الدبيبة لـ مجلس النواب: لا تفوتوا فرصة توحيد مجلسكم وتمكين الحكومة من مباشرة مهامها الصعبة

ليبيا – دعا رئيس الحكومة المكلفة عبد الحميد الدبيبة مجلس النواب إلى ألا يفوتوا فرصة توحيد المجلس بملتقاهم، وإلى تغليب مصلحة الوطن على كل الحسابات الخاضة والضيقة، وتمكين الحكومة من مباشرة مهامها الصعبة على الفور.

الدبيبة طالب في كلمته التي تابعتها صحيفة المرصد بعدم ترحيل نيل إجراء الثقة إلى مرحلة أخرى، ما يسبب عرقلة المسار الانتخابي الذي أوصت به مخرجات جنيف، وحرمان الشعب الليبي من الوصول إلى انتخابات حقيقة ونزيهة.

وأشار الدبيبة إلى أن آلية الحوار بملتقى جنيف فرضت على جميع من قبلوا بهذه العملية أن مخرجات الحكومة والخارطة السياسية يجب ألّا تستثني أحدًا، وبذلك كانت الحكومة في شكلها الحالي من حيث عدد الوزراء والمحاصصة الجغرافية أو الجهوية والتي يكون فيها الصانع مكرهًا لا بطلًا، على حد تعبيره.

https://www.facebook.com/ObservatoryLY/videos/850694275513087/

 

وإلى نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

عليه توكلت وهو رب العرش الكريم

إلى أبناءِ شَعبِنا الكريمِ، شِيبًا وَشبَابًا، نساءً ورجالاً، شرقًا وجنوبًا وغربًا، أتحدثُ لَكم اليومَ انطلاقًا من شُعورِي العميقِ بالمَسؤوليةِ أمامكم، ونحنُ تَفْصِلُنَا أوقاتٌ قليلةٌ، قبلَ أن تَتَمَكَّنَ الحكومةُ الجديدةُ من العملِ ومُباشرةِ مهامِهَا، وتوقِفَ تمديدَ الأزمةِ وترحيلَهَا مرةً أخرى.

أتحدثُ إليكم وأنا أرى بعينِي الحُكومةَ الجديدةَ تعملُ كجيشٍ من الخَدَمِ لهذا الشَّعبِ العظيمِ، تعالِجُ أزمةَ الكهرباءِ ضِمْنَ مَا تَعَهَّدْتُ بِهِ زمنيًا، وَتُحَرِّكُ عجلةَ الاقتصادِ، فَتَنْتَهِي أزمةُ الطوابيرِ أمامَ المصارفِ، وقبلَ كُلِّ ذَلِكَ أرى الليبيينَ بانتظام يَتَلَقَّوْنَ لَقاحَ كورونا كمَا يليقُ بهم وبكرامتِهم.

دعونِي أتحدثُ لكم بصراحةٍ وشفافيةٍ تامةٍ؛ لم يكن مسارُ تشكيلِ الحُكومةِ بالأمرِ الهَيِّنِ وَالسَّهْلِ، بل كانَ أصعبَ من صعودِ الجبالِ الشَّاهقةِ، تَعثراتٌ وحُفَرٌ، لكنه في النهايةِ صعود نحوَ القمةِ بلاَ شَكَّ.

لم نخترِ الواقعَ المريرَ شديدَ التعقيدِ الذي يشكلُ الحالةَ السياسيةَ اليومَ؛ فمسارُ تشكيلِ الحُكومةِ تَضَمَّنَ جُهودًا مضنية للحصول على الأفضل، فالأزمةُ اليومَ هي أزمةُ صراعٍ وحربٍ، أزمةُ ثقةٍ ومشاركةٍ، أزمةُ قَبُولٍ وتأييدٍ ودعمٍ تَطَلَّبَتْ الواقعيةَ والاستيعابَ.

عندما اخترْتُ خوضَ هذه التجربةِ، لم يكن خَافِيًا عني مَشَاقُّ السيرِ فِي هذا الطريقِ، وإن كانَ قصيرًا، وأدرِكُ جيدًا عوائقَهُ، وأنه غيرُ مَفْرُوشٍ بِالوُرُودِ.

مَنْ مِنَّا لا يعرفُ أَنَّ من هُمْ بالمشهدِ السياسِيِّ وبالأجسامِ المُتنوعةِ المَوْجُودَةِ على أرضِ الواقعِ، يتنوعون سياسيًا وفكريًا بينَ فبراير وسبتمبر، والكرامةِ ورافضِيها، وبينَ أيديولوجياتٍ مُتقاربةٍ ومُتَبَاعِدَةٍ، وكلُّ ذلكَ ليسَ من صَنِيعتي وإن كَانَ لِي فَهمي وفِكري المُسْتَقِلُّ.

ولكن طالمَا أنني قَبِلَتْ أَنْ أخوضَ المعترك السياسي؛ كان لا بدَّ أن أُرَاعِيَ التوازنَ المَعْقُولَ، الذي يُخْرِجُ بَلَدِي من أزمتها، وينقلَهَا إلى بَرِّ الأمانِ، ويُوقفَ حالةَ التمديدِ للأزمةِ.

ليسَ خافيًا عَلَى كُلِّ عاقلٍ أنَّ آليةَ الحوارِ بمُلتقى جنيف، فرضَتْ على جميع من قَبِلُوا بهذه العملية، أَنَّ مخرجات الحكومة والخارطة السياسية يجبُ ألّاَ تَسْتَثْنِيَ أحدًا وبذلك كانت الحكومة في شكلها الحالي من حيث عددِ الوزراءِ وَالمُحاصصةُ الجغرافيةُ أو الجهويةُ والتي يكون فيها الصانِعُ مُكْرَهًا لاَ بطلاً، وخلوني نخاطبكم بصراحة، باش ما تواجهش الحكومة عدم منح الثقة ويتعرقل المسار السياسي ونزيدو من عمر الأزمة اللي بلادنا عايشتها توا من سوء في المعيشة وانهيارٍ اقتصادِيٍّ وضياعٍ للسيادَةِ الوطنِية.

لقد تقابلْتُ معَ الجميعِ، ناقشْت اِسْتَمَعْتُ واستوعبْتُ، وفي النهاية قدمت أفضلَ ما يمكِنُ وَفْقَ المُعطياتِ سالفةِ الذكرِ.

أناشدُ من خلالكم أعضاءَ مجلسِ النوابِ أَلاَّ يُفَوِّتُوا فُرصةَ توحيدِ المجلسِ بِمُلْتَقَاهم، وأن يُغَلِّبُوا هذه المَرَّةَ مَصلحةَ الوطنِ على  كُلِّ الحِسَابَاتِ الخاصةِ والضيقةِ، وتمكينَ الحُكومةِ من مُباشرةِ مهامِّهَا الصَّعبةِ عَلَى الفورِ، وعدمَ ترحيلِ إجراءِ نيلِ الثقةِ إلى مرحلةٍ أخرى، وَ بالتالِي عَرْقَلَةُ المسارِ الانتخابِيِّ الذي أوصَتْ بهِ مُخْرَجَاتُ جنيف وَ حِرْمَانُ الشَّعبِ الليبي من الوصولِ إلى انتخاباتٍ حقيقةٍ و نزيهةٍ

إِنَّ مَنْ لَهُ فُسْحَةً فِي الزَّمَنِ وَرَاحَةً فِي البالِ، ليسَ كحالِ المُوَاطِنِ البسيطِ؛ فالتعطيلُ والإطالةُ والتمديدُ،خَصَمَتْ من عُمُرِ شَعْبِنَا وَزَادَتْ من مُعَانَاتِهِ.

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته

 

 

 

Shares