معيتيق: اتفاق الليبيين على أن الحوار واللقاءات هم الحل للخروج من الأزمة بدل البنادق أمر إيجابي

ليبيا – قال عضو المجلس الرئاسي عن مدينة مصراتة أحمد معيتيق إن اتفاق الأطراف الليبية على أن الحوار واللقاءات هو الحل للخروج من الأزمة الراهنة بدل البنادق والمدافع، هو أمر إيجابي.

معيتيق وفي حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية اليوم الخميس أوضح أن الاتفاق على موعد للانتخابات هو شيء إيجابي، ويجب أن تعمل كل الأطراف الليبية على أن يكون هذا الموعد موعدًا متفقًا عليه، وأن يكون الإنجاز في وقته.

س/ ما هو تقييمكم للحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة؟ هل سينجح؟ وما هي المعوقات التي تواجه هذا الحوار؟ وهناك آراء بعض الليبيين يقولون أنه حوار فاشل؟

ج/ من وجهة نظري الحوار السياسي بدأ بعد إيقاف الحرب في 6/6، وتداعيات اللقاءات التي تمت بين الأطراف الليبية هي إيجابية في حد ذاتها، إذ كان الليبيين اجتمعوا وتوافقوا عن طريق الحوارات واللقاءات، وهو يعتبر شيئًا إيجابيًا بدل البنادق والمعارك وأصوات المدفعية.

نحن اليوم نتكلم على توافقات سياسية بين أطراف من فترة وجيزة كانوا في معارك عسكرية، فهذا في حد ذاته نجاح للحوار السياسي، وأنا أعتبر أن الأمم المتحدة نجحت في لملمة ومساعدة الليبيين على الطاولة.

البند الآخر المهم أنهم اتفقوا على تحديد موعد للانتخابات يوم 24 ديسمبر 2021، وهذا يعتبر نجاحًا، أما فيما يخص الاتفاق على السلطة التنفيذية فأعتقد أننا نحتاج إلى بعض الوقت حتى نصل إلى هذه التسويات ما بين الأطراف الليبية.

س/ ذكرتم الانتخابات القادمة، هل عام واحد كاف لإزالة كل الخلافات برأيكم؟

ج/ طبعًا تحديد الموعد مهم جدًا، وأن يضع موعدًا للانتخابات هو شيء إيجابي ويجب أن تعمل كل الأطراف الليبية على أن يكون هذا الموعد موعدًا متفقًا عليه، وأن يكون الإنجاز في وقته.

س/ هناك العديد من التشكيلات المسلحة في طرابلس والمدن الأخرى، ماذا إذا لم يقبلوا الاتفاق السياسي؟

ج/ أعتقد يجب أن يكون هناك حوار مجتمعي، ومؤسسات المجتمع الليبي والسلطة الموجودة يجب أن تفتح حوارات مجتمعية مع كل الأطراف حتى تستطيع إقناع كل الأطراف أن هذا هو الحل الأمثل وإعادة الأمانة إلى الشعب الليبي حتى يقوم بالانتخابات، ليس هناك مستفيد من الصراع العسكري أو استمرار عدم وجود سلطة غير متفق عليها في ليبيا، كل الأطراف الليبية تعي وتعرف جيدًا طول الـ10 سنوات الماضية بعدم وجود سلطة واحدة متفق عليها داخل البلد، أنا من وجهة نظري أعتقد أن كل الأطراف بما فيهم التشكيلات المسلحة الموجودة تعرف جيدًا ما هو أهمية وجود سلطة متفق عليها داخل ليبيا.

س/ شاركتم في إبرام اتفاق النفط، ما هو تأثير هذا الاتفاق على الاقتصاد الليبي؟ وهل لعبت روسيا دورا في عقدها؟

طبعًا بالتأكيد نحن نعرف جيدًا أن من تاريخ توقيع الاتفاق ما بيننا وبين الأطراف بالمنطقة الشرقية حصل تدفق في إنتاج النفط وانتهت مرحلة الإغلاقات ونأمل ألا تتكرر مرة أخرى، روسيا كانت دولة داعمة ومساندة لهذا الاتفاق وبالتأكيد أن تكون روسيا دولة إيجابية في أي اتفاق في ليبيا هو عنصر إيجابي ومهم جدًا لإنجاح هذه الاتفاقية.

وأنا متأكد أنها كان لها دور رئيس في هذا الاتفاق الذي بعث الأمل لكثير من الأطراف الليبية بعد مرحلة صراعات عسكرية ومرحلة اشتباكات ودمار، أن يكون هناك أمل في إرجاع الاقتصاد الليبي إلى سابق وضعه والاستمرار في التنمية والبناء وأن تكون للسلطة الليبية أو الحكومة الليبية، أن يكون المصدر الرئيس أو الدخل الخاص بها في وضع جيد ومتنامٍ.

س/ هل يمكن أن نتحدث عن أي أرقام والمبالغ التي وصل بعد فتح الحقول والموانئ بعد هذا الاتفاق؟

ج/ أكيد اليوم نتكلم عن أكثر من مليون و200 ألف برميل في اليوم، وأسعار النفط تعلمون أنها هي في وضع جيد فهي تدفقات مالية مهمة جدًا ومعروفة، وهذه التدفقات هي من تغذي الاقتصاد الليبي، وهي شريان الحياة بالتنمية في ليبيا والتي سيبنى عليها الميزانيات وينبى عليها أي مشروع تنموي في ليبيا، فالأرقام موجودة وسهلة المعرفة ولكن الأهم هو أن يستمر هذا الاتفاق وأن يستمر التعاطي الإيجابي مع الملف، سواء على الصعيد الاقتصادي الذي اعتبره أنا هو المحرك الأساسي لأيّ تسوية سياسية في المستقبل.

س/ هل لديكم خطط أو نية في الترشح بالانتخابات القادمة أو ترشح في مناصب جديدة بالمجلس الرئاسي أو الحكومة؟

أنا أتمنى أن يكون هناك انتخابات في نهاية العام القادم، وإذا أراد الليبيين بأن أكون في أي منصب في السلطة التنفيذية في ليبيا الفترة القادمة فسوف أكون سعيدًا بذلك.

س/ هناك تحشيدات عسكرية بالقرب من خط سرت الجفرة وكل طرف يتهم الطرف الآخر بخرق الهدنة، ما رأيكم، هل من الممكن أن تنشب الحرب مجددًا؟

ج/ أنا أعول كثيرًا على العقلانية لليبيين من الطرفين؛ لأن أي صراع أو تصادمات عسكرية ستكون مرهقة للشعب الليبي وستصحب دمارًا وخرابًا، أنا أعتقد أن الليبيين عانوا طيلة الـ 10 السنوات الماضية من هذه الصراعات، وأتمنى أن يتحلى الجميع بالإدراك وبعد النظر، وألا تنشب هذه المعارك، وأتمنى أن يكون هناك تسوية سياسية واقتصادية تبعث الطمأنينة والثقة ما بين الأطراف وتعزز هذه الثقة، وأن تكون مرحلة السلام والتنمية لسنة 2021.

س/ أنتم التقيتم مع الوفد المصري، عن ماذا جرى الحديث وماذا اتفقتم؟

ج/ بالدرجة الأولى زيارة الوفد مصري بهذا المستوى منذ فترة طويلة من أكثر من 6 أو 7 سنوات، تكلمنا مع الوفد المصري فيما يخص إعادة تفعيل العلاقات المصرية الليبية أو طرابلس والقاهرة بوضع أحرى، وأن تكون المرحلة القادمة ستشهد عودة السفارة المصرية في ليبيا، وفي نفس الوقت يكون هناك الكثير من الملفات الاقتصادية والأمنية التي تم الاتفاق عليها، ولكن بصفة عامة كانت الرسالة إيجابية جدًا من طرفنا وإيجابية من جانب الطرف المصري.

س/ قضية الروسيين المحتجزين في طرابلس كانت دائمًا موضوع حواراتكم مع الطرف الروسي فتمت عملية الإفراج عنهما. ما تقييمكم بمستوى التعاون بين حكومة الوفاق وبين الطرف الروسي؟

ج/ المرحلة القادمة أتمنى أن يكون فيها مرحلة تعاون اقتصادي كبير، روسيا كانت لديها شراكات اقتصادية كبيرة في ليبيا بالفترة الماضية طيلة فترة حكم النظام السابق (عهد القذافي)، والمرحلة القادمة سيكون هناك زيارة لوزير الخارجية لحكومة الوفاق السيد محمد الطاهر سيالة إلى موسكو خلال الفترة القريبة القادمة، ونأمل أن يتم توقيع أو تجديد الاتفاق الاقتصادي ما بين ليبيا وروسيا، كذلك هناك تجهيز لزيارة لبعض الشخصيات المهمة بداية العام القادم، وسيكون هناك تعاون من أجل رفع مستوى بعض من الصناعات التي كانت لدينا فيها شراكات مع روسيا في فترة سابقة.

س/ هل هذه الصفقات بـ 4 مليار أو أكثر هي ما زالت قائمة روسيا ممكن أن تتعاون فيها مع ليبيا؟

ج/ هناك اتفاقية وقعت في عام 2010 ما بين روسيا وليبيا، وهذه الاتفاقية تحتاج إلى تجديد حتى يمكن من خلالها أن تعود الشراكة الليبية الروسية للتفعيل، وهذا ما سيقوم به السيد وزير الخارجية بحكومة الوفاق خلال زيارته المقبلة.

س/ هناك الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية على وشك أن تحكم، أنت التقيت بالسفير الأمريكي في ليبيا منذ أسبوع تقريبًا، ما تقييمكم أو توقعاتكم؟ هل ستتغير السياسة الأمريكية تجاه ليبيا؟ هل ستكون إيجابية أكثر؟

ج/ نحن لدينا تعاون مع الحكومة الأمريكية في عدة مجالات ومن أهمها مكافحة الإرهاب، ولدينا اتفاقيات مع الولايات المتحدة في التدريب وتأهيل العناصر في ليبيا لمكافحة الإرهاب هذا الأمر مهم جدًا، نعتقد أن حكومة الولايات المتحدة تعي جيدًا حجم التعاون الذي كان في الفترة الماضية والفترة القادمة بأن تكون البحر المتوسط بحيرة سلام، وأن نقضي على الإرهابيين والعناصر الإرهابية من ليبيا ومنطقة شمال أفريقيا.

س/ هناك فكرة أن يتولى المبعوث الأممي الجديد المنصب في ليبيا واعتذر البلغاري، هل عدم تعيين مبعوث جديد أثر على الحوار؟

ج/اعتقد أن السيدة ستيفاني وليامز والمكلفة الآن بالملف الليبي قامت بجهد في الملف الليبي، وكنا ننتظر ما يقوم به السيد الأمين العام أو مبعوث آخر، ولكن أعتقد أنه ستستمر السيدة ستيفاني وليامز في منصبها إلى أن يتفق المجتمع الدولي على مبعوث جديد.

س/  الآن من أكبر المواضيع التي تواجه العالم هو فيروس كورونا، فكيف تعيش ليبيا وتواجه هذه الأزمة؟

ج/ ليبيا تتعامل مع الملف بجدية كبيرة جدًا، حكومة الوفاق رصدت عددًا كبيرًا من المشاريع لمحاربة الفيروس، وفي نفس الوقت نحن في انتظار وصول الشحنات الأولى من اللقاح عن طريق منظمة الصحة العالمية، وتم حجز كمية للبدء فيها خلال الفترة القريبة القادمة، ونقوم بالتعامل مع الملف بحذر جدًا، الآن هذه الجائحة خطيرة ونتمنى أن تكون سنة 2021 أقل في عدد الإصابات، وأن تتدنى، وأن ترجع الحياة والحركة إلى طبيعتها في كل أنحاء العالم.

Shares