تحشيدات الوطية واستهداف أتباع “يزيد مبارك” تحركان المياه الراكدة في أوباري

ليبيا – كشفت القيادة العامة للقوات المسلحة عن هوية أحد الإرهابيين السبعة من عناصر تنظيم القاعدة الذين أطاحت بهم في عملية أوباري بوقت مبكر من صباح يوم السبت 28 نوفمبر.

وبحسب جواز وهوية أحد العناصر فهو الجزائري “إياد كلطم – 33 سنة”، ووفقًا للمعلومات هو من طوارق الجزائر ومنحدر من منطقة “الهقار” ومنضم لـ “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

وقال مصدر عسكري للمرصد أن المعني قد وصل إلى مدينة أوباري مؤخرًا قادمًا من مالي، وهو من عناصر الإرهابي “حسن وشي”، وهذا الأخير هو الآخر من طوارق مالي وكان على علاقة بزعيم التنظيم “عبدالملك دروكدال”، وكانت الخلية تعد لعمليات تخريبية تستهدف مصالح نفطية ليبية وأجنبية وأمنية في الجنوب الغربي.

وتمكنت القوات المسلحة خلال العملية من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والصواريخ والقذائف في وكر “حي الشارب”، من بينها منصات هاون مختلفة ومناظير ليلية وصواريخ حرارية وقذائف آر بي جي وذخائر متعددة وصواريخ محمولة مضادة للطيران.

وفي منتصف يونيو الماضي أعلنت القوات الفرنسية تمكنها من القضاء على “درودكال” في عملية خاصة شمال مالي قرب الحدود الجزائرية، وأكدت الأركان الجزائرية بأن العملية تمت بعد ثلاثة أيام من تلقيها معلومات حول تواجد مكان الهدف الثمين من وكالة المخابرات الأمريكية.

https://youtu.be/vdfiDAZBuHI

وأقر “تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي” بمقتل “درودكال ” وأعلن مؤخرًا عن تسمية أمير جديد هو الإرهابي الجزائري المطلوب لفرنسا والولايات المتحدة “يزيد مبارك”، المكنى “أبو عبيدة العنابي” نسبة لمسقط رأسه في عنابة الجزائرية.

زعيم القاعدة الجديد الارهابي “يزيد مبارك”

ويعتبر مقتل “دروكدال” في مالي ضربة قاسية للتنظيم وهو ما أضطر عددًا من عناصره على التخفي والفرار في مالي والنيجر والجزائر، بالتزامن مع رصد معلومات عن دخول “حسن وشي ” إلى أوباري قادمًا من مالي.

تحشيدات الوطية

وتشهد قاعدة الوطية خلال الآونة الأخيرة تحشيدات عسكرية تركية متزايدة، حيث تعتبر القاعدة بموقعها الإستراتيجي منفذًا إلى الجنوب الغربي عبر الجبل والحمادة حيث يسهل الإمدادالبري والجوي من خلالها.

وترى مصادر مخابراتية أن هدف الأتراك من تحشيدات الوطية هو الجنوب وليس سرت، والهدف من ذلك هو التمدد على الحدود الجنوبية الليبية المتاخمة لدول المصالح الفرنسية في النيجر وتشاد والمثلث مع الجزائر المطل من الناحية المقابلة على جمهورية مالي، حيث تكافح فرنسا ضد تنظيم القاعدة وحلفائه .

وتشير المصادر أيضًا إلى وجود تواطؤ إيطالي مع تركيا هدفه اقتسام السيطرة على الجنوب أسوة باقتسامهم السيطرة على الكلية الجوية مصراتة مثلًا، وبذلك تضمن روما السيطرة على مناطق نفطية تهمها منها منابع “شركة إيني” إضافة للتضييق على غريمتها فرنسا.

الوطية تهدد الجنوب وجواره

وفي المقابل، شنت القوات المسلحة اليوم عملية محدودة للسيطرة على معسكر “المغاوير” التابع لعلي كنة في مدينة أوباري بعد ان تغاضت عنه لفترة طويلة بناءً على ترتيبات وضمانات اجتماعية.

وقال نفس المصدر العسكري لـ المرصد : “تركيا تحشد في الوطية والإمدادات تتسرب إلى مليشيات موالية لها في الجنوب تتحرك تحت شعار حكومة الوفاق، لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي ونحن نرى المد التركي يلتف حولنا، كان لابد من جراحة استباقية”.

وفي دول الجوار الغربي يحذر الخبراء من تنامي النشاط التركي خاصة مع وجود شعبة تابعة للمخابرات الوطنية التركية في قاعدة الوطية ترتبط مباشرة مع “هاكان فيدان” رئيس المخابرات التركية المعني مباشرة بالملف الليبي وملفات الإرتباط مع التنظيمات المتطرفة.

ويمكن لتركيا بتمددها في الوطية ومنها إلى الجنوب الغربي إشعال مناطق حدودية مجاورة لليبيا، من خلال مد السلاح والدعم لمجموعات محلية ستوصلها بدورها لتنظيمات تؤرق باريس وحلفائها، مثل تنظيم القاعدة والمجموعات المشتقة عنه مثل المرابطون والموقعون بالدم .

وفي الأثناء اكتفت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالتنديد باستمرار وصول المرتزقة والسلاح إلى ليبيا واحتلال قوات أجنبية لقواعد ليبية، إلا أنها لم تعلق بعد على المد التركي العلني بحرًا وجوًا بشكل بات ينذر بعودة التصعيد ويؤرق المواطن من عودة الحرب ونسف اتفاق 5+5، الذي لم تجلب له البعثة حتى الآن دعم مجلس الأمن وتربطه في سلة واحدة مع التوصل لاتفاق سياسي قد لا يرى النور.

المرصد – خاص

Shares