اللجنة الاستشارية لمكافحة كورونا: وضعنا الوبائي مستقر وعلينا التعايش مع الفيروس

ليبيا – قال رئيس اللجنة الاستشارية الطبية العليا لمكافحة كورونا بالحكومة الليبية الدكتور الصالحين مجيد إن الوضع الوبائي في ليبيا ما زال مستقرًا، ولا يوجد تفشٍ كبير للفيروس، الأمر الذي يعود للإجراءات الاحترازية التي تم وضعها من قبل اللجنة.

مجيد أشار خلال استضافته عبر السكايب في برنامج “نقاش مع مسؤول” الذي يذاع على قناة “ليبيا روحها الوطن” أمس السبت وتابعتها صحيفة المرصد إلى أن اللجنة الاستشارية المختصة بالرصد والتقصي ترسل المعلومات أولًا بأول للمركز الوطني لمكافحة الأمراض واللجنة على اتصال دائم به.

وأكد على أن اللجنة تعوّل على الثقافة المجتمعية لمجابهة فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن التعايش مع الفايروس واتباع الإجراءات اللازمة هي مسألة أمن قومي ويجب التشجيع على ارتداء الكمامة و التباعد الاجتماعي.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً..

س/ الوضع الوبائي اين وصل في ليبيا؟ 

في آخر تحديث من المركز الوطني لمكافحة الأمراض تم أخذ بعض العينات بالأمس وبلغ عددها 4900 والعدد الكلي الآن 93.7 ألفًا، عدد المتعافي منهم 36.88 ألفًا، أما الحالات النشطة فقد بلغت 29 ألفًا والوفيات 1300.

عندما نقارن العينات أصبحنا نأخذ 4900 عينة، في السابق كنا ناخد100 لـ 1000، ومع ذلك عدد العينات الحالي ليس بكبير مقارنة بسكان ليبيا، ولكن نظرًا لقلة المشغلات نعتبر العدد كبير.

بدأنا من الصفر و في البداية كان لدينا جهاز واحد، الآن لدينا 18 جهاز pcr، ونحن بصدد استجلاب تحليل آخر دقيق  سيسرع من عملية التشخيص الوبائي.

اللجنة الاستشارية التابعة للحكومة الليبية على اتصال مع الـ 15 مركز عزل وعدد الإصابات الإجمالي في مراكز  العزل للآن 675 ،والوفاة ككل 719 حالة من بداية الجائحة. الحالات النشطة 200 حالة فقط، أما من هم على أجهزة التنفس الصناعي فهناك 30 حالة في المنطقة الشرقية ككل، نسبة الإشغال في مراكز العزل تقريبًا 50% وما زال لدينا متسع.

عدد الفحوصات في المنطقة الشرقية 1000/ 500، ترسل للمركز الوطني منها الإبجابية والسلبية، هناك بعض الأمور اللوجستية ونقص الفحوصات هذا أمر حدث في جميع المناطق، العالم تجتاحه الجائحة وهناك شح في مواد التشغيل، نحن حاليًا بصدد مواكبة منظمة الصحة لإعادة استقدام تحليل انتجي لتسريع التشخيص مع الـ pcr ليخفف العبء عن المسحات الأنفية.

س/ لماذا لا تتجهون لنحليل الأجسام المضادة لمعرفة حقيقة الوضع الوبائي؟ 

هذا المسح سنقوم به، ولكن تحليل الأجسام المضادة حاليًا منظمة الصحة لا توصي باستخدامه، عند استقرار الوضع سنقوم بمسح شامل في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الليبية.

س/ كيف تصنف الوضع الوبائي في ليبيا اليوم؟  

بشفافية إن أردنا أن نقيم الوضع الوبائي في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الليبية يجب عمل مسح شامل لكافة المواطنين ومن ثم نرى مجموع الحالات الموجبة والسلبية وتقسيم الوضع الوبائي من جيد لضعيف، الحالات التي ليس لها اعراض تمثل ما يقارب الـ 80% والحالات التي تستدعي الدخول تمثل 20%.

اللجنة الاستشارية الطبية قسمت منذ نشأتها في شهر 11 إلى أربع لجان، لجنة علمية تقوم بوضع حالات الدخولات داخل المستشفيات من حيث تعريف الحالة وتقسيمها، اللجنة الثانية هي المجتمعية أو التي تختص بالأمور المجتمعية تقوم بإعداد بروتوكولات وتدابير احترازية في المؤسسات والمساجد والمطارات وصحة المجتمع، وأخرى تسمى لجنة الرصد حيث يقوم أعضاؤها بالتواصل مع فرق الرصد ومراكز العزل، حيث لدينا تحديث يومي من مراكز العزل بعدد الحالات، أما لجنة المختبرات تقوم بتحديث المعامل وما يصل لنا من منظمة الصحة العالمية.

أما آلية اتخاذ القرارات، تجتمع اللجنة المجتمعية أو العلمية أو المختبرات أو الرصد وتعطي بياناتها للجنة الاستشارية، ونحن نقوم باتخاذ القرارات حسبما يورد لنا من هذه اللجان،  فيما يخص إعادة فتح المدارس نعلم أن العام استثنائي والدراسة أوقفت منذ شهر 4، قمنا بإنشاء دليل إرشادي في المؤسسات التعليمية بناء على توصيات منظمة الصحة ودليل إرشادي من دول مجاورة، كان هذا مرجعيتنا وعلى ضوئه اجتمعت اللجنة العلمية المختصة بطب الأسرة والمجتمع ووضعت بروتوكولًا يتماشى مع الوضع الحالي.

البروتوكول وضع دليلًا إرشاديًا وتدابير احترازية مبنية على التباعد الجسدي والنظافة والتهوية لكسر الحالة الوبائية، وإذا حدث اشتباه في أي مدرسة يكون هناك غرفة مستقلة يوضع بها الطالب يكون على اتصال مع فرق الرصد النشطة في ربوع البلاد، وتكون أرقام الهواتف مفعلة لديهم ونحن بدورنا نقوم بالتدابير الاحترازية.

س/ كيف تتابعون المطارات؟ وما الإجراءات المتبعة في السفر؟ وهل يتم تطبيقها بالفعل؟ 

هناك لجنة وضعت التدابير الاحترازية في المطارات من حيث قاعات الاستقبال وآلية ركوب الطائزة وغرف الانتظار والتعقيم والتطهير ووضع بروتوكل وتدابير احترازية أرسلت للمطارات فيها أدق التفاصيل وكيفية التعقيم.

مواد التشغيل تعاني من شح كبير، وهناك قائمون على القطاع الخاص قاموا بتوفير الجهاز والتحاليل، هذه مسألة أمن قومي والكل مناط بالمساعدة، تم اعتماد بعض التحاليل من اللجنة الاستشارية ومنظمة الصحة، هناك 18 معملًا عامًا يقوم بعمل المسحات، وكذلك معملان من القطاع الخاص.

س/ لماذا تم اعتماد بعض المختبرات فقط لإجراء فحوصات كورونا وليس أخرى؟

هناك 4 لجان ولجنة لها علاقة بالمختبرات تقوم بفحص كل ما يرد من المختبرات لاعتمادها، وهناك معايير للمختبرات، لا نستطيع أن نعتمد معملًا عن آخر، يجب أن يكون هناك مقاس عالمي نرجع له، وقامت اللجنة باعتماد المعامل التي وفرت جميع المعايير العالمية وبسعر 400 دينار.

س/ هل تقومون بمتابعات دورية لمتابعة الإجراءات الاحترازية داخل المطارات وأثناء خروج وقدوم الرحلات؟ 

في اللجنة المجتمعية هناك لجنة لها علاقة بالصحة العامة والتدابير الاحترازية في المجتمع تصل لها البيانات وتقوم بوضعها ونناقشها في اللجنة، ويتم الحديث على حسب ما يرد إلينا من بيانات من المطارات.

س/ في الاجتماع الأخير للجنة مكافحة كورونا أوصت بفتح النوادي الرياضية شريطة عدم تواجد الجماهير، على ماذا استندت اللجنة العليا لمكافحة كورونا؟ 

اللجنة المجتمعية قامت بمسح لجميع الدول المجاورة والدول الأجنية والعربية وأخذنا مرجعية منهم، وهناك بعض التدابير الاحترازية تم وضعها من قبل اللجنة في الصالات الرياضية وللنشاطات الرياضية، تم إلغاء بعض الألعاب الفردية التي فيها احتكاك، الألعاب الجماعية وضع لها تدابير احترازية تمنع تفشي المرض بين اللاعبين كلبس الكمامة والتباعد ولا يكون هناك اكتظاظ أو جمهور.

للآن ليس هناك تفشٍ كبير للفيروس خاصة بعد فتح المطارات والمدارس والنوادي الرياضية، دخلنا الأسبوع الثالث والحالات مستقرة ولا يوجد أعداد في مراكز العزل، يأتينا تحديث كل يوم من المراكز، للآن الوضع مستقر وهذا يرجع للإجراءات الاحترازية التي وضعناها. إن زادت الحالات بطريقة كبيرة الحل هو الإغلاق في المنطقة المنتشر بها المرض.

س/ كيف تسير الأمور في المساجد من ناحية تطبيق الإجراءات الاحترازية؟ 

لا يوجد تفشٍ داخل أي مسجد، وضعنا تدابير احترازية للخلوات لتحفيظ كتاب الله من تباعد وتهوية وكل حافظ يأتي مصحفه معه، المحفظ للقران له أسلوبه الخاص التربوي لضبط الأطفال الصغار والسيطرة عليهم من قبل المحفظ، ووضعنا لهم الإجراءات الاحترازية.

س/ علاقة اللجنة الطبية الاستشارية التابعة للحكومة الليبية مع مركز الوطني لمكافحة الأمراض في طرابلس، كيف تبدو العلاقة بين الجسمين؟ 

لدينا 15 مركز عزل و18 معملًا للآن، اللجنة الاستشارية المختصة بالرصد والتقصي ترسل المعلومات أولاً بأول للمركز الوطني لمكافحة الامراض ونحن على اتصال بالمركز، أول ما أصدرنا البروتوكول العلمي للمستشفيات من حيث الحالة والعلاج أرسلنا لهم البروتوكول، ونحن بصدد توحيده في كافة البلاد، وحتى اللقاح نحن على اتصال معه بحيث تكون التطعيمات منه.

نعول على الثقافة المجتمعية عندما نقول التعايش مع الفايروس حتى يأتي اللقاح، يجب أن يضع الإنسان هذه المسألة على أنها أمن قومي، ويجب التشجيع على ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.

س/ ما مدى جاهزية قطاع الصحة في حال استقبال عدد من المرضى في ظل عدم التزام المواطنين للآن؟ 

الفايروس أعطانا وقتًا كافيًا للملمة أوراقنا وجهودنا ونحن من شهر2 إلى شهر 7 أنجزنا الكثير، السعة السريرية جيدة والتنفس الصناعي متوفر في معظم مراكز العزل، نشد على أيدي الأطقم الطبية ونرفع القبعة لهم، فقد قاموا ببسالة بواجبهم وقدموا أنفسهم لمكافحة هذا الفايروس الشرس.

نحن بصدد شراء اللقاح وسيوزع في القريب العاجل، ونسال الله أن يوزع في أقرب فرصة، سيعطى اللقاح لأصحاب الأمراض المزمنة والحالات الضعيفة التي لا تتحمل الوباء ومن يحتك بشكل مباشر بالفايروس، كالاطباء والأطقم المساعدة ومن يعمل بالمستشفيات.

تم الاتفاق مع مبادرة “كوفاكس” العالمية لتلقي مليوني جرعة من لقاح ضد فيروس كورونا، المعلومات التي وردت لدي أن اللقاح سيكون في البلاد وتبدأ حالات التطعيم في شهر 2 من العام القادم، التطيعيم لا يعني ترك التدابير الاحترازية ورمي الكمامة. والوضع ما زال مستقرًا.

Shares