قزيط: استرجاع القرار للبيت الليبي يبدأ بمسار طويل أوله تشكيل حكومة موحدة لا تنحاز لطرف ضد الآخر

ليبيا – قال عضو مجلس الدولة الاستشاري أبو القاسم قزيط إن رؤيتة للخارطة الزمنية بشأن الحوار السياسي تختلف عن رؤية البعثة الأممية التي ارتكبت أخطاء، منها محاولة الضغط بالزمن للوصول لإنجاز سريع في وقت ضيق، وهذا غير ممكن، بحسب قوله.

قزيط أشار خلال مداخلة عبر برنامج “live” ألذي يذاع على قناة “218news” أمس الأحد وتابعته صحيفة المرصد إلى أن مسألة الوصول لحكومة موحّدة وحل سياسي تحتاج لحل بعد فشل جميع الأجسام طوال الست سنوات، بالتالي ليس من المتوقع نجاحها في ظرف أسبوعين أو ثلاث.

واعتبر أن الأولوية الكبرى حاليًا يجب أن تكون للمسار الاقتصادي وليس السياسي، مشيرًا إلى أن السبب الرئيس لتقرب الجميع من المسار السياسي هو مدى انعكاسها الاقتصادي ودرء الحرب.

وأضاف: “لا شك أن المسار لم يسِر وفق ما هو مخطط له، وأعتقد أن البعثة يجب أن يكون لديها متسع أكثر من الوقت وأكثر مرونة من البداية، كان تقديرنا أن جولة واحدة لا يمكن أن تحسم خلافات 6 سنوات، نحتاج لجهد أكبر مع الأطراف المحلية والدولية والإقليمية، وما حدث متوقع وأعتبره جولة اولى وليس فشلًا لمسار الحوار”.

ونوّه إلى أن التفكير بأن الانتخابات حل سحري لكافة مشاكل ليبيا هو تفكير غير سليم، مؤكدًا على ضرورة الوصول لانتخابات من خلال أرضية كبيرة من التوافق والانسجام لتكون العملية مضبوطة وسليمة.

كما استطرد قائلًا: “طبيعة التوافقات التي تحتاجها ليبيا الآن، أؤيد البعثة أن تفرض نسبة عالية للتوافق أي 75%، أراها صعبة جدًا ولكنها ضرورية جدًا، نحن نحتاج لتوافق أكثر من 70% العملية السياسية، يجب أن يكون الجميع رابحًا فيها ومشاركًا، من المهم أن تكون جميع الأطراف الليبية في صورة ما يحدث وتشارك في عملية التحول؛ لأن البلاد للجميع، المطلوب ألّا تكون هناك مقاومة للعملية السياسية، الجميع يشارك ويربح. بالتاكيد هذه الموازنة ليست سهلة ومعقدة ولكنها ممكنة”.

وأكد أنه في حال كان هناك قوة سياسية دولية حقيقية تدفع في هذا الاتجاه فمن مصلحة معظم الأطراف استقرار ليبيا؛ لأن حالة الاحتراب والعداء ستؤدي لخسارة الأطراف الليبية، لافتًا إلى أنه من صالح الجميع أن تكون هناك صفقة يربح بها الجميع.

وأردف: “داخل ليبيا هناك أطراف سياسية مهمة كمجموعة المستشار عقيلة والقيادة العامة والإسلام السياسي وبعض مكونات النظام السابق وطرابلس والزاوية والزنتان ومصراته والأمازيغ، جميعها تحتاج للتعامل مع بعضها، ومن يجب طرده وعدم مشاركته هو الإرهابي الأجنبي، لا يجب إقصاء أحد، وكل الأطراف الليبية يجب أن تشارك، وأعتقد أن أمن ليبيا واستقرارها يهم العالم”.

وشدد على أن الشراكة الأمنية مع الدول الجارة هو أساسي وأمن ليبيا من أمن مصر وتونس،لكن الموضوع يتعدى الدول المجاورة والبلاد بحاجة لشراكات أمنية واقتصادية مع العالم المتقدم سواء الغرب أو الشرق، بحسب قوله.

وقال:إن استرجاع القرار للبيت الليبي هو بالتاكيد طريق ليس سهلًا، ومسار طويل لكنه يبدأ بحكومة وحدة وطنية ولا تنحاز لطرف ضد الآخر، منوهًا إلى أن الانحياز الوحيد المقبول هو لليبيين ولمصلحتهم.

قزيط تابع: “بقاء المجلس الرئاسي وارد، لكن المجلس الرئاسي والأهداف التي أتى بها منذ 5 سنوات خضنا حروبًا جمة من أجل وصوله، كان هدفه توحيد ليبيا بحكومة وحدة وطنية والوصول لانتخابات، بعد 5 سنوات لم يوحد ليبيا ولم نصل لانتخابات، بل أوصلنا إلى حرب أهلية مكتملة الأركان، قد يبقى المجلس الرئاسي ولكن لا أستطيع أن أراهن عليه”.

وإعتقد أن لجنة الحوار تواجه صعوبات، ومع ذلك من الممكن أن تصل لحل سياسي ولكن ليس وشيك، مبينًا أن  الأولوية هي الوصول لحلول اقتصادية لحل مشكلات المواطنين، من خلال إنتاج حالة من الاستقرار الاقتصادي وخفض الأسعار.

ختامًا دعا الأطراف السياسية التي تتصدر المشهد السياسي للحصول على نصف مربح أفضل من تلقي خسارة كاملة، معتقدًا أنه من الممكن أن يكون هناك صفقة يمثل ويربح فيها الجميع؛ لأنه من الممكن أن يكون هناك حل سياسي يحقق الحل الأدنى من المكسب والرضا والأمان وعدم الخوف.

 

Shares