ليبيا – اعتبر السياسي والكاتب سليمان البيوضي أن ملتقى تونس للحوار السياسي قد حقق فشلًا؛ إلا أنه حقق أيضًا نجاحات تمثلت في كشف حقيقة ما وصفها بـ “النخب الانتهازية” وتحديد موعد ثابت للإنتخابات.
وقال البيوضي في منشور عبر صفحته على فيسبوك: “أعطانا الملتقى موعدًا محددًا لانتخابات عامة رئاسية وبرلمانية، و هذا المكتسب يجب أن يبقى ليرى النور، و على كل الفاعلين والطامحين والمهتمين بالشأن العام، الدفع دون كلل أو ملل لإنهاء كل التدابير الملزمة لتطبيقه دون تأجيل، وأن توضع النصوص التي ستحاسب كل من يحاول تعطيل هذا المسارالملتقى الليبي”.
وكتب البيوضي المنشور التالي :
لقد مَرَّ يوم أمس 15 نوفمبر عصيبًا على الليبيين الحالمين بالسلام والمدفوعين بالأمل، فبعد أشهر طويلة من الحوارات والاتفاقات المبدئية، كانوا وخلال ست أيام يضعون أيديهم على قلوبهم، وبانتطار أخبار جديدة تفضي لإعلان بشرى اتفاق سياسي يفضي لتشكيل سلطة تنفيذية موحدة، لكن هذه الانتظارات لم تتحقق، بسبب الانتكاسات المتتالية والتراجع عن حزمة من الاتفاقات المبدئية.
وكان ذلك حيث اختار الانتهازيون أن يضعوا العربة أمام الحصان، استثمارًا للحظة تاريخية اختارتهم لأجل ليبيا، فاختاروا هم مصالحهم و أطماعهم، و شكلوا ما يمكن أن يُسمى بتحالف الضرورة، والذي جمع بين نقيضين أحدهما يعتبر رمزيته التاريخية أساسًا لبناء أي اتفاق لإنقاذ ليبيا، وآخر ينطلق من خلفية فكرية وأيدلوجية تؤمن بالتمكين، وأعظم غواياتها هو الوصول للسلطة، وقد كان أن وضعوا عصى الحرب في دواليب السلام، أو هكذا يعتقدون.
إن الأسوأ مما سبق هو ممارسات الدجل الممنهج و محاولات التنويم للعجز الذي أوقع الانتهازيون فيه أنفسهم عندما قرروا خرق سفينة الملتقى لإغراقها وكل أهل ليبيا معهم في بحر من الدماء، هو تبادل الاتهامات المبكر والبحث عن قميص عثمان ليرفع على حراب البنادق، في استدعاء مبكر لأبناء الفقراء ليُذبحوا جَوْعى على موائد اللئام المختلفين على الغنيمة.
هكذا بدا المشهد بصعوباته وتعقيداته مع تطاير أخبار الفشل، لكن الحقيقة أن الملتقى فشل في إعلان أسماء أعضاء السلطة التنفيذية الجديدة، لكن المسار السياسي المتعثر لم يَهْزِم إرادة الليبيين والحوار بكل امتداداته، وقد حقق نجاحات مهمة يمكن البناء عليها.
نجاحات
=======
1- يحسب لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها تمكنت من إخفاء صوت البنادق وأزيز الرصاص، وأنجزت الصعب وهو اتفاق 5+5 والذي يمثل حجر أساس مهم وجب التمسك به ودعمه وعدم السماح بمحاولات إجهاضه، هذا الاتفاق بين أن التنازلات المؤلمة تحتاج لرجال من نوع خاص.
2- لقد أعطانا الملتقى السياسي في تونس جرعة أمل، برؤيتنا لنساء ليبيا اللاتي أثبتن ريادتهن، وأنه لا مستحيل بالنسبة لهن، وأنهن قادرات و ملهمات.
3- لقد أعطانا الملتقى موعدًا محددًا لانتخابات عامة رئاسية و برلمانية، و هذا المكتسب يجب أن يبقى ليرى النور، وعلى كل الفاعلين والطامحين والمهتمين بالشأن العام، الدفع دون كلل أو ملل لإنهاء كل التدابير الملزمة لتطبيقه دون تأجيل، وأن توضع النصوص التي ستحاسب كل من يحاول تعطيل هذا المسار، مع تأكيد علني وصريح بإنهاء شعار الاستفتاء كوسيلة ابتزاز سياسي، المسودة مختلف عليها ويجب أن تخضع لحوار مجتمعي وتعديل حقيقي.
3- لقد أعطتنا بعثة الأمم المتحدة فرصة ليكتشف الليبيون الحقيقة على علاتها. لدينا نخبة انتهازية، لا يعنيها إلا البقاء للأبد، وكل الشعارات التي تستخدمها كاذبة.
4- لقد كان هذا الملتقى فرصة ليكتشف الجميع أن هناك شخصيات سياسية من الممكن الاختلاف معها، لكنها شخصية المواقف واللحظات التاريخية وقد كان لهم دورهم، وأدعوهم صادقًا لأن يخرجوا للإعلام ويقدموا للمجتمع المحلي الحقيقة على علاتها.
هي نقاط قليلة استجمعتها دفعًا للأمل، والكل مطالب اليوم بالدفع نحو التسوية مهما كانت مؤلمة في تنازلاتها وألّا نسمح لمجموعات مصلحية وانتهازية أن تعيدنا لمربع الاحتراب.
خاتمة
=====
شكرًا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على جهدها، و نرجو أن تكون قادرة على معالجة الاختلالات داخل منظومة الحوار، شكرًا لـ 46 ليبية وليبي الذين حاولوا حتى اللحظة الأخيرة إنقاذ الموقف والوقوف في وجه تحالف الانتهازيين.
إن الفرصة ما زالت قائمة لتقديم بدائل للحل، بما فيها ترميم المجلس الرئاسي أملًا في تحقيق طموحات أبناء الأمة بإنهاء الانقسام والمعاناة والتوجه في 24/ديسمبر/2021 لصناديق الاقتراع.
المرصد – متابعات