ليبيا – شعارات المصالحة وفتح باب التواصلات وتغير خارطة التحالفات أبرز ملامح المشهد الليبي مؤخرًا من مختلف الأطراف بين من هو صادق وبين ساعٍ لاستعادة قواعد شعبية خسرها هنا أو هناك وتغيير موازين القوى .
يوم الثلاثاء الماضي أعلن وزير داخلية الوفاق فتحي باشاآغا عقب عودته من تركيا بعد يومين من خسارة قائمته للتصويت في جنيف على رئاسة الحكومة ، نيته زيارة ” المنطقة الشرقية ” متحدثًا عن المصالحة وضرورياتها في وقت لازال يرفض فيه الإجابة عن موقفه من عضوية مجلس النواب التي يحملها وقاطعها منذ 2014 .
حديث باشاآغا عن هذا الملف سبقه وتلاه حديث من رعاته في حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين برئاسة محمد صوان الذي تحدث أيضًا في هذا الصدد من خلال حوارية ” زووم ” عقب يومين من خسارة جنيف فيما كان قادة وإعلام الحزب وقنواته يشنون هجومًا على المنفي عقب اجتماعه مع حفتر في الرجمة من جهة والقول بأن الأمر كان غير مستغربًا لتهيئة الوضع لزيارة باشاآغا .
وبالعودة إلى باشاآغا فقد أصدر قرارًا هذا الأسبوع ألغى بموجبه العقوبات التعسفية الصورية التي فرضها على عدد من ضباط الشرطة التابعين لداخلية المؤقتة منذ 2019 على رأسهم العقيد صلاح هويدي مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي تمهيدًا للزيارة .
وحسب ماعلمت المرصد من مصادرها ، يستعد باشاآغا لزيارة المنطقة الشرقية وقد باشر التنسيق مع بعض القيادات الإجتماعية والسياسية والعسكرية لترتيب الزيارة بما في ذلك زيارة الرجمة استكمالاً لتواصله معها سرًا في باريس نهاية نوفمبر الماضي عبر لقاء مطول مع المسؤول عن الملف السياسي بالقيادة العامة بوساطة فرنسية كما من المفترض أن يزور القبة عبر التواصل مع مساعدين لرئيس مجلس النواب ، ولكن لم تتضح بعد أي تواريخ مؤكدة حول الزيارة .
ويعتبر حزب العدالة والبناء ما جرى خلال الفترة الماضية قد شكل خسارة كبيرة مما يسميه ” رصيده الشعبي ” في المنطقة الغربية ، ما بستوجب تعويضه عن طريق استمالة ولو جزء من الخزان البشري في المنطقة الشرقية .
ومن غير المرجح حتى الآن أن يشارك الدبيبة باشاآغا في حكومته ، رغم وجود ضغوطات عليه من عدة أطراف لمنحه منصب رئيس جهاز المخابرات ، فيما يعول حزب العدالة والبناء على باشاآغا ويستثمر فيه كمرشح للإنتخابات القادمة في وقت لا يمتلك الحزب أي شخصيات قيادية بارزة يمكنه المنافسة بها في الرئاسية سوا باشاآغا وخالد شكشك ما يستوجب وللأغراض الإنتخابية وتغيير خارطة التحالفات فتح التواصل مع الخصوم للغرض نفسه .
وفي الأثناء يرى مراقبون أن زيارة باشاآغا للشرق – إن تمت – ستكون بمثابة هدية مجانية له ، لتعويض ماخسره في المنطقة الغربية وحتى في مصراتة نفسها ضمن برنامجه طويل الأمد لإعادة إنتاج نفسه استباقًا لمرحلة الإنتخابات على أمل أن لاينقلب عليها كما فعل مع إنتخابات 2014 من خلال عملية ” فجر ليبيا ” وبالتالي فإن شعار المصالحة وفق هذه المعطيات سيكون ” مصالحة إنتخابية ” إلى حين …
المرصد – خاص