الشح: الجميع يعملون للوصول إلى الكرسي متحججين بالعمل على تهيئة الظروف للوصول للانتخابات

ليبيا – قال المستشار السياسي السابق في مجلس الدولة الاستشاري أشرف الشحّ إنه من الغريب الحديث عن مستقبل التحالفات المتوقع تشكيلها دون الالتفات لأصل الموضوع في إنتاج حكومة بهذه الطريقة، وكأن العملية شرعية وعملية مسلم بها، تمثل الليبيين وما يريدون الوصول إليه، وأن هذه الطريقة ستجعل من الحكومة القادمة حكومة تحقق الآمال والانتخابات

الشح أشار خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتمولها قطر أمس الأربعاء وتابعتها صحيفة المرصد إلى أن التحالفات تتشكل حاليًا بحسب المصالح وليس حسب الرؤيا، مبينًا أن عرض المترشحين لبرامجهم خطوة إيجابية لو أن الخيار في نهاية المطاف كان لليبيين وليس للجنة الـ 75 الذين اختارتهم البعثة الأممية، وستفرض خياراتهم على الشعب الليبي.

وأضاف: “لا أعتقد أن هذه الطريقة ستخرج حكومة توافقية يمكنها أن تعمل بشكل منسجم، الطريقة التي وصلوا إليها بأن كل من حصل على أصوات في المجمعات الانتخابية يبحث عمن حصل على أصوات بمجمعات أخرى، ويجلب أصواتًا بطريقة أخرى لكي يصلوا لقائمة تزكى من 17 شخصًا، وتقدم للعملية الانتخابية داخل الـ 75 وتنجح، كيف سيعمل هؤلاء؟ هل لديهم نفس الرؤيا؟ ونفس القناعات والأهداف؟ كل المرشحين هل التقوا مع بعضهم وتناقشوا عن التقاطعات التي يمكن أن تجعلهم يعملون مع بعضهم؟”.

واعتبر أن الهدف الذي يسعى الجميع له هو الوصول للكرسي متحججين بالعمل على تهيئة الظروف للوصول للانتخابات، مشيرًا إلى أنه كان يفترض على البعثة التركيز على كافة التفاصيل التي تضمن تحقيق الانتخابات وتمنع أي مبررات لتعطيلها.

كما تابع: “لأن هذا المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة لو لم يتفقوا فيما بعد سواء بهذا الحوار أو المجلسين ولم يتفقوا على القاعدة التي ستجرى عليها الانتخابات سوف يقولون إننا جاهزون لكن لم نجد القاعدة؛ لذلك نحن مستمرون، وهذا ما تم حتى بعد اتفاق الصخيرات، فقط يبررون الأعذار في كل مرحلة لتجنب تسليم السلطة”.

وشدد على أن المجتمع الدولي يفرض ما يريده على الشعب الذي لم يعد تصدر عنه أي ردة فعل عند تمرير ما يفرض عليهم في كل مرحلة معينة، معربًا عن أسفه إزاء تودد بعض السياسيين الليبيين إلى المبعوث الدولي والسفراء بغية الوصول للسلطة.

الشح قارن بين ما يجري حاليًا وما حدث باتفاق الصخيرات قائلًا: “ما حدث في الصخيرات ليس اختيار الشعب الليبي، وانما تمت عملية بين مجموعة من الليبيين يمثلون المؤتمر الوطني في ذلك الوقت ومجلس نواب طبرق، وأخرجوا مخرجاً الهدف منه الوصول لانتخابات، ولم يكن هو الهدف بحد ذاته لكن كانت الوسيلة لترتيب الأجواء وتوحيد البلاد للوصول لانتخابات وفشلت تلك التجربة، أما اليوم نعترض لأنها تعيد نفس العملية بنفس الطريقة وننتظر نتائج مختلفة، لا أدافع عن الصخيرات وشخصيًا كنت أهدف من عملية الصخيرات الوصول لانتخابات ورجوع الأمانة لأصحابها، لكن التجربة أثبتت أن العملية لم ولن تنجح؛ لأن من يصل للسلطة بهذه الطرق لا يتخلى عنها إلا مرغمًا، الرضوخ لما يحدث بأمل أنه سيأتي بجديد عبارة عن عبث”.

ورأى أن كلمات المترشحين خلال تقديم برامجهم كانت عبارة عن نسخة كربونية مع وجود بعض الاستثناءات التي لوحظت في تقديم البرامج لم يعتبرها الـ 75، لأنهم جاءوا بحسابات مسبقة مع شخصيات لهم معها اتفاقيات لا يعلمها الليبيون -بحسب قوله- بالتالي حتى العروض كانت عبارة عن شكليات لم تؤثر في الخيار.

وتساءل حول كلمة الشريف الوافي قائلًا: “أرسل شريطًا مسجلًا ولم يتعرض للأسئلة، كيف يمكن مقارنته بشخص آخر قد دخل على المباشر وتعرض للأسئلة ولإحراج؟ كيف يتم التقييم؟ إظهار المترشحين وتقديمهم بأنفسهم شيء إيجابي لكن ليس له أثر في عملية الاختيار؛ لأن الاختيار يعتمد على صفقات لا يعلمها أحد إلا من هم موجودون في لجنة الـ 75”.

وشدد على أن خارطة الطريق في اتفاق الصخيرات كانت مرسومة للوصول لانتخابات بكل تفاصيلها وبكل الركائز التي يمكن الانطلاق منها، لكن الشخوص هم سبب الفشل الحاصل، بالتالي إعادة التجربة مهما كانت النصوص محكمة في ظل وجود ذات الشخوص وطريقة وصولهم للسلطة سيؤدي لذات النتائج.

كما زعم قائلًا: “الجيش الذي كان يقصف طرابلس ويحاول عمل انقلاب وقتل الليبيين بشعارات فضفاضة ظهرت حقيقتها أمر يدعو للسخرية والغضب؛ لأننا ما زلنا كل يوم نكتشف مقابر جماعية في ترهونة وآثار جرائم يجب أن يقدم مرتكبوها للمحاكم وليس للترشح للحكم، للأسف بعض السياسيين قصار القامة ممن هم محسوبون على عملية الدفاع عن طرابلس في الحرب الأخيرة يتهافتون لإرضائهم للوصول للسلطة”.

واختتم حدبته معتبرًا أن الآليات التي يحاول من خلالها الوصول لحكومة جديدة هي آليات معقدة ستوصل الأشخاص للاتفاق على نقطة الانطلاق، لكنهم سيختلفون بعدها؛ لأنهم اليوم يحتاجون لبعضهم لجلب أصوات لجنة الـ 75 وتقديم الوعود والإغراءات، لكن بمجرد وصولهم للسلطة ستختلف العملية.

وقال: إن هناك شخصيات كانت معرقلة للوصول للانتخابات وتنفيذ اتفاق الصخيرات مثل عقيلة صالح وآخرين، وفي حال لم ينجحوا في هذه العملية لن يختلف أسلوبهم أو طريقة أدائهم، وسيكون هناك عرقلة من جديد ومشاكل إضافية يدفع ثمنها الشعب.

 

Shares