عقيل: ما الذي يريده الرافضون لزيارة المنفي إلى بنغازي والرجمة!؟

ليبيا – كتب الكاتب والمحلل السياسي عز الدين عقيل مقالًا حمل عنوان “فيض من أسئلة استنكارية غاضبة: زيارة المنفي  للرجمة.. وهذيان لا لحفتر”.

المقال تضمن عدة تساؤلات بشأن حالة الرفض التي أبدتها عدة أطراف لزيارة رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي إلى مدينة بنغازي، التي التقى خلالها بوجوهها الاجتماعية، فضلًا عن زيارته الأخرى إلى الرجمة للقاء القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر.

وأدناه تنشر لكم صحيفة المرصد نص المقال كاملًا:

فيض من أسئلة استنكارية غاضبة: زيارة المنفي  للرجمة.. وهذيان لا لحفتر

إذا لم يكن من أهم واجبات المنفي الانفتاح على طرفىي الصراع، والتحول إلى رمانة ميزان تتوسط المسافة بين الطرفين، وتنشغل بتحوله هو نفسه إلى مصدر تلتقي فيه ثقة الطرفين والتماسهم للطمأنينة في اتجاه تحقيق الاندماج التدريجي المتصاعد لهما!؟

وإذا لم يكن من أهم واجباته دمج آراء وأفكار وتطلعات الطرفين بما يجعلها مقبولة منهما وإزالة الريبة وظن السوء والمخاوف وإحلالها بالتأسيس للطمأنينة والثقة وتعزيزهما إلى أرفع المستويات، ولما فيه مصلحة ليبيا العليا وحدها! فعلى من  سينفتح المنفي إذًا؟

ومن تلكما الطرفان الذان سيعمل على بعث وتطوير تعاونهما وصولًا إلى اندماجهما الكامل المولد لكيان الدولة الليبية الرسمية الواحدة الموحدة؟

وإذا كان الانفتاح على الطرفين ممنوع، فما هي الوسيلة البديلة إذًا للم الشمل وتوحيد المؤسسات وإعادة هيكلة وتنظيم القوة العسكرية والأمنية؟

هل هو بالانفتاح على  طرف واحد فقط مثلًا؟

وهل هذا الصراخ الذي قوبلت به زيارة المنفي للرجمة كان سينبعث أيضًا لو أن قائمة عقيلة أو الوافي هي التي فازت؟

هل يعني هذا أنهما كانا سيكونان ممنوعين من التواصل مع حفتر ممثلًا؟

هل هذا شرط من شروط برلمان ستيفاني على السلطة الناشئة عنه مثلًا؟

وهل يعني هذا أن عقيلة أو الشريف كانا سيمنعان من الانفتاح على طرابلس لو أن أحدهما هو الذي فاز بمقعد الرئاسي الأول وزار الرجمة؟

بالله عليكم، هل يمكن اعتبار هذا التوجه أو بمعنى أصح أصحابه يعبرون فعلًا وعلى أي نحو من الأنحاء على فهم موزون وواقعي لمعنى وتضحيات وتنازلات ووسائل صناعة السلام، وأصول حسم وإنهاء النزاعات المسلحة والحروب الأهلية؟

أليست هناك حرب مطلوب إنهاؤها؟ طيب هذه الحرب بين من ومن؟

بمعنى، هل يوجد مثلًا طرف آخر غير حفتر يمكن للمنفي أن يزوره كشريك للطرف الآخر لصناعة السلام بتحويل هدنة وقف إطلاق النار إلى اتفاق سلام شامل، نهائي يعيد للشعب الليببي أمنه وبلاده وكرامته واستقراره الإستراتيجي؟

ألم تقم المسارات الجارية برمتها على وقف إطلاق النار؟

وأليس وقف إطلاق النار هذا كان هو الأساس بصنع الأمل بحسب ستيفاني؟

طيب ألا يعد حفتر أحد أهم صناع وقف إطلاق النار هذا، بل ورعاية صموده حتى اليوم، رغم كل المحاولات التي حاولت أن تعكر صفوه؟

ثم أليسو هؤلاء الذين صرخوا ضد زيارة المنفي للرجمة كانوا شركاء لحفتر فعلًا بمسار 5+5 ومنذ أن كان المنفي مجرد سفير؟

أم أنهم لم يكونوا يعلمون بأن خمستهم كانوا يجالسون خمسة يعملون تحت إمرة حفتر، وأن المقر الرئيس لخمستهم يقع بمدينة سرت التي يسيطر عليها حفتر؟

ثم ألم يكن حفتر شريكهم من خلال ممثليه بما سمي بلجنة الحوار؟

وألم يكن هؤلاء الممثلون من بين الذين انتصروا للسلطة الجديدة التي جاء أشخاصها الأربعة حصرًا من القوى المسيطرة على غرب البلاد؟

ألم يتم اختيار هذه السلطة لتكون حكومة جامعة؟

هل يفهم هؤلاء فعلًا المعنى الحقيقي لسلطة حكومية جامعة؟

أليس على رأس إعادة لم الشمل هذا توحيد المؤسسات؟ أوليست القوى والكيانات المسلحة تأتي على رأس؟ أم المؤسسات التي يتوقف على إعادة توحيدها عودة الاستقرار والسيادة الوطنية المراقة داخل أسوار مقار المرتزقة؟

وإذا كان هذا هو الواقع، فهل هناك عاقل يمكنه أن يتصور حدوث توحيد للقوى المسلحة من دون مشاركة مباشرة وعميقة من حفتر؟

وهل يمكن لعاقل أو شخص طبيعي أن يتصور إنجاز سلام حقيقي في ليبيا أصلًا بدون مشاركة مهمة من حفتر؟

هل يريد هذا الطرف فعلًا دولة واحدة ولكل اللييين؟

أم أنهم يبغون دولة لهم وحدهم ليس فيها إلا خلايقهم ولونهم ورائحتهم ودارة كبدهم الذي لا يبدو أن نهايته ستكون قريبة؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

Shares