صوان: نختلف مع دار الإفتاء في السلوك الذي تنتهجه في طريقة التداخل مع الشأن السياسي

ليبيا – رد القيادي بمدينة مصراتة ورئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين محمد صوان حول ما يثار عن موقف الحزب من تناول دار الإفتاء للشأن السياسي.

صوان قال في تصريح لشبكة “الرائد” الإخبارية المقربة من حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين: “إننا نرفض استخدام رمزية دار الإفتاء والفتوى لدعم رأي أو موقف سياسي اجتهادي وتشويه آخر”.

وتابع: “إننا نختلف مع دار الإفتاء في السلوك الذي تنتهجه في طريقة التداخل مع الشأن السياسي”، لافتًا إلى عدم المزايدة على الحزب في قضية علاقة السياسة بالدين، مؤكدًا أن الحزب لا يرفض تدخل الإفتاء في السياسة، ولكن يختلف مع دار الإفتاء في كيفية هذا التداخل.

وبيّن في تصريح له أثناء مشاركته في ندوة سياسية افتراضية، أن دار الإفتاء تمارس نوعًا من الوصاية على ثورة فبراير، وتتناول الأحداث والمواقف السياسية الاجتهادية من منطلق الحلال والحرام، والحق والباطل، متجاهلة ما تفرضه طبيعة العمل السياسي من موازنات بين المصالح والمفاسد، والأولويات والإكراهات التي يقدرها السياسيون، فهم أهل الذكر في هذا المجال، وعلى المفتي أن يوضح أن هذا رأيه الخاص إذا أراد الحديث في مثل هذه المسائل التي تحتمل الاجتهاد السياسي، ولا يجعلها تختلط بالفتوى.

صوان دعا دار الإفتاء إلى التفرقة بين النظر في فقه الأحكام القطعية وفقه السياسة، رافضًا استخدام رمزية الإفتاء ومنصب المفتي في تأييد رأي سياسي ومهاجمة غيره، مشيرًا إلى أن هذا هو السبب وراء الهجوم الشديد والردود الحادة التي تعرّض لها المفتي، مؤكدًا أنه لا يوافق عليها، وأنها آراء شخصية تعبر عن وجهات نظر أصحابها.

ومثّل صوان “لمسلك دار الإفتاء بموقفها من اتفاق الصخيرات، حيث صرّح المفتي مرارًا أن من شارك في حوارات هذا الاتفاق بأنهم (آثمون آثمون)، وأنهم جاءوا بحكومة عمالة ووصاية، وهو ما اعتبره تحريضًا على المشاركين قد يؤدي إلى استهدافهم، وربما اغتيالهم”.

وأكد أن دار الإفتاء والمفتي استخدموا هذا الخطاب في عدة قضايا وأحداث ذات طابع يحتمل الاجتهاد السياسي، مثل الدعوة إلى التظاهر لنصرة أهل الحق بزعمها في قضايا اجتهادية، أو زيارة مسؤول لدولة معادية، أو التحرك في رتل للحماية وسط ظروف أمنية صعبة.

وأوضح صوان أن الصادق الغرياني باستخدامه لميزان التحريم، والرمي بالإثم في قضايا سياسية تتعدد حيالها الآراء إلى خمس وجهات نظر أحيانًا أو أقل أو أكثر، فإنه بهذا السلوك يضيع رمزية الإفتاء، وتكون في موضع الانتقاد.

وختم صوان حديثه بدعوة المفتي إلى أن يُكوّن حزبًا سياسيًا إذا كانت له آراء ومواقف سياسية، خاصة وأنه يصدر بياناته، ويدلي بتصريحاته في كل حدث سياسي، وله أنصار وتيار يدعمه، مشيرًا إلى أن هذا الحزب ربما يكون للعدالة والبناء تعاون معه.

Shares