شوغالي: الأميركان هم من يسيطرون على سجن معيتيقة وهذه جرائم الردع فيه

ليبيا – عرضت قناة “NTV” حوارًا مطولًا مع عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي الذي تم إطلاق سراحه مؤخرًا من ليبيا برفقة مترجمه سامر سويفان.

الحوار الذي أردفته القناة بتقرير إخباري مقتضب ترجمته صحيفة المصري اليوم وتابعته صحيفة المرصد نقل عن شوغالي عيشه تجربة مروعة في سجن ليبي توجد فيه أجهزة أمن غربية، كانت مسؤولة عن استجوابه، كاشفًا عن رؤيته أناسًا لا يبدو عليهم أبدا أنهم من السكان المحليين بل من الأجانب.

وقال شوغالي حرفيًا: “عندما تم نقلي بالفعل إلى السيارة من الطابق الثاني غطوا رأسي بالكيس خاصتي الذي كنت أذهب به إلى صالة الألعاب الرياضية، في الواقع لقد غطوا عيني بهذه الحقيبة لكن الرؤية كانت ممتازة، وأدناه كان هناك أشخاص من الواضح أنهم لم يشبهوا السكان المحليين على الإطلاق”.

وأضاف بالقول: “كانوا أشخاصًا يتمتعون بضبط النفس جيدًا لأنهم كانوا يتصفحون أوراقنا. تعرض مترجمي للضرب لم يتفاعلوا على الإطلاق مع الصراخ أو حتى على تساقط الأثاث، أي كان لدى الناس مهمة واضحة كان من الواضح أنهم هم من خطط ودبر لعملية الخطف”.

وبحسب القناة الروسية تم احتجاز مكسيم شوغالي وسمير سويفان في سجن معيتيقة بالعاصمة طرابلس الذي تديره قوة الردع الخاصة التابعة وتتلقى تمويلها من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، إذ من الممكن أن يتم احتجاز الناس فيه لسنوات من دون محاكمة أو تحقيق وفي ظروف غير إنسانية.

وبشأن ظروف الاحتجاز أوضح شوغالي قائلًا: “كنت في زنزانة بها 60 نزيلًا ومساحتها 25 مترًا، وبالطبع كل واحد يرى ما أراه أنا، ببساطة جسديًا لم أستطع رؤية أشياء كثيرة كان الكثير من السجناء يفارق الحياة أمام أعيننا، ولم تكن هناك أي جنائز أو تواصل مع أقاربهم”.

وأضاف بالقول: “لا يوجد لدينا سوى بطانيات قديمة فقط، وبالقرب منا البحر الأبيض المتوسط الذي حول السجانون مياهه إلى مقبرة جماعية لجثث من يفارقون الحياة وفق ما روى لي شهود عيان حرفيًا، وهم كثر وليس شاهدًا واحدًا، وفي الزنزانة ينام شخص بينما يكون الآخر واقفًا لا يستطيع الجلوس”.

ومضى شوغالي بالتوضيح قائلًا: “أنا وسجين آخر تشاركنا المكان، وبينما كان ينام لمدة ساعتين كنت أنا أقف، ثم تمر ساعتان يقف هو وأخلد أنا إلى الفراش في ذلك المكان، وبهذا تتحول في غضون أيام عديدة إلى الزومبي “مصاص الدماء”، وفجأة جاء يوم الجمعة الذي لا يعمل أحد فيه عادة”.

وأكمل شوغالي: “تواصلوا معي في الصباح الباكر وأخذوني إلى مكتب النائب العام، وهناك التقيت بسامر الذي قال لي: مكسيم لقد كنت هنا بالأمس وإذا عرضوا عليك المغادرة إلى بلد آخر وافق فأهم شيء هو الخروج من هنا، وفي الواقع تم استدعائي للاستجواب”.

واستمر شوغالي بالتوضيح: “في البداية لم يتعلق الأمر بأي شيء، وكانت أسئلة فارغة وبدأوا تدريجيًا يتجهون نحو سؤال ما إذا كنت أخشى العودة إلى روسيا، وكنت جاهزًا بالفعل لهذا السؤال فبعد تواجدي هنا أصبحت أخشى كل شيء، وأنا مستعد للذهاب إلى أي مكان فقط لمغادرة هذا السجن”.

وقال شوغالي:” لقد سألوني هل أنت مستعد للمغادرة إلى بلد ثالث وأي بلد تعتقد فأجبت أنه ليس هناك شك بالنسبة لي، فإما الولايات المتحدة أو بريطانيا، وسألتهم حول ما يجب على القيام به لأنني لست مسؤولًا سياسيًا، أنا أقوم ببحث، أنا لست عضوًا في المخابرات والخدمات الخاصة ولا أشغل أي منصب”.

وأضاف شوغالي بالقول: “قلت لهم أنا لا أعرف أسرار الدولة لن أتحدث على التلفاز وأتهم بلدي بشيء، إذا كنتم بحاجة إلى أي معلومات عن رحلتي فأنا جاهز لذلك؛ لكنها موجودة على الإنترنت فسألوني: هل أنت مستعد للقاء ممثل هذا البلد؟ قلت لهم: أنا جاهز. فأخبروني أن الاجتماع سينعقد في نهاية الأسبوع، لكن الاجتماع لم ينعقد”.

واتهم شوغالي المخابرات المركزية الأميركية بحرمانه من حريته لمدة عام ونصف؛ لأن الأميركيين هم من يشرفون على سجن معيتيقة الخاص الذي قدم الروسي بعض الصور له، وقال: “على فكرة هنالك يحتجزون الكثير من أتباع العقيد الراحل القذافي، فالأميركيون يحبذون كثيرًا السجون السرية الخاصة”.

وبشأن البحث الاجتماعي الذي كان قائمًا عليه في ليبيا أوضح شوغالي: “ربما لن أتمكن من إنهائه، أستطيع أن أقول لكم النقطة الرئيسة، حقيقة أن الجميع يدركون تمامًا أن البلاد ليست مستقلة في الوقت الحالي من حيث الجوهر، في هذا الفهم الكلاسيكي للدولة فهي غير موجودة وهذا يعني أن هذا البلد مجزء إقليميًا”.

وأضاف قائلًا: “تأتي الأشياء العمودية من مركز التحكم، أما الأفقية فهي غير موجودة، أي أن النظام غير مبني، لا يوجد تشريع على الإطلاق، لقد مل الناس من هذا، وبالطبع هم ينتظرون حتى أنهم قد ينتظرون المساعدة الخارجية، إنهم جاهزون لهذا، إنهم ينتظرون المساعدة ليس حتى بالمال”.

ومضى شوغالي بالتوضيح: “هم ينتظرون إعطاءهم الفرصة لاتخاذ قراراتهم الخاصة وانتخاب رئيس وبناء قوانين واضحة، والبدء في نوع من استعادة هذا البلد، فالحاجة إلى مثل هذه الأشياء هنالك في القاع قوية للغاية، ويجب أن يتوقف كل هذا ويمكننا أن نقول أن أميركا هي المذنبة أو حتى روسيا بدرجة ما”.

وأضاف: “في حين أن أماكن كهذه تتواجد على بعد آلاف الكيلومترات هذا رأيي وأنا حر في الإدلاء به لا أعلم بأي حق أو بأي قانون يعطيك الحق بالتدخل المباشر في أمور الدول الأخرى، يجب أن يتوقف كل هذا، أنا للأسف ليس بوسعي عمل أي شيء لهذا إذا كان المجتمع الدولي يستمع إلي الآن فليوقفوا هذا فهو كابوس فظيع حقًا”.

واختتم شوغالي حواره بالإشارة إلى مسألة طرح فيلمين روائيين على شاشات السينما مبنيين على قصة واقعية فكل المصادفات ليست مصادفة، والآن يوجد الجزء الثالث من لوحة شوغالي قريبًا، وهذا الفيلم كالقصة الحقيقية له نهاية سعيدة، على حد تعبيره.

وتطرقت القناة إلى اتهام شوغالي وسويفان في ليبيا بمحاولة التدخل في الانتخابات التي لم تحدث ولم يكن مخططًا لها حتى، ومن ثم محاولة تصويرهما على أنهما ضابطين في المخابرات الروسية ولاحقًا إرهابيان؛ لأن الدول الغربية التي تسيطر على الحكومة في طرابلس كانت بحاجة إلى استفزاز واختراع قصة خيالية.

وأضافت القناة أن شوغالي وسويفان تم إجبارهما على الإدلاء باعترافات كاذبة حول علاقتهما بالمخابرات الروسية وعرضوا عليهما مقابل ذلك نقلهم من ليبيا إلى أوروبا، فيما عملت خارجية موسكو ووزارة دفاعها ومؤسسات المجتمع المدني بشكل رائع وقامت بجهود كبيرة لإعادتهما إلى بلدهما.

المرصد – متابعات

Shares