كوبرمان: إحلال السلم في ليبيا سيتطلب من الليبيين عقد اتفاق وصفقة مع بعضهم بدعم أمريكي

ليبيا – رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس آلان كوبرمان أن ليبيا بحاجة إلى نظام الكونفدرالية أو الفيدرالية، تكون فيه المناطق والأقاليم أكثر قوّة من الحكومة المركزية، حيث أثبتت التجارب أن الحكم المركزي عادة ما يضعف كثيرًا بعد الحروب الأهلية.

كوبرمان وفي تصريح لبرنامج”USL” الذي بث على قناة “ليبيا 218” أمس الثلاثاء قال إن الاتفاق بين الليبيين لا يستدعي بالضرورة العودة إلى ليبيا الموحدة القديمة، بل يجب أن يكون هناك دستور تكون فيه المناطق أقوى من المركز، مضيفًا أن مفتاح الحل في ليبيا هو الحصول على استقرار على المدى القصير، وهذا يتطلب وجود حكومات إقليمية قوية وفقًا لدستور جديد.

وأوضح أنه بعد الحروب الأهلية وعندما لا يكون فيها طرف منتصر، من الصعب جدًا الحصول على حكومة مركزية موحّدة، مشددًا على أن الحل في ليبيا مرهون بدور النخب وفاعليتها وهي مهمّة في هذه المرحلة، ومردفاً: “الآن ليس هناك وقت لقضاء عشرين عامًا لإعادة بناء الهوية الوطنية الليبية وليبيا بحاجة إلى صفقة ما”.

ولفت إلى أن إحلال السلم في ليبيا سيتطلب من الليبيين عقد اتفاق وصفقة مع بعضهم البعض إذا تمكن الليبيون من الاجتماع، ستلعب الولايات المتحدة دورًا مفيدًا للغاية في التفاصيل النهائية، بتوفير الموارد، وتمويل قوات حفظ السلام.

وعاد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس الدكتور آلان كوبرمان، عدة سنوات إلى الوراء، وقال إن أوباما بدأ حربًا في ليبيا لا نهاية لها، وكان بايدن شاهدًا على ما حدث في ليبيا، وسيكون مترددًا جدًا في نشر قوات لمحاولة قيادة أي تدخلٍ كبير في ليبيا.

ورأى أن بايدن سيكون منخرطًا جدًا على المستوى الدِّولي، ويُعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دورا مهما للغاية في تحقيق الاستقرار في جميع أنحاء العالم، حيث يؤمن بايدن بفكرة استقرار الهيمنةوهو أنه إذا لم تشارك أقوى دولة في العالم، فإن الأمور ستسير بشكل سيئ للغاية.

ورجّح كوبرمان أن تكون إدارة بايدن أكثر انخراطًا في ليبيا من إدارة ترامب، وستكون أمريكا غير سعيدة باقتحام روسيا وتركيا بشكل خاص لمنطقة الشرق الأوسط، حيث ترغب الإدارة الجديدة في تقليل النفوذ الروسي والتركي في ليبيا، لكن استخدام النفوذ الأميركي سيكون أساسًا على الصعيد الدبلوماسي، والمالي، وليس كثيرًا على صعيد نشر القوات.

وأشار كوبرمان إلى أن رؤية بايدن تقول إنه إذا كانت هناك فوضى في ليبيا ستؤثر سلبًا على الولايات المتحدة، لكن إدارته لن تتدخل عسكريًا لمحاولة إبعاد روسيا من أي مكان توجدُ فيه بالفعل ويشمل ذلك ليبيا، بل ستحاول منع أي تدخل إضافي من قبل أيٍّ من البلدان المتدخلة في الشأن الليبي، ومع ذلك فإن القضية الليبية قد لا تكون على رأس أولويات الرئيس بايدن، وفق كوبرمان.

وبشأن سلبيات التدخل الخارجي في ليبيا، بيّن كوبرمان أن هناك متدخلون أجانب على كل جانب في ليبيا ولديهم مصالحهم الخاصة، وقد يعجبهم هذا الانقسام بين الشرق والغرب؛ لأنهم يحصلون على شيء ما من وراء هذا الانقسام، وإذا عادت البلاد مُوحّدةً مرة أخرى سيضطر المتدخلون الأجانب للمغادرة، وقد يفقدون المنافع التي كانوا يحصلون عليها.

وأشار كوبرمان إلى أن هناك فرصة جيدة بأن الحرب لن تستأنف في ليبيا، ولكن الخطوات التالية ستكون صعبة للغاية.

ورأى أنه من المبالغ فيه الاعتقادُ بأن مشكلة ليبيا ستجد حلًا خلال عام واحد.

كوبرمان شدد على أن ليبيا ستحتاج إلى قوة حفظ سلام للسماح للقوات المتحاربة الموجودة بالقرب من سرت بالانسحاب كما يفترض أن تفعلَ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة، متوقعاً أن تتحمّل الولايات المتحدة تكاليف حفظ السلام في ليبيا.

Shares