ليبيا – يأبى سامي الساعدي المسؤول الشرعي للجماعة الليبية المقاتلة (سابقًا) والقيادي حاليًا في دار الإفتاء بقيادة الصادق الغرياني المفتي المعزول، التوقف عن إصدار الآراء والدعوات والفتاوى الغريبة والمتشددة لصالح الأتراك، وكان آخرها ما قاله اليوم عن المملكة العربية السعودية.
وقال الساعدي المقيم في تركيا بمنشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك اليوم السبت: “الدولة السعودية أولى بوصف الخوارج في العصر الحديث عندما تآمرت على العثمانيين تلبيةً لرغبة الإنجليز”، وكان تعليقه هذا في ما بدا أنه رد على تصنيف هيئة كبار العلماء في السعودية لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية ولا تمثل الدين، وبالتالي خارجة عنه.
#عاجل#هيئة_كبار_العلماء: #جماعة_الإخوان_المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.#واس_عام pic.twitter.com/MWJw0cMU4O
— واس العام (@SPAregions) November 10, 2020
وفي رد له على معلق قال له أن وصف حكام المملكة بالخوارج لا يستساغ لأنهم لم يبايعو السلطان العثماني أصلًا حتى يخرجوا عنه، ليرد الساعدي المصنف على لائحة الإرهاب النيابية بالقول مبررًا: “لا يلزم البيعة الخاصة ومجرد كون الحرمين رسميًا تحت سلطة العثمانيين المسلمين يحرم الخروج عليهم .. فكيف وهم رفعوا السلاح في وجه العثمانيين؟”.
إخواني أصحاب الفضيلة الأئمة والخطباء في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة آمل منكم جميعاً يوم غد في خطبة الجمعة قراءة البيان الصادر من هيئة كبار العلماء الموقرة بشأن التحذير من جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وحزبهم،وحذروا من هذه الجماعة المخالفة للكتاب والسنة وبينوا مخالفاتهم الشرعية.
— د.عبداللطيف آل الشيخ (@Dr_Abdullatif_a) November 12, 2020
ويعتبر سامي الساعدي السجين السابق في بريطانيا التي سلمته إلى ليبيا بعد اعتقاله في أفغانستان على يد القوات الأمريكية أحد أشد “الدعاة” الموالين للسياسات التركية في ليبيا والمنطقة، أو ما بات يعرف بـ “دعاة التتريك والعثمانية الجديدة”.
وبإسقاط هذا الادعاء الشاذ من الساعدي حول اعتباره الدولة السعودية من الخوارج لأنها خرجت على المحتلين العثمانيين اللصوص الذين سرقوا أجزاء من الحجر الأسود وبعض مقتنيات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيعتبر من ثاروا في ليبيا ضد همجية العثمانيين من الخوارج أيضًا !!.
ولهم عين بعد يتفاخرون بسرقة الحجر الأسود ؟
هذا الاعتراف الرسمي من وكالة الأنباء التركية بهذه السرقة التاريخية لا يرضها شخص يحمل في قلبة ذرة من الإسلام. https://t.co/PhBXSpCxeh
— منصور الخميس 🇸🇦 (@MansourAlkhamis) May 1, 2020
وفي ليبيا قاد الشيخ غومة بن خليفة المحمودي شيخ قبائل المحاميد وزعيم المنطقة الغربية في ليبيا 1831-1858 واحدة من كبريات الثورات في العالم العربي ضد السيطرة العثمانية 1835-1858 وهو أحد الأبطال والفرسان المميزين والمشاهير في الذاكرة الشعبية الليبية.
وقاد المحمودي حركة مقاومة ضد همجية الحكم العثماني، بسبب سوء الإدارة والرغبة في حصول الجبل الغربي على استقلال ذاتي وتولى إدارته من قبله.
وتعتبر حركة الشيخ غومة المحمودي (1835-1858م) من أهم الحركات التي شهدتها إيالة طرابلس الغرب إبان الحكم العثماني (1551-1911) وأبرزها، فقد كانت حركة شعبية بمعني أنها شملت قطاعًا كبيرًا من سكان الإيالة، ضم بعض القبائل الكبيرة ذات القوة والنفوذ واتسع تأثيرها في منطقة جغرافية واسعة ضمت معظم الجبل الغربي والمنطقة الغربية من الإيالة.
واستمرت فترة زمنية طويلة ناهزت الربع قرن، فشكلت بذلك خطورة كبيرة هددت الوجود العثماني في البلاد، وألحقت بجيش العثمانيين الهزائم في عدة مواقع، واستنزفت إمكاناته الاقتصادية وسببت له الأزمات السياسية التي أدت إلى سقوط الولاة وتغيير القيادات العسكرية.
ومن هؤلاء الولاة الهمجيين الذين قاومهم الشيخ غومة “رئيف باشا” حاكم ولاية طرابلس الذي أمعن في سلب الليييين، من خلال الضرائب وفرض عقوبات قاسية على من يعجز منهم عن دفعها، تراوحت بين الضرب بالسياط ومصادرة الأراضي والأغنام وحرق الديار. كما انتشرت على يد رئيف باشا عقوبات وحشية مثل قطع الآذان.
وكانت ثورات غومة موضوع اهتمام الباب العالي والسلطان العثماني بصورة شخصية، وكانت لها تأثيراتها على الأوضاع القبلية ومراكز النفوذ في الإيالة، وانتهت بعد نفي ونضال طويل باستشهاده على يد الغزاة العثمانيين الذين أوقعوا به في فزان وقطعوا رأسه وطافوا بها شوارع وسط طرابلس، إلا أن كل ذلك وبحسب إسقاطات الساعدي يعد من عمل الخوارج لا من عمل النضال، كنضال الدولة السعودية للخروج من تحت عباءة المحتل العثماني.
المرصد – خاص