سلامة: ليبيا ماضية بإتجاه الخروج من أزمتها رغم العراقيل

ليبيا – أجرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية حوارا موسعا مع المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا اللبناني غسان سلامة تضمن فقرات عن تطورات الوضع الليبي.

الحوار الذي تابعته صحيفة المرصد تطرق خلاله سلامة إلى تأثير الخلاف المزمن بين روسيا والولايات المتحدة على تسيير القضايا الدولية في مجلس الأمن الدولي ومنها القضية الليبية، مبينًا أن الاستجابة للهدنة التي أعلن عنها الأمين العام للامم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” في نداء له لم تكن بالمستوى المطلوب في ليبيا.

وأضاف أن الاستجابة للهدنة التي من المفترض أنها جاءات خلفية تفشي وباء كورونا لم تتحق إلا بعد وقوع إصابات في صفوف المتحاربين ما قاد إلا وقف تدريجي لإطلاق النار لتأتي اجتماعات لجنة “5+5” في جنيف التي كرست هذا الوقف.

وأعرب سلامة عن تفاؤله بتحسن الأوضاع في ليبيا لوجود عدد من المؤشرات أبرزها استمرار تولي الأمم المتحدة مهام تسيير عجلة القيادة لعملية التسوية إذ أبقت البعثة الأممية على ريادتها هذه رغم وجود دول تتطلع للعب هذا الدور، معربًا عن فخره لما قامت به البعثة خلال العامين الماضيين في ظل ظروف صعبة.

وأضاف أن البعثة تمكنت من تنظيم مؤتمر برلين بمشاركة مصر وتركيا وكافة الدول المعنية التي تعهدت بأمور مهمة تركت تنفيذها لليبيين بقرار دولي تم الحصول عليه بصعوبة وهو القرار 2510 لتحدث أمور غير مناسبة وقت التنفيذ سعيًا من البعض لحرف مخرجات برلين لأنها ستؤثر على وضعهم النهبوي لثروات ليبيا.

واستمر سلامة بالتوضيح أن البعض ممن استولوا على ثروات ليبيا رأى في المخرجات أعادة للنظر في وضعه، متطرقا في ذات الوقت إلى الحرب في طرابلس ووباء كورونا وهي عوامل أعاقت تنقل البعثة وعملية جمع الليبيين لتبدأ بعد عدة أشهر وتحديدًا في الصيف الماضي عملية تدريجية لتنفيذ مقررات برلين.

وأضاف سلامة أن هذه العملية شملت المسارات الـ3 التي يفخر بإطلاقها مطلع هذا العام ليستمر العمل عبر الفريق المعني بالبعثة رغم العارض الصحي الذي تعرض له بقيادة “سيتفاني ويليامز” معربًا عن عدم رضاه عن وتيرة التنفيذ في ظل إمكانية عودة القتال والتدخل الخارجي وبقاء المرتزقة وعدم فتح كل الطرقات.

وتحدث سلامة عن الأمور الإيجابية في ليبيا اليوم مقارنة بوضعها قبل أشهر إذ عادت الطائرات بين المدن وتم فتح بعض الطرقات وعودة جزء من النازحين لمناطقهم وتحقق لأول مرة اجتماع لمجلس إدارة المصرف المركزي بعد 3 سنوات فضلا عن بدء الحوار سياسي في تونس وهو ما يؤكد تنامي وعي الليبيين.

وأضاف سلامة أن الحل سياسي وليس عسكري يمر عبر الأمم المتحدة التي لا أهداف نفطية أو صناعية أو تجارية لها في البلاد كما هو حال الدول فالمنظمة الدولية تهتم بالليبيين وليس فقط بخيرات ليبيا، مشيرًا لوجود وعي متنام لدى الدول المتدخلة إذ لا سيطرة كاملة لواحدة منها وعليها القبول بحصة من النفوذ وليس كله.

واسترسل سلامة في الحديث ليؤكد وجود مؤشرات لا تزال ضعيفة على المسارات الـ3 إلا أن هذا لا يمنع الذهاب بالاتجاه الصحيح في ليبيا لأخراجها من الأزمة التي أدخلت نفسها فيها رغم أن الأمر سيأخذ وقتا من الزمن في الأشهر المقبلة في ظل وجود العديد من العراقيل.

وأبدى سلامة انزعاجه من توظيف كافة الليبيين بالدولة ضمانا لولائهم لمن وظفهم من الأحزاب في وقت تحولت فيه النخب السياسية من مرحلة الفساد لمرحلة النهب لأموال الميزانية كاشفا عن وجود تحالفات غير سياسية وتتناقض مع الأخيرة تظهر حينما يكون الحديث عن الموضوع المالي أو النفطي والمنشآت العامة والكهرباء.

Shares