح وتستعر نيران تلك الخلافات للحد الذي يجعلهم يتقاتلون وتقوم حروب بينهم.

س/ كيف ترى زيارات المجلس الرئاسي وأعضائه المتواصلة لتركيا؟

ج/ تركيا حليف للمجلس الرئاسي، وبالتالي هي ترتبط مع هذا الجسم الذي عولت عليه في حفظ مصالحها في ليبيا، ونسيت أن هذا الجسم وكل الأجسام ستنتهي وسيبقى الليبيون الذين سيتذكرون من ساندهم ومن وقف معهم أو وقف ضد مصلحتهم.

س/ وما الهدف من التدخل التركي؟

ج/ الهدف منه هو الحصول على مصالحها بصرف النظر عن مصلحة ليبيا والليبيين.

س/ هل هناك حلول لدى تجمع تيار الوسط للأزمة الليبية؟

ج/ تجمع تيار الوسط النيابي هو تكتل برلماني يضم في عضويته كل نائب عن الشعب غير منحاز لموقف سياسي معين، وغير مصطف خلف شخص بعينه، ويسعى خلف الحلول أينما وجدت لإخراج البلاد من هذا المختنق الذي تمر به ، وبالتالي فإن تجمع تيار الوسط لا يرى الحل إلا من خلال التحاور بين الإخوة الفرقاء تحاورًا مباشرًا دون وساطات.

س/ كيف ترى العلاقات مع مصر وتحركها لمناصرة ليبيا؟

ج/ مصر دولة شقيقة وجارة ترتبط مع ليبيا أمنيًا واقتصاديًا وتتأثر كلا الدولتين بظروف الأخرى؛ لذا فإننا نثق كل الثقة في نوايا الحكومة والقيادة المصرية، وقد سبق وأن اظهرت الشقيقة مصر دعمها الكبير للقضية الليبية في كل المحافل التي وجدت فيها.

س/ وهل إعلان القاهرة كافٍ لحل الأزمة؟  

ج/ إعلان القاهرة خطوة جيدة، لكن نخشى إن لم يتم العمل على فرض ما نصّ عليه هذا الإعلان فبعض الدول التي تقتات على الفوضى ولا تريد الاستقرار لليبيا نخشى أن تعمل على تقويضه، كما عملت من قبله مع الكثير من نتائج المؤتمرات واللقاءات السابقة.

س/ وماذا عن الدور القطري الذي أُكّد عبر تلك الوثائق؟

ج/ قطر أصبحت اليوم منبوذه عربيًا بل وحتى دولًيا، ولم تعد تمارس شرورها أو تبث سمومها بالكفاءة التي كانت تفعل بها منذ 2011، ولكن هذا لا يعني أن نأمن جانبها، وأنا هنا أتحدث عن النظام ولا أتحدث عن الشعب القطري، في اعتقادي أن الأمريكان أصبحوا اليوم يرون قطر كورقة محروقة، وبالتالي لا ضير عندهم من أن يرموا بها بالطريقة التي فعلوها عندما كشفوا عن إيميلات كلينتون، غير آبهين بما سيترتب على كشفها من أضرار لحليفتهم قطر.

Shares