صحيفة نيجيرية تنقل قصصًا عن معاناة مهاجرين غير شرعيين عائدين من ليبيا

ليبيا – تناول تقرير ميداني أعدته صحيفة “بانتش” النيجيرية الناطقة بالإنجليزية جانبًا من معاناة المهاجرين غير الشرعيين الذين تمت عمليات إعادتهم لبلادهم من ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نقل عن “إنوسنت إيماغبيغيان” النيجيري البالغ من العمر 41 قوله أنه عاد إلى بلاده في أغسطس من العام 2018، بعد أن بقي عالقًا في ليبيا لقرابة الـ3 أعوام، بعد إخفاقه في الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

وأشار “إيماغبيغيان” إلى تحوله إلى عبد يباع ويشترى بين ما وصفها بـ”معسكرات العبودية” في ليبيا؛ حيث تم إجباره على العمل في المزارع من دون أجر لساعات طويلة، فيما لم يتم توفير ما يكفي من الطعام والشراب له ومن معه، فضلًا عن تعرض النساء للتحرش الجنسي من قبل القائمين على هذه المعسكرات.

وأضاف “إيماغبيغيان” أنه تحمل كل هذا حتى وصول لحظة الصعود على مركب الهجرة غير الشرعية في الساحل الليبي؛ حيث استخدم المسلحون البنادق لإجباره ومن معه على ركوب المركب الذي سرعان ما توقف محركه في البحر، ليتم إنقاذ ركابه من قبل خفر السواحل التابعين للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.

واختتم “إيماغبيغيان” حديثه بالإشارة إلى تعرضه ومن بقي حيًا من ركاب المركب للإهانات والتوبيخ والضرب من قبل خفر سواحل رئاسي الوفاق، الذين نقلوهم إلى السجن الذي قبعوا فيه لمدة أسابيع، ليصار لاحقًا ترحيله إلى بلاده بمساعدة منظمة الهجرة الدولية في ليبيا.

من جانبها قالت النيجيرية “جوك أورولوا” ذات الـ24 عاما أن رحلتها إلى أوروبا عبر ليبيا انتهت بتواجدها في ما وصفتها بـ”معسكرات العبودية الجنسية” التي تنقلت فيها هي ومن معها من فتيات، ومن ثم تم بيعهن لبيوت الدعارة التي يمتلك أحدها شخص ليبي، ولم يقدم الطعام والشراب لها ولطفلها الرضيع سوى مرة واحدة في اليوم.

وأضافت “أورولوا” أن سذاجتها وغباءها جعلاها تتصل بالمرأة التي هربتها إلى ليبيا من دون أن تدرك أنها مهربة لترسل شخصًا نقلها إلى مدينة صبراتة حيث أمضت 6 أشهر في يد من وصفته بـ”سيد عبيد” آخر، وبعدها تم نقلها إلى الشاطئ لتبحر إلى أوروبا، ليعود ربان مركب التهريب بعد الإبحار بقليل لوجود عيب في المركب.

وأشارت “أورولوا” إلى نقلها ومن معها إلى معسكر آخر، ومنه ألقت الشرطة القبض عليهم وأخذتهم إلى سجن تحت الأرض في العاصمة طرابلس، ومن ثم لمعسكر للترحيل مكثوا فيه لمدة 3 أشهر، يتناولون خلالها طعامًا سيئًا ويشربون مياهًا قذرة، فيما تم تجريدهم من إنسانيتهم ما جعلها تهرب وطفلها.

وأضافت “أورولوا” أنها عثرت على شخص ليبي قام بإيوائها وساعدها في البحث عن وظيفة تنظيف في مستشفى، حيث التقت برجل أشفق على حالتها وساعدها في الوصول لمكتب المنظمة الدولية للهجرة، التي قامت بدورها بإعادتها إلى نيجيريا لتنتهي رحلة البحث عن وظيفة للحفاظ على جسدها وروحها معًا.

ترجمة المرصد – خاص

Shares