هل توقف هجرتهم.. مسيحيو العراق ينتظرون زيارة البابا

العراق – ينتظر مسيحيو العراق زيارة البابا فرنسيس الذي سيزور بغداد في الخامس من مارس المقبل في أول زيارة لبابا إلى البلاد، حيث اعتبرت “زيارة تاريخية”.

وتلقى زيارة البابا اهتماما كبيرا في الأوساط العراقية، حيث تجري الاستعدادات بشكل كبير على المستويات الحكومية والشعبية والدينية، ومن المقرر أن يلتقي البابا المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني في محافظة النجف على بعد عشرات الأمتار من مرقد الإمام علي ابن أبي طالب.

شهد العراق خلال الـ18 سنة الماضية، هجرة كبيرة للمسيحيين من البلاد بعد أعمال العنف التي شهدتها ودخول تنظيم “داعش” عام 2014 وقتله للمئات من المسيحيين ومصادرة أملاكهم.

لا توجد أرقام دقيقة بشأن أعداد المسيحيين الذين هاجروا، لكن هناك أرقام تقريبية تفيد بهجرة نحو مليون مسيحي خلال العقد والنصف العقد الأخير، وبقي ما يقل عن نصف مليون مسيحي يتواجدون في بغداد والمحافظات الشمالية.

وقال النائب المسيحي السابق في البرلمان العراقي جوزيف صليوا لـRT، إن “زيارة البابا غير منظمة، وليس لها أي علاقة بدعم المسيحيين في العراق. هل يستطيع البابا أن يضمن حقوق المسيحيين في التشريعات العراقية، هل يستطيع أن يحميهم من العنصرية، بكل تأكيد لا”.

وأضاف، أن “البابا غير قادر على إيقاف هجرة المسيحيين من العراق، فالمسيحيون مستمرون في الهجرة من البلاد باتجاه أوربا وأمريكا واستراليا”.

وأشار صليوا إلى أن “المسيحيين في العراق ما زالوا يفكرون بالهجرة وينتظرون الفرصة المناسبة، فهم يعيشون في خوف وقلق من الحكومات التي أعقبت عام 2003 بصفتها حكومات طائفية وعنصرية، ولا تشجع على المواطنة والتعددية”.

وستهبط طائرة البابا يوم الجمعة بعد المقبل في مطار بغداد الدولي، وبحسب مصادر حكومية عراقية تحدثت لـRT، فإن “البابا يرغب بأن تكون الطائرة التي تقله عراقية”.

ووفقا لذات المصادر، فإن “أجهزة أمنية إيطالية انتشرت وراقبت منذ أكثر من أسبوعين المناطق التي سيتواجد فيها البابا، لتأمين زيارته”.

وتختلف فتاة مسيحية من ناحية برطلة في محافظة نينوى تعمل في المجتمع المدني، مع ما ذهب إليه السياسي المسيحي جوزيف صليوا، ورأت أن “زيارة البابا هي فرصة لدعم المسيحيين في البلاد، وهي خطوة موازية لما يقوم به المسلمون من تضامن مع بعضهم وحصولهم على دعم من دول أخرى يقوي وجودهم في العراق”.

الفتاة التي رفضت ذكر اسمها قالت لـRT: “نأمل أن تكون زيارة البابا فرصة لعودة أهلنا من الخارج والضغط على الحكومة العراقية لتوفير حماية للمسيحيين وإيجاد تشريعات تنصفهم. زيارة البابا فرصة كبيرة وأنا أنتظرها، وسأحضر القداس في أربيل بوجود البابا”.

وهذه هي الزيارة الأولى للبابا خارج الفاتيكان منذ نوفمبر 2019 عندما زار اليابان وتايلاند ثم توقف بعد ذلك بسبب فيروس كورونا والإجراءات التي اتبعت للحد منه.

المصدر: RT

Shares