صنداي تايمز: صنع ألله سيمنح عقود لشركات بريطانية بمئات الملايين من الجنيهات للإستشارات وإدارة الأصول

ليبيا – كشف تقرير تحليلي أعدته صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية عن مساعٍ تبذلها المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس لفتح مكتب لها في عاصمة بريطانيا لندن.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى أن هذا المكتب المقرر افتتاحه في مارس أو أبريل المقبل في حي مايفير، ووفقًا لتطورات الحالة الوبائية الحالية سيمنح الشركات البريطانية عقودًا للاستشارات وإدارة الأصول بقيمة مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية، على مدى السنوات العديدة القادمة.

وأضاف التقرير أن هذا المكتب يمثل البوابة النهائية لقرارات الاستثمار الليبية، ومن خلاله تشرع البلاد في مشروع طموح لزيادة إنتاج النفط إلى مليونين و100 ألف برميل يوميًا، وفقًا لما صرح به رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله الذي قال أن الإنتاج الحالي البالغ مليونا و300 ألف برميل سيرتفع قريبا.

ووفقًا للتقرير أفاد صنع الله بتحقيق زيادة متوقعة بمقدار 80 ألف برميل إضافي يوميًا بحلول أبريل المقبل، مع تجديد أو فتح حقول إضافية، رغم أن هذا الحقول ستعمل بنسبة 25% إلى 50% من طاقاتها الإنتاجية مؤكدًا أن مكتب لندن لا بد أن يلعب دورًا كبيرًا في تطوير صناعة النفط الليبية.

ونقل التقرير عن صنع الله إشارته إلى أن الإعلان عن مناقصات للاستشارات وإدارة المحافظ المالية وبناء القدرات سيتم بالاتفاق مع كبريات الشركات البريطانية، المعروفة في جميع التخصصات الهندسية أو دراسات المكامن على وجه التحديد، ليكون التوريد من لندن على المدى المتوسط.

وبحسب التقرير قلل صنع الله من أهمية المكتب المماثل الموجود في الولايات المتحدة؛ لأن بريطانيا تحظى بتقدير كبير من المؤسسة، وهي تمثل القلب رغم وجودها خارج الاتحاد الأوروبي حاليًا، إلا أنها تبقى مركز نشطًا للغاية على حد تعبير رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.

وأضاف صنع الله أنه لا يوجد شخص في موقع ريادي حاليًا في قطاع النفط لم يدرس في بريطانيا فزملاؤه جميعًا درسوا في جامعة روبرت غوردون في مدينة أبردين الاسكتلندية، ما يجعل الآمال معقودة لعودة شركة بريتش بيتروليوم المعروفة بعد تحسين الأوضاع السياسية.

وبين صنع الله أن الشركة التي وقعت في أكتوبر من العام 2018 مذكرة تفاهم مع المؤسسة وشركة إيني النفطية الإيطالية العملاقة لاستئناف التنقيب، ولديها تجمع عمل ممتاز تعمل بموجبه إيني كمشغل لاتفاقية الاستكشاف ومشاركة الإنتاج بالنيابة عن بريتش بيتروليوم، مقابل حصة بمقدار 45%.

وأضاف صنع الله أن تنفيذ هذه المذكرة تأخر بسبب الصراع العسكري وجائحة كورونا، مبينًا أن مذكرة التفاهم ما زالت سارية وموجودة، مع الآمال في أن تدخل حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن، لا سيما بعد أن تسبب الصراع العسكري وعوامل أخرى بإبطاء التعافي ووضع قيود على الحد الأقصى للإنتاج النفطي.

وأكد صنع الله أن الإنتاج يبقى في خطر دائم في ظل حاجة الكثير من المعدات والتكنولوجيا في قطاع النفط إلى التحديث، فهو يصل إلى مليون و300 ألف برميل يوميًا ومن ثم يتراجع إلى مليون و200 ألف بسبب الحاجة المستمرة للصيانة، ليبقى السقف الإنتاجي مشكلة كبيرة بالنسبة للمؤسسة.

وأردف صنع الله بالقول أن الإنتاج وصل قبل أسبوعين إلى مليون و303 آلاف برميل يوميًا، ومن ثم عاد لمستوى مليون و250 ألفًا، في وقت قدم فيه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وحكومة الوفاق المنبثقة عنه موارد قليلة لتحديث البنية التحتية القديمة للقطاع النفطي.

واستمر صنع الله في التوضيح أن هذا الأمر حمل المؤسسة على اللجوء إلى شركائها الدوليين للحصول على المساعدة عبر عقد الاجتماعات مع شركة توتال الفرنسية، التي لها مصالح في عدة امتيازات ليبية، فالشركة تريد الاستثمار وترى في السوق الليبي سوقًا واعدة.

واختتم التقرير بالإشارة إلى حصول صنع الله على دعم المجتمع الدولي بما فيه بريطانيا لدوره في حفظ استقلال المؤسسة وفقًا لرأي خبيرة الشؤون الليبية بمجموعة الأزمات الدولية كلوديا غازيني، التي تؤكد أن أصحاب المصالح الأجانب يرون فيه تكنوقراطًا محايدًا لم ينحز للفصائل السياسية والعسكرية، وهو بهذا يستحق الدعم.

ترجمة المرصد – خاص

Shares