عبدالعزيز: معركة اعتماد الحكومة هدفها عدم إجراء انتخابات 24 ديسمبر

ليبيا – اعتبر عضو المؤتمر العام السابق عن حزب العدالة والبناء عضو جماعة الإخوان المسلمين محمود عبد العزيز أن المعركة التي تحدث حاليًا بشأن اعتماد الحكومة لها هدف واحد، وهو عدم إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، مشيرًا إلى أن أي شخص يتحدث غير ذلك يكون من باب ذر الرماد في العيون.

عبد العزيز قال خلال استضافته عبر برنامج “بين السطور” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني أمس الإثنين وتابعته صحيفة المرصد: إن هناك أشخاصًا لا يريدون إجراء الانتخابات، ومنذ اتفاق الصخيرات أي ما يقارب الـ 5 سنوات يعيشون الرفاهية ويمارسون الفساد والنهب، علاوة على التلاعب بالاعتمادات، بحسب تعبيره.

وعلق على تقرير الأمم المتحدة والفساد قائلًا: “الفساد جريمة لا يمكن تبريرها ولا يمكن الوقوف معها والسكوت عنها، هذا كله إذا قالوا أن همهم الفساد، لا تقنعني أن عقيلة صالح يريد أن يحارب الفساد، وإن كنت تريد أن تقنعني إما أنت عبيط أو تظن أنني عبيط. في ميزانية لمدينة درنة 460 مليونًا، عقيلة صالح جاء لعميد درنة قال له: حول لي منها 50 مليون دينار ليبي. هل عقيلة صالح يريد محاربة الفساد؟ أتمنى من النائب العام فتح تحقيق بهذه الواقعة وأنا مستعد للمثول أمامه”.

وأضاف: “لو نجحت قائمة عقيلة صالح التي وقفنا ضدها بكل مجهودنا لكي لا تنجح لأن عقيلة اختزل مجلس النواب في شخصه، لما وقف أمام لجنة الـ75 وقال: سنحرص على إجراء الانتخابات إذا توفرت الشروط، المسؤولون عن إرباك المشهد الآن لو حدثت الانتخابات بكل تأكيد سيحاكمون، ولن نسكت عن هذه الحقوق، وأصر أن من تولى السلطة بعد 17 فبراير يجب أن يحاكموا وأولهم محمود عبد العزيز، بالتالي ليس من صالحهم أن تقام دولة وتجرى الانتخابات”.

وتابع: “الساذج والبسيط هو الذي يقول إن المجتمع الدولي يريد استقرارًا وديمقراطية، تأتي بمخلصين يقودون البلد نحو النماء والسيادة ويعيش الشعب بثرواته على أرضه كما يريد ويليق به، المجتمع الدولي ليس لديه مانع في الديمقراطية الشكلية ولكن يريد تُبّع، مصلحة فرنسا مثلًا أن يموت الآلاف، الفرنسيون بحملة حفتر على طرابلس متوقعين ضحاياهم 250 ألف أنسان، هؤلاء يفكرون بهذه العقلية الاستعمارية القذرة لا باستقرار ليبيا”.

كما نوّه إلى أن المؤامرة كبيرة على البلاد وهناك من لا يريد الاستقرار لها، بدليل ما يصدر من تسريبات تفيد بدعوة عقلية صالح لتأجيل جلسة منح الثقة للحكومة إلى تاريخ 18 مارس، على حد قوله.

وأردف: “المجتمع الدولي يدرك من الصادق والقوي والمرتشي والفاسد، لكن كل المعاني لا تمثل شيئًا عند الغرب وما يهمهم سمعنا وأطعنا. هل تريدون عقيلة صالح أن يخرج ويقول أنا فعلت وفعلت؟ هذا ليس من المعقول. قضية أموال معتصم القذافي في مالطا قضية تدينه، وهناك ليبيون أتوا لمالطا لينهبوها، ويأتي شخص يقول أين أموال القذافي؟ الآن هناك طفل أو طفلة هولندية تجري وتقول هذه فلوس والدي؟”.

وأوضح أن من عطل الحياة السياسية في ليبيا لا يريدون إجراء الانتخابات وما زال لديهم طمع، مضيفًا: “النفط المهرب رزق الناس، والباخرة التي تهرب من المنطقة الشرقية لم تخرج المؤسسة الوطنية للنفط بتصريح وتقول: هذا خطأ ليس مهربًا، وما صرف على سفريات عقيلة والسراج لم تصرف بعهد القذافي في 42 سنة، ومن العار مقارنة البرلمان الذي رئيسه عقيلة صالح بالمؤتمر الوطني”.

عبد العزيز تطرق خلال حديثه إلى المظاهرات التي خرجت في البيضاء وشعارها “لا للتمديد” قائلًا: “الناس هذه والآلاف التي خرجت بعد سنة من المؤتمر أين هي؟ هل هم في البيضاء؟ هل الوضع اليوم أسوأ من عام 2013؟ هل ما تعيشه البيضاء اليوم والمنطقة الشرقية وليبيا أسوأ من ذلك الوقت؟ بإجماع الأمة الليبية أجمل سنتين عاشها الليبيون هي 2012/2013، ماهي الروح التي أخرجت هؤلاء للشارع ليطالبوا بإنهاء ولاية المؤتمر الوطني والآن يصبرون على القتل والحروب؟”.

واستطرد حديثه: “أتحداكم أن أي عضو من المؤتمر الوطني أخذ أراضي ليست من حقه أو نهب أموالًا، وأنا متأكد أن الكثير من أعضاء المؤتمر في بنغازي وضعهم أسوأ مما كان قبل عضويتهم في المؤتمر. اليوم إما أن تخرجوا وتقولوا كلمتكم أو الحال سيستمر. أين هم هؤلاء التنسيقية؟ مؤسسات المجتمع المدني التي تأخذ مساعدات الآن أين هي؟ المؤتمر لم يجد من يحميه، إذا الشعب الليبي أراد أن يتخلص من الطغمة السياسية الموجودة في المشهد الآن وتريد أن تستمر لأطول فترة ممكنة عليه الخروج للشارع في الساحات والاعتصام، والأحرار الذين شاركوا في ثورة فبراير ويحلمون بالدولة المدنية وفقدوا زملاءهم وأحبابهم في الثورة عليهم أن يعتصموا في الميادين، ونسميها تنسيقية إنقاذ ليبيا من هذه الطغمة السياسية”.

كما زعم أن عقيلة صالح ينفذ مخططات ليستمر أطول فترة ممكنة وقاعدة السراج ومن معه هي ألا تبنى ولا تقوم الحكومة إن لم يكونوا فيها، مشدداً أنه لا يمكن اسكات والجام عقيلة صالح والسراج وغيرهم إلا من خلال الخروج في الميادين والاعتصامات وعدم قبول وجود قوات أجنبية على الأراضي الليبية إلا باتفاقيات تنص على ذلك.

وأكمل: “75 شخصًا كيف حدثت (الدوشة) عليهم واختارتهم ستيفاني وليامز، مرتشٍ أم غير مرتشٍ، من الذي سيحاسبهم ومن اختارهم؟ الآن الوكالة الفرنسية خطر على بالها أن تخرج بالتقرير؟ من خلال خبرتي ليس لهم هم إلا عرقلة الانتخابات، الجميع اليوم يضع العصي في العجلات، والليبيون يتابعون على الفيس بوك وأيديهم على خدهم وينتظرون ماذا يفعل بهم عقيلة صالح”.

وتساءل: “أين الحركات الشعبية والاعتصامات؟ اخرجوا بتنسيقيات وخيم وأسقطوا كل هذه الأجسام من أجل مستقبلكم ومستقبل أولادكم، على الأقل سجلوا موقفًا في التاريخ. تونس من أجل محكمة دستورية عرقلها المجرمون خرجوا في مظاهرات. تيار يا بلادي والمكاتب الـ 60 التي فتحت يجب الإشراف على الاعتصامات في الميادين وبشكل سلمي، أما باقي الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني فأين هم مما يجري؟ هناك مشكلة واحدة تحتاج ثورة وهي مشكلة الخارجية والفساد الذي فيها، وكذلك الأمر بالنسبة لوزارة المالية والصحة. أكبر عار أن أبو مطاري الذي أصدر السجل التجاري بالمخالفة ما زال موجودًا في المشهد وعلي العيساوي تم استبعاده لأنه لم يقبل أن يصدر سجلًا تجاريًا لفيصل قرقاب”.

وبشأن إغلاق الطريق إلى بنينا من قبل من أسماهم “جرحى حفتر” قال: “هؤلاء جرحى أغلبهم من جرحى العدوان على طرابلس، وللأسف في الفيديو سب لأهل غرب ليبيا، هم يحملون حقدًا عير عادي، ولست متعاطفًا معهم؛ لأنهم جاءوا لبيوتنا حرقوها ودمروها”.

كما تطرق لملف قطاع الصحة خاصة توفر لقاح كورونا في ليبيا قائلًا: “لقاح كورونا وبعد تدخل الأشخاص الخيرين ستصل كميات منه إلى البلاد”.

وإدعى في ختام حديثه أن من وصفهم بـ””الاستخبارات السعودية” منتشرون في ليبيا الذي يتطلب -بحسب قوله- وقفة مجتمعية من المجتمع بالكامل، متهمًا إياها بنشر المدارس الوهابية المدخلية التي ستتحول لداعش ومفخخات للقضاء على الدين الوسطي، متوجهًا بنداء للنائب العام والمخابرات الليبية والأجهزة الأمنية وكل من يعنيهم الأمر لإنقاذ مستقبل ليبيا، بحسب تعبيره.

Shares