السراج: الانتخابات فرصة تاريخية ولا بد من موقف دولي من رافضي نتائجها

ليبيا – ألقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بلائمة تفاقم معاناة البلاد خلال السنوات القليلة الماضية على التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.

السراج أوضح في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ69 لاستقلال ليبيا تابعتها صحيفة المرصد أن البلاد مرت بالعديد من التجارب القاسية والتوترات السياسية التي تفاقمت آثارها السلبية بسبب هذه التدخلات ما قاد إلى الدمار والموت واستنزاف الموارد داعيا الجميع لمراجعة مواقفهم وإلى أين وأن يدركوا أن الفرصة المتاحة لتحقيق الاستقرار قد لا تتكرر.

وأضاف السراج أنه بات من الواجب على الجميع العمل الجاد على الخروج مما هم فيه والعمل على وقف التدهور الحاصل لأنه أفضل ما يمكن أن تقوم به القوى السياسية ليتم هذا الأمر من خلال طي صفحة الخلافات والتجاذبات وترميم النسيج الاجتماعي مجددا ترحيبه بالاتفاق حول إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في العام المقبل لأنه الخيار الأمثل.

واسترسل في كلمته ليقول أن إجراء الانتخابات كان أساسا مبادرات عدة قدمها بالخصوص أخرها في يونيو عام 2019 والتي تم التأكيد عليها في الـ21 من أغسطس الماضي عند الإعلان عن وقف إطلاق النار متطرقا إلى الأموال التي تم تخصيصها لمفوضية الانتخابات والاستعداد التام لتسخير كافة الإمكانيات والترتيبات الضرورية لتمكين المفوضية من إنجاز هذا العمل الوطني بكفاءة ومهنية.

وأضاف أن توفير العاملين المالين واللوجستي مهم لإنجاح الانتخابات إلا أنه غير كاف فالأمر يحتاج لتكاتف الجهود وتوحيد مؤسسات الدولة ووجود سلطة تنفيذية موحدة لتهيئة الأجواء وتوفير البيئة الآمنة المستقرة وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم بحرية وشفافية فضلا عن عمل هذه السلطة على مساعدة مجلس النواب ومجلس الدولة الاستشاري وملتقى الحوار السياسي.

وأكد السراج أن شكل المساعدة لهذه الكيانات الـ3 يتمثل في إيجاد قاعدة دستورية سليمة تجرى بمقتضاها الانتخابات وهو ما يحتم على البعثة الأممية والمنظمات الدولية المختصة لتقديم المساعدة الفنية والتقنية والمساهمة في الإشراف والمراقبة للعملية الانتخابية من خلال المفوضية متطرقا للتجارب السابقة التي بينت تهاون البعض وتراجعهم ونكوصهم عن تفاهمات والتزامات وقرارات وافقوا عليها.

ودعا رئيس الرئاسي المجتمع الدولي لعدم التهاون مع من لا يحترم نتائج الانتخابات وأن يتخذ موقفا حازما تجاه من يرفضها واعتباره معرقلا للعملية السياسية التي تستهدف إنهاء الكيانات الانتقالية وتأسيس الدولة المدنية الحديثة واصفا الاتفاق على الانتخابات فرصة تأريخية يجب عدم التفريط بها ولضمان تفادي أي انسداد بالعملية السياسية يجب إيجاد سلطة تنفيذية موحدة.

وأضاف أن هذه السلطة التنفيذية الموحدة ستعمل على توحيد مؤسسات الدولة والتحضير للانتخابات وتوفير الخدمات للمواطنين وترسيخ الأمن وتلبية تطلعات الشعب القلق من إمكانية تجدد الحروب التي تسببت بالكثير من معاناته والانقسام والفرقة في وقت سيتم فيه الاستفادة من عوائد النفط بعد تشكيل هذه السلطة.

وطالب السراج في ختام كلمته كافة أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بالالتئام وتحمل مسؤوليتهم والعمل معا من أجل أمن واستقرار ليبيا مع الترحيب بما تم التوصل إليه من تقدم في المسارات المرعية من قبل بعثة الأمم المتحدة فالوطن للجميع وهم لهم مكانة فيه باستثناء من اختاروا الإرهاب نهجا ومسلكا لتحقيق أهدافهم مبينا أن من حق الليبين العيش بأمان في ظل دولة تحترمهم في ظل سيادة القانون.

Shares