الإندبندنت: في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة طريقة جديدة للحصول على المال في ليبيا

ليبيا – كشف تقرير ميداني نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن طريقة جديدة اخترعها الليبيون لتوفير المال في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمرون بها.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى لجوء الليبيين لبيع “محولات التحفيز” (الكتلايزر) الموجود في عوادم السيارات والتي تستخدم لتقليل الانبعاثات السامة، مؤكدًا الانتشار الواسع للورش الخاصة التي تتعامل مع هذه المحولات وتشتريها بأسعار مختلفة، لكون جزء كبير من محولات التحفيز مصنوعة من البلاديوم الذي ارتفع الطلب عليه وزادت أسعاره بشكل كبير، على خلفية قيام الاتحاد الأوروبي بوضع معايير جديدة لخفض معدل انبعاثات الكاربون من السيارات في العام 2014.

وأضاف التقرير أن قيمة الأونصة الواحدة من هذا المعدن بلغت 2590 دولارًا أي 1926 جنيهًا إسترلينيًا، متجاوزًا الذهب بفارق كبير، حيث بلغ سعر الأونصة الواحدة منه 1640 دولارًا أي 1219 جنيهًا إسترلينيًا، مبينًا أن البلاديوم يستخرج من روسيا وجنوب إفريقيا ويستخدم أيضًا في صناعة الأجهزة الإلكترونية والمجوهرات وطب الأسنان.

ويعود التقرير للإشارة إلى بعض الأسر الليبية التي صار معدن البلاديوم مصدرًا لرفاهيتها لاستخدامها المال المتأتي من بيعه لسداد الديون ودفع إيجارات المساكن وشراء الأدوية، ففي أوقات الحروب والجوع تعد مسألة حماية البيئة ترفًا، وفقًا لهشام بن صريتي الذي التقى به فريق عمل التقرير.

ويقول بن صريتي: “لقد علمت من صديقي أنني أملك ثروة مخفية في سيارتي فجفاف الاقتصاد وتأخر دفع الرواتب وارتفاع الأسعار حملني على الذهاب مع صديقي لأحد تجار مادة الكاربون الذي كان يمتلك ورشة عمل متخصصة لهذا الغرض، واضعًا يافطة كبيرة توضح بالتفصيل طبيعة عمل ورشته”.

ويضيف بن صريتي قائلًا: “يعمل مع هذا التاجر عدد من العمال الأفارقة كانوا مشغولين بتفكيك محولات التحفيز التي يسلمونها لاحقًا لمدير الورشة الذي يقوم بوزنها بواسطة ميزان وضعه على طاولته القريبة من أموال كثيرة هشة يتم دفعها للزبائن”.

من جانبه يؤكد سالم العجيلي وهو مالك أحد ورش تجارة الكاربون أن الأسعار تختلف من تاجر لآخر، مشيرًا إلى أن بيع مادة البلاديوم عبر آلية الوزن لا تعطي القيمة الحقيقية للمنتج المباع، مضيفًا بالقول: السعر لا يقاس على الوزن بل على الجودة التي من الممكن التحقق منها عن طريق الكود الرقمي أو المفتاح المدرج على المحول الذي يوضح قيمته وفقًا للأسعار المدرجة في كتيب خاص، ليتم لاحقا تقدير السعر وفقًا للقيمة الحالية للدولار”.

وتطرق العجيلي الذي يعمل في هذا المجال منذ العام 2005 إلى وجود عدد كبير من التجار الأجانب ممن يستغلون جهل الناس ورغبتهم الكبيرة في السيولة النقدية لشراء محولات التحفيز منهم بأسعار بخسة جدًا، فالمعدن النفيس الموجود بداخل هذه المحولات يرتبط سعره بعدة عوامل منها ندرته ومحدودية العرض العالمي له.

وبالانتقال إلى حسين المهدي وهو عامل بأحد الورش التي تتعامل مع الكاربون الذي يقول: “تشهد عملية شراء المحولات التي تحتوي على معادن البلاديوم والروديوم والبلاتين مشاركة ممثلين ليبيين وأجانب نيابة عن الشركات الأميركية والبريطانية والألمانية”، نافيًا في ذات الوقت التقارير التي تتحدث عن نقل البلاديوم إلى جنوب ليبيا لتنقية الذهب.

ويستمر المهدي بالتوضيح قائلًا: “عدد السيارات التي تأتي للورشة يوميًا مختلف ويعتمد على وفرة السيولة النقدية لدى الناس، ففي بعض الأيام نعمل في 5 سيارات وفي أيام أخرى نعمل على 35 إلى 50 سيارة باليوم، وتترواح الأسعار بين 500 إلى 6 آلاف دينار أي مايعادل 370 إلى 4430 دولار أميركي وذلك بالاعتماد على جودة المعدن في وقت يتواجد فيه لدينا نوعان من الزبائن أولهما الناس البسطاء وثانيهما التجار وبعضهما يأتي إلينا أحيانا بـ100 سيارة”.

Shares