خنزير يشخر “مثل الديناصور” قد يساعد في إيجاد علاج لانقطاع التنفس أثناء النوم لدى البشر!

الولايات المتحدة – توصلت دراسة جديدة إلى أن الخنازير المصغرة يمكن أن تقدم أدلة لمساعدة الخبراء على معالجة انقطاع النفس النومي لدى البشر.

وتعتبر خنازير “يوكاتان” (Yucatan) الصغيرة مثالا جيدا للدراسة، ولديها مجار هوائية متشابهة في الحجم ونوع الأنسجة لتلك الموجودة لدى البشر، ما يعني أنها في بعض الأحيان تشخر “مثل الديناصورات”، وفقا لباحثين أمريكيين.

وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي التُقط أثناء نومها، وجد الخبراء زيادة في سرعة تدفق الهواء في المناطق الضيقة من حلق الخنازير.

وقد تكون سرعة تدفق الهواء الأعلى – وضيق الحلق – من الأسباب وراء توقف تدفق الهواء، ما يتسبب في توقف التنفس أثناء النوم. وكانت المشكلة أكثر وضوحا في الخنازير البدينة.

ووجدت الأبحاث السابقة بالفعل صلة بين السمنة وحدوث توقف التنفس أثناء النوم لدى البشر.

ويعد انقطاع النفس النومي عائقا شائعا في مجرى الهواء يجعل البشر يستيقظون بشكل متكرر أثناء الليل. ولا يوجد حاليا سوى عدد قليل من العلاجات المرهقة أو الغازية، بما في ذلك أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP).

وتضخ أجهزة الضغط الإيجابي المستمر في المسالك الهوائية (CPAP)، الهواء في القناع الذي يتم ارتداؤه على الفم أو الأنف أثناء النوم، ما يحسن التنفس عن طريق إيقاف ضيق مجرى الهواء.

وسعى زي جون ليو، الباحث الرئيسي في قسم تقويم الأسنان في جامعة واشنطن، وزملاؤه إلى فهم الآلية الكامنة وراء الحالة بشكل أفضل.

ونظروا إلى خنازير “يوكاتان” الصغيرة جزئيا، لأنها قابلة للمقارنة في هيكل مجرى الهواء وحجمها مع البشر.

وعلى الرغم من وصفها بأنها صغيرة، إلا أنها ما تزال تبلغ 100 رطل بالوزن الطبيعي، وبين 150 و200 رطل عند السمنة.

وصُنّف اثنان من الخنازير المستخدمة في التجارب على أنها بدينة، وثلاثة كانت من الوزن الطبيعي.

وقال ليو، من قسم تقويم الأسنان بجامعة واشنطن في سياتل بالولايات المتحدة: “هذه خنازير سمينة للغاية”. ولإعطاء بعض السياق، يتراوح مؤشر كتلة الجسم الطبيعي (BMI) بين 25 و28، مع بلوغ السمنة أكثر من 30-35. ولدى الخنازير، يتراوح مؤشر كتلة الجسم الطبيعي بين 30 و35، ومع السمنة تصل إلى أكثر من 50.

وبعد تخديرها، لاحظ الفريق عدة نوبات من توقف التنفس أثناء النوم كل ساعة في كلا الخنازير البدينة، بينما أظهر واحد فقط من الخنازير ذات الوزن الطبيعي نوبات توقف التنفس أثناء النوم.

وفي حالة النوم الطبيعي، كانت الخنازير الصغيرة البدينة فقط تعاني من نوبات توقف التنفس أثناء النوم – تصل إلى 35 حالة في الساعة.

وفي حين أن الباحثين لم يشهدوا أي نوبات من الشخير في الخنازير الصغيرة ذات الوزن الطبيعي، فإن الخنازير البدينة ينبعث منها شخير منخفض يشبه الديناصورات أثناء النوم المهدئ والطبيعي.

ودرس الباحثون أيضا جميع الخنازير الخمسة الصغيرة في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء نومها تحت تأثير التخدير.

ومن المعروف أن توقف التنفس أثناء النوم ناتج عن قيود تشريحية في الأنف والحنجرة تسبب توقف تدفق الهواء. وحتى الآن، ما تزال ديناميكيات كيفية تدفق الهواء عبر هذه الممرات والآليات التي تتسبب في توقف تدفق الهواء، غير مفهومة جيدا.

ولمعرفة المزيد، استخدم فريق البحث بعد ذلك فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لإنشاء نسخة طبق الأصل ثلاثية الأبعاد لممرات الخنازير الهوائية.

ووجدوا أن الخنازير البدينة تعاني من تضييق أكبر في الحلق، وأن هناك زيادة بنسبة 25% في سرعة تدفق الهواء عبر هذه المناطق الأضيق. وقالت إحدى فرضيات الباحثين إن انقطاع التنفس أثناء النوم سببه ما يعرف باسم “اضطراب” في مجرى الهواء.

وقال ليو: “ربما تكون على دراية بمصطلح الاضطراب منذ ركوبك للطائرة. إنه الهواء الذي يتم تداوله في المنطقة المحلية فقط، ما يؤدي بالطبع إلى القفز على متن طائرة لأعلى ولأسفل”.

وفي الممرات الهوائية للخنازير، يمكن أن يكون سبب تكوين الاضطراب هو مزيج من التغيير المفاجئ في شكل مسار تدفق الهواء وسرعة تدفق الهواء العالية.

وافترض الباحثون أن هذا قد يكون السبب وراء توقف تدفق الهواء أثناء انقطاع النفس أثناء النوم – لكن النتائج أظهرت أن هذا لم يكن كذلك.

وعلى الرغم من تضيق البلعوم وزيادة سرعة تدفق الهواء، لم يجد الباحثون أي اضطراب في الممرات الهوائية للخنازير. وأظهر البحث أن الخنازير الصغيرة يمكن أن توفر نموذجا حيوانيا طبيعيا لفحص انقطاع التنفس أثناء النوم وإعطاء فهم أكبر لكيفية تأثير انقطاع التنفس أثناء النوم على الجسم.

ولكن المزيد من الجهد لإيجاد حل طويل الأمد لهذا المرض وآلياته، ينبغي أن يُبذل، وفقا للفريق.

وقال ليو: “على الرغم من النتائج، فإن آلية توقف التنفس أثناء النوم ما تزال غير مفهومة تماما. وهناك بالطبع أسباب تشريحية، لكن الأسباب الوظيفية وراء ذلك ما تزال موضع نقاش”.

ونُشرت الدراسة في مجلة Heliyon.

المصدر: ديلي ميل

Shares