المرعاش: السراج يراهن حالياً على أمر واحد وهو فشل الحكومة في الحصول على ثقة البرلمان

ليبيا – علق المحلل السياسي كامل المرعاش على زيارة وزير خارجية الوفاق محمد سيالة ولقاءه نظيرة المصري وهدف السراج من هذه اللقاءات معتبراً أن السراج كان صامتاً حتى عقد اجتماعات جنيف ومستمر في صراعه مع فتحي باشاآغا في ذلك الوقت لأنه كان يتوقع نجاح قائمته بالتالي قام بفعل المستحيل لمنع نجاح هذا الثنائي الذي يعتبره غريمه الأول.

المرعاش قال خلال مداخلة عبر برنامج” غرفة الأخبار” الذي يذاع على قناة” الحدث” وتابعتها صحيفة المرصد إن الصورة الآن اختلفت خاصة عقب ظهور النتيجة في جنيف والتي لم تكن متوقعة بالتالي السراج يراهن حالياً على أمر واحد وهو فشل الحكومة في الحصول على الثقة من البرلمان.

وأشار إلى أنه لدى السراج العديد من النقاط التي يمكن أن تؤيد هذا الرهان الذي وضعه بالتالي متحفظ ولم يتكلم ويعلق إلا مؤخرا عندما شعر أن المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة الجديد بات يتواصل مع الوزارات والمؤسسات لأنه شعر حينها بالخطر وأصدر البيان الذي يمنع المؤسسات والوزارات من التواصل مع رئيس المجلس الرئاسي والحكومة الجديد.

وأضاف: “مصر كما نعرف دولة فاعلة وتدخل في وضع حل الأزمة في ليبيا ما ينتظره السراج من مصر أنه في حال عدم اعطاء الثقة للحكومة الجديدة أن تدعم بقاءه للانتخابات كما يزعم وعرض على مصر الكثير من الوعود وقبله ذهب الدبيبة وأغرى مصر بإغراءات كبيرة جداً مقابل طلب سياسي سخيف ما كان لرئيس حكومة أن يطلبه من مصر وبالأخص في هذه الظروف ولا أريد أن أفصح عنه فالأيام القادمة ستبين ما طلبه الدبيبة من مصر مقابل وعودها”.

كما تابع: “السراج يراهن على فشل الحكومة وذهب لأبعد من ذلك. إن لم تفشل الجلسة سيفشل التصويت لإعطاء الثقة للحكومة ومنذ الآن هناك من يحذر احالة مسألة اعطاء الثقة لملتقى الحوار وهناك من يستعد للطعن فيه قانونياً”.

وبشأن لقاء وزيري خارجية ايطاليا وفرنسا للتباحث في الشأن الليبي علق قائلاً: “أوروبا مادام أن الولايات المتحدة هي من تقود الملف سيكون لها دور جانبي، أوروبا شهدت انقسام كبير حول الملف الليبي وحاولت فرنسا الانخراط في الملف لكن لم تنجح، اوروبا في كل سياساتها تجاه ليبيا وبالأخص فيما يتعلق بمسألة الهجرة الغير شرعية والتدخل التركي وفشل عملية ايريني التي لا زالت ماثلة للأذهان، الأوروبيين يتعاملون بحذر ويتركون الفرصة للولايات المتحدة لتنفذ التسوية وهذا الدور ما زال مساعد وليس فاعلاً وهذه التسوية فرضتها اختطاف الملف من قبل الأمريكيين هم الذين وضعوا الأوروبيين على مستوى واحد وهو غير فاعل الدور الألماني أقرب لمساعدة الدور الأمريكي أما فرنسا حاولت عبر مبادرات مختلفة وحتى ايطاليا أن تساعد في حل الملف الليبي لكن المنافسة افسدت الجهود الأوروبية”.

وأكد على أن الإدارة الأميركية لم يمضي عليها الـ 100 يوم الأولى وهي مهتمة أكثر ربما بملفات ذات أولوية لكن الملف الليبي ليس من ضمنها مع العلم أن الدور التركي في ليبيا مرتبط بدور تركيا في الحلف الأطلسي، مضيفاً” أول مذكرة تفاهم فكرت فيها تركيا توقيعها مع ليبيا مذكرة التفاهم البحرية التي رسمت فيها الحدود ووضعت تركيا دولة شاطئية مع ليبيا واتفاقية امنية هدفها حماية أطرافها غرب ليبيا”.

وفيما يتعلق بجلسة مجلس النواب في سرت شدد على أن هناك أطراف في مجلس النواب ونواب لا يريدون اعطاء الثقة للحكومة وحاولوا ابتزاز رئيس الحكومة من أجل أن يكون لهم مناصب وإذا لم يجدوا من رشحوه سوف يستخدمون كل الحيل لعدم منح الثقة للحكومة بالإضافة لحكومة السراج التي لا تريد أن ترى الحكومة النور وألا تحصل على الثقة بالتالي كل هذه الأطراف ليست من مصلحتها اعطاء الثقة للحكومة أما بالنسبة للدول فليس هناك أطراف خارجية أبدت معارضتها إلا بعض الدول التي ربما افصحت من البداية عن موقفها من الحكومة بحسب قوله.

كما تابع:”ايطاليا التي كانت تتواصل مع السراج ربما كان لديها رأي آخر أنه مادامت الفترة ليست طويلة ليبقى فائز السراج، بعض التسريبات تقول إن  فرنسا ربما تسير في نفس الاتجاه لكن هذه الدول ليس لها تأثير في هذه المسألة، التأثير الحقيقي هم النواب والجدل العقيم أين تقام الجلسة وجدول الأعمال وغيرها، هناك استهداف لرئاسة البرلمان مقابل إعطاء الثقة للحكومة وهذا هو المشهد والابتزاز الذي سمعنا عنه”.

ونوّه إلى أن السراج يراهن بشكل كبير على فشل الحكومة في نيل الثقة وهو يراهن على عدم عقد جلسة، لافتاً إلى أن النواب المنشقين في طرابلس من حركهم من طبرق للعاصمة هي الرشاوي التي أعطاها السراج لهذه المجموعة المسؤولة عن العرقلة الحالية.

واختتم حديثه بالقول: “هناك منهم من كان يهاجم مجلس النواب ورئاسته كيف بين يوم وليلة وجدناهم في طرابلس ولهم امتيازات؟ بالتأكيد حكومة السراج وراء كل هذا فهي لا زالت تسيطر على الأموال الليبية وهذا كافي جداً. السراج يشتغل مع نفس المجموعة والمتمثلة بالنائب سيالة المنسق مباشرة مع السراج في كل ما يتعلق بالبرلمان ومنح الثقة للحكومة بالتالي عندما يراهن السراج على بقاءه فله أدوات رغم أنه كان عليه ضغوطات كبيرة من أمريكا للخروج من المشهد”.

Shares