تقرير استقصائي: هذه هي طرق تهريب المهاجرين غير الشرعيين من السودان إلى ليبيا

ليبيا- تناول تقرير استقصائي أعدّه موقع “مهاجر نيوز” الدولي روايات وصور مرعبة عن معاناة المهاجرين غير الشرعيين، وخاصة في مراكز الاحتجاز في ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد تحدث عن آليات عمل شبكات تهريب البشر وكيفية نقل المهاجرين غير الشرعيين داخل ليبيا، قبل وضعهم أخيرًا على متن القوارب المنطلقة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، مبينًا أن هذه الشبكات تنقسم إلى محلية وإقليمية وحتى دولية.

وبحسب التقرير فإن مصدرًا طلب عدم الكشف عن هويته لضمان سلامته أكد وجود مدخلين رئيسين للمهاجرين غير الشرعيين القادمين إلى ليبيا، الكفرة للقادمين من السودان، وفي الكفرة يتم وضع هؤلاء ومعظمهم من السودان في البداية في عدد من المزارع المعروفة.

وأضاف المصدر أن هذه المزارع التي يضم بعضها أكثر من 200 مهاجر غير شرعي في وقت واحد تشهد عملية بيعهم بالمزاد، ما يبقيهم في ظروف معيشية سيئة للغاية، مشيرًا إلى أن رحلة هؤلاء الصعبة تبدأ من منطقة تسمى سوق ليبيا تقع في مدينة أم درمان السودانية.

وأوضح المصدر أن سيارات دفع رباعي تابعة لقوات التدخل السريع السودانية “الجنجويد” تنقلهم إلى منطقة حدودية تسمى جبل العوينات تقع بين مصر وليبيا والسودان، ومن هناك يتم التقاطهم من قبل أفراد قبائل التبو الذين يأخذونهم مباشرة إلى مدينة الكفرة، حيث يتم طرحهم للبيع.

وأكد المصدر أن الذين يحضرون المزادات يشيرون إلى المهاجرين غير الشرعيين على أنهم بضاعة، فالمسلحون من الميليشيات يشترون بعضهم ليتم بيعهم مرة أخرى وتكديسهم في مجمعات كبيرة تتسع لما بين 200 و300 شخص، فيما يتم في بعض الأحيان الاحتفاظ بهم في حاويات شحن.

وأضاف المصدر أن المتاجرين بالبشر يقسمون المهاجرين غير الشرعيين إلى جنسيات؛ لأن لكل جنسية آلية معاملاتها وسعرها، فيما يمكن شراؤهم بشكل جماعي أو فردي، مبينًا أن البعض منهم يضطرون لدى وصولهم إلى مدينة الكفرة للبحث عن عمل للبقاء على قيد الحياة.

وتحدث المصدر عن استغلال العديد من المهاجرين غير الشرعيين من قبل أصحاب العمل أو بيعهم للمهربين الذين يحتجزونهم ويجبرونهم على الاتصال بأسرهم للمطالبة بالمال مقابل إطلاق سراحهم، في وقت يتم فيه تصنيف بعض منه على أنهم من المحظوظين.

وأضاف المصدر أن مرد هذا التصنيف يعود بالفعل لامتلاك هؤلاء الأموال التي تمكنهم من شراء طرق إلى إحدى مدن التهريب الكبرى مثل طرابلس أو زوارة، إلا أنهم غالبًا ما يتعرضون لمحن مرعبة ستغير حياتهم إلى الأبد؛ لأن عملية التهريب لا تعتمد على مهرب واحد فقط.

وبحسب المصدر يتم الاتجار بالمهاجرين غير الشرعيين بين عدد من الشبكات أثناء وجودهم في ليبيا، ولكل شبكة مطالبها ودرجاتها التي تستغلهم فيها، فعملية تكديسهم وتخزينهم تشهد تفتيشهم بدقة أولًا وتجريدهم من ثيابهم ومصادرة جميع ممتلكاتهم، من نقود وهواتف نقالة بحجة الحفاظ على سلامتهم.

وأضاف المصدر إن عملية المصادرة هذه يعقبها نقل المهاجرين غير الشرعيين إلى محيط مدينة أجدابيا، ومن هناك يقوم مهرب آخر بالاستيلاء عليهم وتخزينهم في منشآت وكـأنهم فريسة؛ لأنهم مستهدفون في كل مدينة يمرون بها من قبل عصابات مختلفة.

وأوضح المصدر أن وصول هؤلاء إلى مدينة أجدابيا تجعلهم يبحثون عن طرق للبقاء بأمان، وهذا سيعتمد على المنطقة التي يصلون إليها، فعليهم إيجاد منطقة محجوزة لجنسيتهم، فالمناطق سودانية وإريترية وصومالية ولكل منها مرفق لاستقبالهم مقابل المال فإما الدفع أو الطرد.

وأضاف التقرير أن الظروف المعيشية في المرافق ليست مناسبة للبشر، ففي كثير من الأحيان يوجد مرحاض واحد فقط والطعام نادر، والمهاجرون غير الشرعيين يعانون من الحشرات ويؤثر ذلك على الصحة العقلية والجسدية لهم، فمعظمهم يعانون من أمراض الجلد والجهاز التنفسي وأمراض أخرى، فضلًا عن مشاكل نفسية.

ترجمة المرصد – خاص

Shares