الروياتي: مجلسي النواب والدولة يحاولان إقتناص مكاسب ومناصب من خلال المحاصصة بحوارات بوزنيقة

ليبيا – رأى القيادي بمدينة مصراتة الناطق باسم المركز الإعلامي لـ”عملية البنيان المرصوص” التابعة للرئاسي أحمد الروياتي أن حوارات بوزنيقة ليست من المسارات الأممية، مبينًا أن هذا المسار يقوده مجلسي النواب والدولة منذ توقف العمليات الحربية وبدء بوادر إطلاق عملية سياسية جديدة في ليبيا.

الروياتي أشار خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “ليبيا بانوراما” الأحد تابعتها صحيفة المرصد إلى أنه خلال هذه المرحلة اتجه كل من مجلسي النواب والدولة لمحاولة حل بعض المختنقات المتراكمة عليهما، معتبرًا أن الهدف ليس التدافع من أجل مصلحة وطنية حقيقية، بقدر ما هو محاولة لاقتناص مكاسب ومناصب بين المجلسين.

وأضاف: “عقب إجتماع بوزنيقة وما صدر بوقت قصير أكد أن الحلول سهلة ولكن العقليات هي من كانت تعرقل بوزنيقة ما زاد من تثبيت مفهوم المحاصصة الذي كان خفيًا في فترات سابقة واليوم أصبح مقننًا، لا شك أنه خطر كبير الذهاب للمحاصصة وفق الاقاليم؛ لأنها ستزيد من حالة الجهوية وتقرب البلاد من حالة الانقسام، ما ذهب له هذا المسار هو محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه والتشبث بأخف الأضرار”.

وقال: إن خيار المحاصصة يعني الرضا بأخف الاضرار خوفًا من الوقوع بالأسوأ، على الرغم من أنه نظام غير جيد، مع العلم أن المحاصصة في بوزنيقة غير معني بها المسار الأممي، مبينًا أن مسار بوزنيقة هدفه تحقيق مصالح خاصة على حد قوله.

كما أردف: “الجميع يتجنب الحديث عن منصب القائد العام وماذا سيحدث فيه. العمل الأخير ليس ذا فائدة، وسينتج إشكال أكبر من حل، والمجلس الأعلى للقضاء محق، فالسلطة القضائية في ليبيا هي السلطة الوحيدة بين السلطات الثلاث المنتخبة وفقًا للقانون، والوحيدة الموحدة التي ما زالت تحافظ على نفسها وفق تراتبياتها وتشريعاتها، إدخالها لتونس والمحاصصات سيدخلها في إشكال كبير لم يؤخذ بالاعتبار من قبل اللجنة”.

وأفاد أن المشهد الليبي اليوم بحاجة ماسة إلى التهدئة ليتكمل المشروع الرئيس للتسوية السياسية، مشيرًا إلى أن إثارة الموضوع بهذه الطريقة خطأ كبير، لكن التركيز في ملف التسوية السياسية الشاملة للبعثة سيغطي على المسألة.

واستبعد تمكن اللجان التي ستتشكل حول المناصب السيادية من النجاح خلال الفترة القريبة في إنتاج ما هو مطلوب منها، مبينًا أن التوافق على آلية وقواعد اللعبة بشأن اختيار الأسماء التي ستشغل المناصب كان يعتبر المختنق الأكبر، لكن البعثة بدورها نجحت في الوصول لآلية محنكة في جر وإرغام المعرقلين على الانصياع لحقيقة إكمال مشروع التسوية.

الروياتي شدد على أن المنظومة الدولية وتحديدًا البعثة الأممية بقيادة أمريكية مُصرة على إنتاج تسوية سياسية حقيقية في ليبيا، بدليل الزخم المتداول حول المبعوث الجديد الذي يؤكد وجود ضغوطات لتركه في الظل إلى حين انتهاء مشروع ستيفاني وليامز، وفقًا لقوله.

وتابع: “السنة والنصف من الحرب وحالة الترصد والجمود الذي حققتها بعد ذلك انتجت معادلة دولية داخل ليبيا مقنعة لأكثر الدول، أعتقد أن مصر أنتجت أفضل ما يمكن أن يحقق لها بعد أن كاد يصل خطر من تراهم إسلاميين من المنطقة الغربية للسيطرة على المنطقة الشرقية، بالتالي لن تطمع أكثر من أن تحافظ على نفوذها في المنطقة الشرقية، بل على العكس بعد ذلك فتحت مجال حوار وخطاب سياسي دبلوماسي مع المتطقة الغربية”.

وزعم أن روسيا تحاول الإبقاء على حالة الجمود والضبابية الموجودة في ليبيا والفوضى الخلاقة لاستمرار الحرب الباردة في ليبيا ما بين قطبي الصراع، أما بالنسبة لإيطاليا فهي تحافظ على وجودها ومصالحها في ليبيا بذات الوتيرة السابقة، لكن تركيا أصبح لديها وجود أكثر من ممتاز بحسب قوله، مستبعدًا رغبتها بالمغامرة أكثر من ذلك.

كما قال: إن المعادلة الدولية متوازية ولا أحد بها يبحث عن حرب، بل تسوية ومحافظة على ما تم تحقيقه من مصالح، واصفًا الولايات المتحدة في هذه المعادلة بـ”المايسترو”.

واختتم حديثه معتقدًا أن الحزب الديمقراطي أصبح جاهزًا لحل الإشكال الليبي، خاصة أنه من الأزمات الداخلية الليبية التي يلقيها الجمهوريون على الديمقراطيين أن ما حصل في ليبيا هو نتاج الحكم الديمقراطي إبان حكم باراك أوباما.

 

Shares