تقرير بريطاني: فنانة ليبية تسلط الضوء على الجانب المشرق في بلادها

ليبيا – تطرق تقرير ميداني أعده موقع “ميدل إيست مونيتور” الإخباري الدولي الضوء على الجانب المشرق من ليبيا المتمثل بالفنون التشكيلية والجمالية.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نقل عن نجلا العجيلي منسق مؤسسة نون للفنون في ليبيا المقيمة في العاصمة البريطانية لندن تأكيدها السعي لتغيير الطاقة السلبية المرافقة لمفردة ليبيا وجعله تجعل الناس ينجذبون لا ينفرون مبينة أنها تحاول تسليط الضوء على الفن والجمال في البلاد وليس الصراع فقط.

وأضافت العجيلي أنها تسعى لاستقطاب الفنانين الليبيين الشباب الموهوبين ورعايتهم بعد اكتشافهم وزجهم في المسرح الفني الدولي بالتنسيق مع مؤسستها لتمكينهم من تجاوز الصعاب اليومية مثل نقص الكهرباء وندرة الأماكن الثقافية وعدم الاستقرار السياسي والقيود الاجتماعية الأخرى.

وترى العجيلي أن الفنانين الليبيين المقيمين في خارج ليبيا حظهم أوفر من نظرائهم في داخلها فهم على تماس مع المعلومات والأدوات الإبداعية وأكثر وعيا بالتطورات الفنية في العالم ولهم بوابات توصلهم إلى طرق بديلة للرؤية والتفكير مستدركة بالإشارة إلى المرونة التي يمتلكها من هم في الداخل.

وأضافت العجيلي أن الفنانين في الداخل يستفيدون من وسائل التواصل الاجتماعي لخلق طرقا جديدة للتعامل مع الصعوبات والعمل وتقديم أعمالهم مؤكدة تأثرها بمحاولاتهم لإنشاء خط فني خاص بهم يمكنهم من التواصل مع العالم الخارجي في وقت يمثل فيه عدم الاهتمام بالفنون والتعليم بشكل عام عائقا رئيسا أمام التطوير.

وتحدثت على أن الهجوم الكبير الذي تعرضت له عديد المبادرات الفنية الجميلة والصغيرة من قبل عدة فنانين ومثقفين لأسباب تتعلق بالأخلاق والمجتمع الليبي المحافظ ما قاد لوقفها فيما وجدت بعضا منها لغة مشتركة للتفاعل مع الجمهور ومنها مبادرات مؤسسة علي قانة.

وبشأن أبرز النشاطات التي نظمتها بفضل عملها منسقة لإقامة المعارض الفنية قالت أن أول نشاط كان في لندن عام 2012 بمشاركة 8 فنانين ليبيين معاصرين فضلا عن معرض جماعي متنقل طموح تناول الذاكرة الليبية الجمعية وغير التصور المطروح عن الفن الليبي وحمل عنوان “استعادة مشهد مخفي”.

وأشارت العجيلي إلى أن الثقة التي نالتها من الفنانيين جعلتها واثقة من كون الفن الليبي يستحق التركيز والتقدير والاهتمام على أعلى المستويات ونيل ما يحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى موضحة أن عمليها يمثل الضوء في نهاية النفق الذي سيحفز الليبيين للمضي قدما والبحث عن إرضهم الفني.

وروت العجيلي تجربتها مع المجتمع المنغلق والأوضاع السياسية المعقدة في العاصمة طرابلس وهي تجربة تصب في عدم امتلاكها أية أجندة في السياسة وتركيزها على دعم الفن في داخل وخارج ليبيا مشيرة إلى مواجهة صعوبة في التعاطي مع شاب محافظ دخل لأحد معارضها بالعاصمة .

وأضافت العجيلي أن هذا الشاب انتقدها بشدة لتبرير موقفه الرافض لعرض صور ولوحات رسمتها النساء ليكون الحل التحدث معه لمدة ساعتين تقريبا بشأن الأعمال الفنية ليشكرها في النهاية ويغادر مستذكرة تجربة غريبية أخرى كان بطلها السفير الأميركي الذي زار معرض لها في العاصمة طرابلس برفقة أمنية كبيرة.

ومضت العجيلي في التوضيح قائلة أن المنطقة التي تبعد نحو كيلومتر واحد فقط عن مكان المعرض شهد تبادلا لإطلاق النار بين جماعات مسلحة ما أجبر السفير الذي لم تذكر اسمه للبقاء لمدة ساعتين متابعا ومتحدثا عن الفن وهو يستمع لصوت الرصاص لتنتهي زيارته بشراء نحو 20 قطعة فنية.

وبحسب التقرير غادرت العجيلي البلاد في العام 2015 إلى لندن بسبب الحرب وفي العاصمة البريطانية بدأت قيادة مجموعة من المشاريع لمتابعة الفنانيين الليبيين المتفاعلين مع ما يعرف بالربيع العربي وصولا لفناني الشوارع بالإضافة للإشراف على معرض للفنانة الكندية الليبية الأصل الراحلة أروى أبو عون.

ونقل التقرير عن العجيلي تأكيدها أن نقطة التحول في الترويج للفن الليبي كانت تنسيق مشروع” إيماغو موندي” لمجموعة “بينيتون” للعمل الليبي التي تواصلت مع الفنانة الليبية المقيمة في لندن بعد أن فشلت المجموعة في إجراء أي اتصال مع وزارة الثقافة الليبية آنذاك.

وأكدت العجيلي أنها أخبرت مجموعة “بينيتون” للعمل الليبي بعدم قدرتها على تقديم وعود بشأن تسليم المشروع لأن ليبيا منقسمة حينها والأمر يحتاج لعمل 140 فنانا ليبيا وهذا شبه مستحيل مبينة تحركها وبشكل شجاع على من ترتبط بهم بعلاقة من الفنانيين الليبيين للحصول على المساعدة مع اللجوء لوسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت بالقول:”لقد أصبح مشروعا ممتعا في الواقع حيث قامت أسرتي والأصدقاء بتوحيد الجهود وتهريب اللوحات البيضاء إلى طرابلس وبنغازي ليستخدمها الفنانون ثم يعيدونها إلى لندن لقد أحضرت والدتي لوحات 80 فنانا في حقيبتها ورغم كل الصعاب نجحنا في النهاية فالعمل الجماعي يحقق المستحيل”.

وناقشت العجيلي مسألة تعامل الفنانيين في ليبيا مع المزاج المجتمعي المتقلب فالفن سلعة غير ضرورية والغالبية من الناس لا يفهمون أهمية جمع الأعمال الفنية الثمينة والحفاظ عليها متطرقة في ذات الوقت لموقعها في لندن الذي مكنها من التواصل مع جامعي الأعمال الفنية النفيسة من الأوروبيين.

وقالت العجيلي أن هؤلاء أكثر مرونة من جامعي التحف العرب فهم حريصون على اقتناء الفن الليبي فيما يبحث أولئك القادمين من دول عربية عن المساومة وعقد الصفقات فقط لتتحول العجيلي في النهاية إلى جامعة للفنون هي الأخرى مع التركيز على الأعمال الفنية الليبية المعاصرة والحديثة النادرة والفريدة من نوعها.

وأضافت العجيلي أنه لا يوجد سوى 2 أو 3 جامعين جادين بجمع الأعمال الفنية المعاصرة والحديثة وهم يقومون بعمل رائع للحفاظ على الهوية الثقافية لليبيا كاشفة عن اسم المصرفي والمستثمر الليبي عبد المجيد بريش كواحد من هؤلاء إذ يمتلك مجموعة واسعة من هذه الأعمال ويرعى الفن بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

واستمرت العجيلي في التوضيح بالقول أن بريش يمتلك مجموعة ضخمة لأعمال الفنانين السوداني إبراهيم الصلحي والعراقي ضياء العزاوي فضلا عن تأليفه كتابا فنيا مهما حمل عنوان “في المصلحة الراسخة: من الشغف إلى الرعاية” وفيه قسم مهم عن الفن الليبي ما يمثل خطوة فنية مهمة.

ووفقا للتقرير تستعد العقيلي لتوسيع المنظور العالمي للفن الليبي من خلال العمل على معرض “الكتاب الأخضر” بالتعاون مع الفنانة الليبية المميزة “تيوا بارنوسا” ليضم محموعة من الفنانيين الليبيين والعالمين الذين يقتربون من إرث العقيد الراحل القذافي وليبيا ما بعد ما يسمى الربيع العربي.

وأضاف التقرير أن العجيلي تعمل مع الفنانة هادية قانة لإقامة معرض لها بالعاصمة طرابلس حول الذاكرة الجمعية والحداثة الصناعية بعنوان “صنع في ليبيا” وهو مشروع تتوق العجيلي لإنتاجه للجمهور الليبي فضلا عن مشاركتها بمشروع مع الفنانة سلمى أحمد بشأن البطاقات البريدية للنساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تجربة المرصد – خاص

Shares