ليبيا – تناولت دراسة تحليلية نشرها معهد “تشاتام هاوس” البريطاني للدراسات والأبحاث مسألة التدخل العسكري الغربي في ليبيا عام 2011 وما تسبب به لاحقًا.
الدراسة التي تابعتها وترجمتها صحيفة المرصد بينت أن مبدأ “آر 2 بي” أو مسؤولية الحماية الذي أقره المجتمع الدولي في العام 2005 ولم يتم تطبيقها إلا في ليبيا عام 2011، قد انحرفت عن هدفها الأساس المتمثل بمنع الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح التقرير أن هذا المبدأ الذي تم تطبيقه لمرة واحدة بانحراف عن مساره وفر طريقًا لاستخدام القوة على أساس الإجماع الدولي لإنهاء عجز منظومة الأمم المتحدة في التعامل مذابح رواندا عام 1994 وصربيا في العام 1995، مبينًا أن هذه القوة تم استخدامها في العام 2011 بذريعة حماية المدنيين في مدينة بنغازي.
وأعرب معدو الدراسة عن استغرابهم لعدم اللجوء لهذا المبدأ في صراعات مماثلة للصراع الليبي في اليمن وسوريا وميانمار وجنوب السودان والصومال، والتركيز فقط على ليبيا، وهو ما يفتح المجال لتركيز نظرية الاستهداف المباشر لنظام العقيد الراحل القذافي وتدمير البلاد التي بقيت مدمرة حتى اليوم.
وأشارت الدراسة إلى قرار مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 1973 للعام 2011 الذي تم بموجبه فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا وتشديد العقوبات على نظام العقيد الراحل القذافي بحجة حماية المدنيين، وهو القرار الذي امتنعت روسيا والصين والبرازيل وألمانيا والهند عن التصويت عليه.
وأضافت الدراسة أن هذا القرار لم يسمح بدخول أي قوة احتلال أجنبي على الخط، ما مكنه من الحصول على شبه إجماع دولي انهار لاحقًا، بعد الاستعاضة عن فرض منطقة حظر الطيران، ومنع تدفق السلاح إلى ليبيا، وحماية المدنيين فيها بتنفيذ قوات حلف شمال الأطلسي “ناتو” هجمات جوية وصاروخية ضد القوات الليبية.
واستمرت الدراسة في التوضيح أن الأمر بدا وكأنه تحالف بين فرنسا وبريطانيا بدعم من الولايات المتحدة مع الثوار الليبين للإطاحة بنظام العقيد الراحل القذافي، وإن نتج عن ذلك مزيدًا من القتلى في صفوف المدنيين، وهو ما أثار تساؤلات لدى منتقدي القرار 1973 بشأن الهدف منه.
وأوضحت الدراسة أن الأمر بات واضحًا للجميع للمؤيدين والرافضين للقرار، ألا وهو إسقاط نظام العقيد الراحل القذافي وتحويل ليبيا إلى دولة فاشلة وليس حماية المدنيين، إذ لم تشهد البلاد منذ العام 2011 نشوء حكومة موحدة لا خلاف أو جدال حولها.
واختتمت الدراسة بالإشارة إلى رفض الصين وروسيا لتنفيذ مبدأ مسؤولية الحماية في مناطق أخرى لعدم ثقتهما بالغرب، لتبرز التساؤلات عن واقع ليبيا اليوم في حال بقاء العقيد الراحل القذافي على رأس السلطة فيها، وما تمر به البلاد من حالة فشل كاملة.
ترجمة المرصد – خاص

