مستشار لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي يكشف عن خيارات بايدن في ليبيا

ليبيا – قال أستاذ في الجامعة الأميركية واشنطن ومستشار لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي غريغوري أفتانديليان إن ميزة الرئيس المنتخب جو بايدن الأساسية مقارنة بدونالد ترامب هي إيمانه بأن على الولايات المتحدة أن تعمل بشكل وثيق مع حلفائها لحل عدد من المشاكل في العالم، وأن بايدن لديه علاقاتٌ وثيقة مع الكثيرين من قادة العالم، ولعب أيضاً دورًا بارزًا في السياسة الخارجية بشكل مختلف عن ترامب.

غريغوري أفتانديليان وفي حديثه لبرنامج برنامج “USL” على قناة “NEWS218″ أمس الثلاثاء أضاف أن الإدارة الجديدة قد تغيّر مقاربتها للأزمة الليبية، مستبعدًا حدوث أي تحرك من ترامب لوقف خرق روسيا وتركيا لقرار حظر الأسلحة في ليبيا؛ ولأن ليبيا ليست أولوية لديه فلن يتدخل فيها بالأشهر المتبقية من منصبه.

وبيّن أفتانديليان أن بايدن سيقف وراء الأمم المتحدة والجهود التي ساعدت على التوصّل لوقف إطلاق النار في ليبيا، كما سيحاول الضغط على مختلف الأطراف خارج ليبيا التي تعطي السلاح للمتحاربين، وسيسعى للضغط على هذه الدول المتدخلة للتقيد بالاتفاق الخاص بالمرتزقة والأسلحة والمعدات العسكرية.

وحول خيارات بايدن في ليبيا، رأى غريغوري أفتانديليان أنه إذا استمر وقف إطلاق النار وكانت هناك حكومةٌ انتقالية وتوقفَ العنفُ، فإن بايدن سيدعم أكثر جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا.

وذكر أنه إذا تدهورت ليبيا مرة أخرى إلى دوامة العنف فقد لا يرغب بايدن في التورط أكثر من اللازم، مشددًا على أن بايدن سيدعم عمل الأمم المتحدة في ليبيا، وعليه أن يضغط على الدول المختلفة لمغادرة البلاد عسكريًا.

وأشار إلى أن تركيا تتفاهم مع روسيا حول ليبيا لا مع واشنطن، وهذا لا يساعد على التقارب مع الولايات المتحدة.

وعن الحوار الليبي الجاري بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، أوضح غريغوري أفتانديليان أن فترة 18 شهرًا قبل إجراء الانتخابات طويلة، وقد تطرأ عدة أمور يمكن أن تعطل الانتخابات عن مسارها خلال تلك الفترة الزمنية، مبينًا أن مستقبل الشعب الليبي على المحك.

وقال:”إن الذي يجعل الحوار الليبي مختلفًا عن المرات السابقة هو أن الوضع العسكري على الأرض وصل إلى طريق مسدود، حيث إن التعادل في القوى العسكرية هو ما أدى إلى وقف إطلاق النار الذي قاد إلى هذه العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في تونس”.

ورأى أفتانديليان أن الممثلة الخاصّة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا ستيفاني وليامز يجب أن تُعطى بعض الفضل الذي تستحقه؛ لأنها كانت تعمل بجد للوصول إلى هذا الاتفاق.

وأشار إلى أنه لا توجد حقيقة في دعم الديموقراطيين للإخوان المسلمين، وهذا الادعاء مرتبطُ بنظريات المؤامرة السائدة كثيرًا في العالم العربي.

وبشأن العلاقة التركية الأميركية المتدهورة، ذكر أفتانديليان أن هذه العلاقة كانت في تراجعٍ لعدة سنوات؛ لأن أردوغان كان يتصرف أكثر فأكثر كشخصية استبدادية، كما تحاول تركيا فَرْد عضلاتها في جميع أنحاء المنطقة.

وأكد أن تآكل تقدير الولايات المتحدة لتركيا سيظلّ قائمًا طالما بقي أردوغان رئيسًا لتركيا وأن إدارة بايدن ستكون أكثر ميلًا للضغط على تركيا، موضحًا أن بايدن طوال مسيرته السياسية كان داعمًا لقبرص وعارضَ الاحتلالَ التركي لشمال قبرص، مشددًا على أن الرئيس المنتخب لن يحتفظ بعلاقة دافئة وودّية مع أردوغان.

وقال غريغوري أفتانديليان: “إنه يُنظر إلى تركيا على أنها تُحرض على العنف في ليبيا على مدى العامين الماضيين، وهو ما يوصف بالحرب الأهلية؛ حيث ترك غياب إدارة ترامب مجالًا للاعبين الآخرين مثل تركيا وروسيا لتولي المسؤولية عن الوضع في أرض الواقع”.

ولفت إلى وجود تفاهمات روسية تركية تحت الطاولة، مع أنه من غير الواضح ما الذي يتحدث عنه الأتراك والروس في هذه المرحلة حول ليبيا، لكن بالتأكيد أن الدولتين تريدان الاحتفاظ بنفوذ لهما في ليبيا.

وعن أثر هذا التدخل، بيّن أفتانديليان أن روسيا وتركيا عندما تتحدّثان عن مصير ليبيا فقد لا يكون ذلك لمصلحة الشعب الليبي.

وأكد أفتانديليان أن التغيير في إدارة بايدن سيمتد إلى السياسة الخارجية على نطاق كبير، فيما سيكون تقريب المسافات مع تيار ترامب أميركا بالغ الصعوبة.

ورأى أن بايدن أفضل سياسي ديمقراطي قد يحاول القيام بردم هوّة الانقسام في أميركا، مشيرًا إلى أن بايدن سيجلب للعالم حسًّا باللياقة والأخلاق، والمزيد من النظام لكيفية صياغة السياسة، والامتناع عن السِّباب وعدم استخدام تلك الألفاظ التي أصبحت سمةً مميزة كثيرًا لترامب، وسيتمكن من استعادة سمعة أميركا في العالم، ستكون هناك اختلافات كبيرة في الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الحلفاء.

أفتانديليان لفت إلى أن الديمقراطيين- خلافًا للجمهوريين- يميلون إلى إقامة أنظمة حكم ديمقراطية، ويؤيدون إجراء الانتخابات الحرة واحترام مخرجات تلك الانتخابات.

Shares