ليبيا – في بادرة غريبة أحيت ذكريات الحرب والعنف المتبادل ، أقدمت شركة الخدمات العامة طرابلس على خطوة عكّرت أجواء المصالحة وزرع الثقة السائدة في البلاد بعمل بدل أن يخلد منجزًا ، خلد شاهدًا لإحدى وقائع الحروب الأهلية الليبية التي ورط الإسلاميون الدولة بها منذ 2011 بما يثبت أن أطرافًا في العاصمة تتصرف دون أمر من الحكومة لازالت تسعى لتأجيج الحروب وعدم الإستقرار مايعني استحالة تمكن عمل أي سلطة انطلاقًا منها.
اليوم الأحد أعلنت شركة الخدمات العامة عن عملية نقل شجرة زيتون من مكان ما إلى طريق الشط قبل ان تحذف خبر النقل من صفحتها ، فيما قالت قناة فبراير المملوكة لعبدالحكيم بلحاج وكذلك ليبيا الأحرار ومقرها السابق قطر ( حاليا تركيا ) أن الشجرة التي نصبتها الشركة كانت تخليد لما أسمته ” كمين الزيتونة ” لتعكر بذلك أجواء التفاؤل مستخدمة أموال الخزينة العامة لهذا الغرض وإثارة التوتر ونعرات الإنفصال .
ويتعلق الموضوع بحادثة إطلاق نار تعرض لها عناصر الكتيبة 128 جنوب العاصمة طرابلس في شهر يونيو الماضي بسلاح رشاش أمريكي لا يملكه أي طرف في ليبيا إذ كان بحوزة قناصة أتراك رفقة عناصر الكتيبة 444 الذراع العسكري لقوة الردع الخاصة المكلفة وتضم في اجنحتها قوة مساندة من المرتزقة السوريين.
عاجل | لحظة محاولة المتظاهرين القبض على مرتزق سوري مسلح بعد إطلاقه النار عليهم ونفاد ذخيرته قبل أن يتدخل مسلحون من قوة #الردع الخاصة وينقذوه منهم وفقًا لهذه المشاهد وشهادة المتظاهرين من طريق الشط قرب قاعدة أبوستة حيث مقر الرئاسي والمستشارين العسكريين الأتراك. #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/4ZdtrF4guT
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 23, 2020
وفي تلك الحادثة التي كانت إحدى شواهد بشاعة الحرب التي كانت جماعة الإخوان المسلمين والمجموعات المسلحة وسطوتها على المال والقرار في العاصمة سبباً لها وتمسك المجلس الرئاسي المنتهية ولايته بالسلطة ورفض الانتخابات التي كانت مقررة في 2018 ، انقلبت السيارة بعنف ورغم ذلك خرج منها أحد الجنود مصابًا للاحتماء بشجرة زيتون كما تعلم في الكلية العسكرية ، إلا ان وابل رصاص من القناص التركي الذي كان مختبئً في نافذة منزل تمكن من اصابته اصابات بليغة .
شاهد | إحتجاج من نوع آخر عبر تيك توك .. " أبوغضب " غاضب في معسكر #اليرموك رغم انتظام مرتبه . #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/T0sYK6ATII
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 28, 2020
وفي حينه قالت وسائل إعلام موالية للإسلاميين أن القتلى كانوا من المرتزقة الروس ، ليتبين بأن جميعهم من الجنسية الليبية شرقًا وجنوبًا ضمن العاملين مع الكتيبة 128 ، أما إعادة إحياء تلك الشواهد فقد قوبل بفتح ملفات قديمة مثل ملف مرتزقة أنقرة السوريين وتدنيسهم لمنازل الليبيين التي كانوا يحتلونها وعاد التراشق الإعلامي مجددًا بعد الإتفاق على الإلتزام بالتهدئة الإعلامية وفقًا لاتفاقات تونس وجنيف .
وأثار هذا التصرف الذي قامت به الشركة الممولة من الدولة استياء كثير من المعلقين على وسائل التواصل الإجتماعي معتبرين ماقامت به ليس سوى تخليدًا لشواهد الحروب الأهلية وتعكيرًا لأجواء المصالحة والسلام والتهدئة التي يسعى الجميع لها لتهيئة الأجواء لإنتخابات ديسمبر باستثناء بعض الإسلاميين والمتطرفين المتغلغلين في الشركات والمؤسسات ووسائل إعلامهم التي تحاول نزع فتيل الثقة الهش منذ خسارة قائمة فتحي باشاآغا لتصويت جنيف .
المرصد – متابعات