السويحلي: اليوم فتح باب المغالبة ونُسف التوافق ومبدأ المواطنة المتساوية

ليبيا – رد عضو مجلس الدولة الاستشاري عن مصراتة عبد الرحمن السويحلي على التصويت على آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة خلال ملتقى الحوار السياسي.

مصدر في الملتقى كشف للمرصد عن هذا الرد الذي جاء خلال مشاركة السويحلي في الحوار السياسي عبر تقنية الاتصال المرئي “زوم”، مؤكدًا أن التصويت على ما قيل عنه مقترح توافقي هو أبعد ما يكون عن التوافق، بداية من اختيار اللجنة الذي استبعد تزكيات أكثر من 30 عضوًا فى الحوار.

وأضاف السويحلي أن هذا الأمر رسم بوضوح الطريق إلى تقسيم ليبيا، وضرب بعرض الحائط أهم المبادئ التى تبنى عليها الدول وهي المواطنة المتساوية، مبينًا أن القضية أكبر بكثير من تفاصيل ونسب وأرقام، فهذا شيء متاح ومقبول يتصارع عليه سياسيون منتخبون في ظروف مختلفة.

واستمر السويحلي في توضيح أن هذا ليس بين نفر من الناس تحوم شكوك مشروعة حول أهلية تمثيل البعض منهم وأحقية ممارستهم لهذا الدور المفصلي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ ليبيا، مشيرًا إلى اعتراضه قبل بداية الملتقى ومعه الكثيرون على كل هذا، وعلى عدم توازن تمثيل التيارات والأطراف.

وأضاف أنه تم مناقشة كل ذلك مع المعنيين بالاختيار، وكان الرد واضحًا وجليًا وربما فيه الكثير من الوجاهة بأن نركز على ماذا، وليس أي ما يتوصل إليه الحوار ونتجاوز من يشارك فيه، والأهم من ذلك أن التوافق هو سيد الموقف ولا مجال للتصويت بالمغالبة، وقبلنا بهذا وهو مايسمى اصطلاحًا قواعد اللعبة.

ومضى السويحلي في توضيح أنه تم اليوم وبعد هذا المشوار الطويل عرض مقترحات تخل تمامًا بقواعد اللعبة ولا تمت لمبدأ التوافق بصلة بل تنسفه نسفًا، وحجج التسويق والتبرير جاهزة ومتوفرة، وعلى رأسها وفي مقدمتها الانسداد ومعاناة الناس وأوضاع البلاد وباقي المعزوفة.

وأضاف أن هذه المعزوفة تتردد على الأسماع منذ سنوات عديدة بالمسودة الرابعة الكارثية من مفاوضات الصخيرات عام 2015، وكأنه يعيش في كوكب آخر أو كأنهم فقط من يهتمون بهموم الليبيين وضنك عيشهم، موضحًا أن المسؤول الأول عن حالة الانسداد وما وصلت إليه البلاد من أصر وتمترس وراء مشروع معين.

وأوضح السويحلي أن هؤلاء تشاركهم البعثة الأممية تمترسوا خلف شخصيات لا تحظى بالحد الأدنى للتوافق وأن السؤال المطروح الآن هو المشاركة فيما يسمونه تنازلًا من أجل الوطن، وهو في حقيقته تخاذل واستسلام لطغمة لا ترى الوطن إلا من خلال مصالحها وتمكينها من زمام أمره، ولا علاقة لها بشعب هذا الوطن ومعاناته.

وأضاف السويحلي أن هذه الطغمة تخشى الرجوع إلى الوطن والقبول بقراراته تحسبًا لإمكانية اجتثاثها من المشهد السياسي، مقدمًا النصح لنفسه أولًا وللآخرين بترك الحديث عن الوطن والتغني بشعارات الوطنية وعدم محاولة اختزالها في الأنفس؛ لأن القضية أكبر بكثير وأعظم من المزايدة بالشعارات.

وبين السويحلي أن القضية هي قضية مواقف تسجل وتضحيات تقدم وإنجازات تحفظها الذاكرة الشعبية، وأنه اتخذ قراره اليوم بعد تقدير وتمحيص للأمور ومستوجبات الالتزامات الأخلاقية التي قبل بها عند انضمامه لملتقى الحوار السياسي، وهي أنه لا يستطيع المشاركة في أي تصويت.

وأضاف أن عدم مشاركته في التصويت يأتي لكونه لا يؤسس على احترام مبدأ التوافق ويعتمد على التصويت بالمغالبة، وهو استمرار لموقفه من التصويت السابق، مؤكدًا أن هذه المستوجبات تلزمه بخطوات تالية محتملة عن جدوى استمراره فى الملتقى التي تحتاج إلى مراجعة.

واختتم السويحلي رده بالإشارة إلى الأخذ في الاعتبار مجريات الأحداث المتسارعة ومتطلبات إبراء الذمة، مبينًا أن البعض قد يقول أنه قد تم خداعه وتم التجاوز من قبل الطرف الآخر على العهد، إلا أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، مع أنه سيحاول أن يتعلم ويستفيد إذا كان في العمر بقية.

Shares