بالصور .. تركيا تجدد رفضها لاتفاق جنيف بمواصلة خرق “المادة الثانية” ولا تعليق من البعثة

ليبيا – أعلنت وزارة الدفاع التركية في أنقرة اليوم الخميس مواصلة قواتها في ليبيا “تدريب القوات الليبية” ضمن ما تسميها “اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين”، في إشارة لمذكرة التفاهم الموقعة بين أردوغان والسراج شهر نوفمبر الماضي.

ونشرت الوزارة صورًا عبر موقعها الرسمي طالعتها المرصد لتدريبات تجري في أحد المعسكرات بالمنطقة الغربية، حيث يقوم عسكريون أتراك بتدريب عناصر ليبية على مايشبه “تدريبات قوّات خاصّة”.

وكانت تركيا قد أعلنت عبر وزارة الدفاع التركية يوم 1 نوفمبر الجاري عن استمرار التدريبات، ولكن للقوات البحرية في مدينة الخمس يرافقها قوات برية نفذت مشروع رماية وقنص بالذخيرة الحية. وفيما يتواصل بذلك اختراق اتفاق جنيف لم يصدر عن البعثة أي تعليق.

تركيا تترجم رفضها من أقوال لأفعال

وسجلت تركيا يوم 24 أكتوبر المنصرم أول اختراق لاتفاق جنيف بعد أقل من 24 ساعة من توقيعه في الجانب المتعلق بتجميد اتفاقيات التدريب العسكري.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية يومها: “تتواصل التدريبات للقوات المسلحة الليبية في نطاق اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية“، في إشارة لمذكرة التفاهم الموقعة بين السراج وأردوغان في نوفمبر الماضي.

وفيما بدا أنه رد على الاتفاق الذي أعلن أردوغان رفضه له ضمنيًا وتشكيكه في مصداقية صراحة، نشرت الوزارة صورًا لعدد من الضباط الأتراك وهم يدربون أفرادًا من مجموعات مسلحة ليبية. ولم يصدر بعد أي تعليق من البعثة الأممية الراعية للاتفاق.

ولاقى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف ولاحقًا في غدامس بين اللجنة العسكرية الممثّلة لكل من القيادة العامة للقوات المسلحة وحكومة الوفاق ترحيبًا دوليًا وإقليميًا واسعًا بإستثناء تركيا.

ورحّبت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والإمارات ومصر وتونس والبحرين و ألمانيا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بحرارة بهذا الاتفاق، مهنأة الأمم المتحدة الذي يسرته بهذا الإنجاز.

سبب رفض تركيا

وكان الرئيس التركي رجب أردوغان أول المعلقين على الاتفاق، ولكن سلبًا؛ إذ شكّك في جدواه وقال بأن مستوى التمثيل به متدنٍ بل وبأنه اتفاق مثل أي اتفاقات أخرى، حتى وصل به القول أن “وفد الوفاق يمثل السراج والأخير مستقيل” !.

ونص الاتفاق في المادة الثانية منه على تجميد جميع الاتفاقات العسكرية الخاصّة بالتدريب داخل ليبيا مع مغادرة أطقم المدربين الأجانب للبلاد بند من اتفاق 5+5 يسري بشكل فوري.

المادة الثانية من اتفاق 5+5
المادة الثانية من اتفاق 5+5

وتعتبر هذه الفقرة من أهم مخرجات الاتفاق وهي التي تدفع تركيا للرفض، إذ إنها تتواجد في قواعد وموانئ غرب ليبيا تحت شعار الاتفاق الأمني وتدريب “القوات الليبية” الموقع بين أردوغان والسراج.

حلفاء تركيا والتشويش

ومن جهته قال وزير دفاع الوفاق صلاح الدين النمروش الموالي لتركيا أن هذا الاتفاق “مبدئي” مشيرًا إلى أن وجود القوات الأجنبية في ليبيا يكون شرعيًا عندما يكون بطلب من السلطة الشرعية، ملمحًا بذلك إلى أن الوجود التركي شرعي ولا يشمله اتفاق الخروج.

وقال المبعوث الأممي السابق غسان سلامة: إن اتفاق جنيف كان ثمرة لمجهود باشره هو في يناير الماضي قبل استقالته.

وردًا على رفض أردوغان قال سلامة: “لقد حانت ساعة الحقيقية، وعلى ومن يعارض الاتفاق من الخارج قبول ما قبل به الليبيون أنفسهم، الليبيون عليهم التعويل على أنفسهم”.

وأكد اللواء مراجع العمامي ممثل القيادة العامة في الاتفاق بأنه وقع بناءً على توجيهات المشير خليفة حفتر، فيما قال رئيس وفد الوفاق اللواء أحمد بوشحمة أن فريقه وفريق ( القيادة ) تحلّوا بالشجاعة، وطالب الساسة بالاقتداء بهم، بينما تأتي أصوات رافضة من معسكر الوفاق لكل ماتم إنجازه.

ومن جهتها أكدت المبعوثة بالإنابة ستيفاني ويليامز أن الضمانة لتنفيذ وتطبيق هذا الاتفاق هو مجلس الأمن، مشيرة إلى توجهها إلى المجلس للحصول منه على قرار يؤيد اتفاق جنيف، متوجهة بالشكر للسراج والمشير حفتر والمستشار صالح.

وكانت اللجنة العسكرية المشتركة (لجنة العشرة) قد طالبت مجلس الأمن باعتماد مخرجاتها وإصدار قرار بالخصوص عقب اجتماعها الأول داخل ليبيا منتصف الأسبوع الجاري في مدينة غدامس.

المرصد – خاص

Shares