العرب اللندنية: غضب تركي على جماعة الإخوان وفتحي باشاآغا في ليبيا

ليبيا – أكد تقرير تحليلي نشرته صحيفة العرب اللندنية أن حدة غضب النظام التركي على جماعة الإخوان في ليبيا قد تزايدت خلال الفترة الحالية.

التقرير الذي تابعته صحيفة المرصد أكد أن هذا الغضب يأتي بالتزامن مع إصرار البعثة الأممية على إنجاح مقترح تعيين رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح رئيس رئيسًا للمجلس الرئاسي القادم، ووزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا رئيسًا للحكومة المقبلة.

وأضاف التقرير أن هذه التطورات تأتي وسط تكهنات متصاعدة حول وجود توجه تركي لاستبدال تنظيم الإخوان في ليبيا بما يعرف على الصعيد المحلي بتيار المفتي أو الجماعة الليبية المقاتلة، المعروف عنهما مواقفهما المتشددة الرافضة لأي تسوية يتم بموجها إشراك المنافسين لهم في السلطة.

ويرجع التقرير التخوف التركي من التزكية الإخوانية لوصول المستشار عقيلة صالح لموقع رئيس المجلس الرئاسي المقبل إلى الخطر الذي قد يمثله قيام صالح فور وصوله للمنصب بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، التي وقعها رئيس المجلس الحالي فائز السراج في نوفمبر الماضي.

وأشار التقرير للجدل الدولي الكبير الذي أثارته الاتفاقية التي أتت في مقابل صد هجوم الجيش لاستعادة طرابلس، متطرقًا لما تداولته وسائل إعلام ليبية محسوبة على تيار الإسلام السياسي خلال الفترة الماضية من تصريحات مجهولة المصدر تؤكد غضب رئيس تركيا رجب طيب أردوغان من تقارب باشاآغا مع فرنسا ومصر.

وتحدث التقرير عن الحملة التي يشنها نشطاء محسوبون على ما يعرف بـ”تيار المفتي” نسبة إلى المفتي المعزول الصادق الغرياني، المعروف بإصداره الفتاوى المحرضة على العنف والقتال، مبينًا أن هذه الحملة تستهدف باشاآغا وتتهمه بالخيانة وإفشاء أسرار عسكرية تتعلق بتركيا خلال زيارته إلى مصر.

وفي السياق ذاته رجح مراقبون بداية الغضب التركي على باشاآغا قبل زيارته إلى مصر وفرنسا، مؤكدين أن تعيين صلاح الدين النمروش وزيرًا للدفاع في حكومة الوفاق خلال أغسطس الماضي يأتي في سياق حالة من فقدان الثقة بوزير الداخلية في ذات الحكومة.

ويضيف المراقبون أن المتتبع لتصريحات النمروش يرى فيها تصعيدًا دائمًا، فالرجل لم يرحب بإيقاف الحرب ولم يبارك الاجتماعات التي تعقد في هذا الاتجاه، فضلًا عن تبنيه خطابًا إقصائيًا لقيادة الجيش على طول الخط، مشيرين إلى أن آخر هذه التصريحات كانت حول ضرورة السيطرة بالقوة على كافة أراضي ليبيا وتهديد سكان وقبائل برقة المؤيدين للجيش.

ويستمر التقرير في التوضيح أن تركيا لم تُخفِ رفضها للتسوية السياسية منذ بدايتها، لا سيما ما يتعلق بالمسار العسكري، إذ تواصل إرسال الأسلحة والتحشيد قرب سرت استعدادًا لهجوم مرتقب، بعد أن أتت نتائج العملية السياسية بمخرجات متضاربة مع مصالحها على ما يبدو.

وقال التقرير: أن تركيا تراهن على فوز رجل الأعمال المصراتي المقرب من التيار المتشدد عبد الحميد الدبيبة المدعوم بقوة من عمه رجل الأعمال علي الدبيبة مالك قناة سلام الفضائية التي تبث من تركيا برئاسة الحكومة، ونجاح عبد الجواد العبيدي عن المنطقة الشرقية في نيل منصب رئيس الرئاسي.

وأضاف التقرير أن الدبيبة العم وابن الأخ متهمان بالعمل على استمالة أعضاء ملتقى الحوار في تونس للتصويت على مقترح الدبيبة والعبيدي، متطرقًا إلى ما أشارت إليه “ويليامز” من تجاوزات وتقديم رشاوى في الملتقى من دون ذكر أسماء معينة طبعًا، إلا أن الدبيبة قد أستفز من هذه التصريحات وطالب بالتوضيح.

ويحذر مراقبون من اقتراب التيار الإسلامي المتشدد من السيطرة على ليبيا، بعد أن تم المضي بشكل كبير في اتجاه حسم نتائج التصويت على آلية الترشيح للمجلس الرئاسي ورئيس الحكومة وفقًا للمقترح الثاني الدبيبة والعبيدي من بين المقترحات الـ9 التي قدمتها البعثة الأممية.

وأضاف المراقبون أن المقترح الثالث الذي يضم صالح وباآشاغا لم يحظَ سوى بدعم 24 صوتًا في مقابل 39 صوتًا لمقترح الدبيبة والعبيدي، بانتظار أن تجرى جولة ثانية حاسمة خلال الإثنين المقبل للتصويت على المقترحين الثاني والثالث.

Shares