تقرير بريطاني: رائدة أعمال ليبية تنجح في خلق مشروع واعد في ليبيا

ليبيا – تناول تقرير ميداني أعده معهد صحافة الحرب والسلام البريطاني قضية رائدات الأعمال الليبيات ممن وجدن بالمعهد مشجعًا ومعاونًا بهدف إدارة أعمالهن.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد، نقل عن رائدة الأعمال الليبية سعاد العربي ذات الـ52 عامًا تجربتها في إدارة شركة لاستخراج الزيوت الطبيعية في مدينة الخمس، التي تتمحور حول مبدأ وجوب قيام النساء الراغبات في إطلاق مشاريعهن الخاصة باتخاذ الخطوة الأولى والتصريح بذلك.

وأضافت العربي أن من المهم المحاولة؛ لأن النجاح يحتاج إلى المثابرة، وإذا كانت المرأة تؤمن حقًا بمشروعها فإنها ستنجح بالتأكيد، والفشل ليس النهاية أبدًا بل بداية النجاح مشيرة إلى مشاركتها في العام 2018 بمشروع “المستثمر المغامر” الذي نظمته مجموعة “من أجلك ليبيا” الممول من المعهد والحكومة البريطانية.

وأوضحت العربي أن تدريبات المشروع تمحورت حول ريادة الأعمال، مع تضمينها زيارات ميدانية للمصانع والشركات الصغيرة في ليبيا، والمشاركة في مسابقة مع رائدات أخريات بدأن بمشاريع صغيرة لتحفيز المتدربات، ليصار بعد 9 أشهر من التدريب إلى صناعة المشاركات لمنتجاتهن أو خدماتهن.

وأكدت العربي أن مجموعة “من أجلك ليبيا” نظمت معرضًا لتسويق منتجات وخدمات المتدربات عبر عرضها على المجتمع وتلقي التعليقات عليها، ليعقب ذلك إنشاء مشروعها الخاص الذي تعود قصته إلى بضع سنوات؛ حيث قضت 18 شهرًا في ألمانيا، وكان لديها صديقة تعمل في مجال النباتات العضوية.

وأضافت العربي أنها كانت حاضرة مع صديقتها في عدة ورش عمل بينت ضرر المنتجات الكيميائية، وكون نظيرتها العضوية بديل جيد لها، لمعت الفكرة في ذهنها وحاولت إنشاء وتوظيف فريق يدعمها، مؤلف من صيدلي مختص في النباتات الطبية، ومحاسب، ومستشار قانوني، ومهندسين لصيانة معدات الضغط والتقطير البارد.

وأشارت العربي إلى توظيفها 9 موظفين دائمين منهم 4 نساء؛ فضلًا عن تواجد 17 إلى 20 من الموظفين الموسميين جلهم من النساء، ليتولى الرجال مهام مندوبي المبيعات في المناطق النائية؛ لأنهم مسؤولون عن التوصيل، مؤكدة وجود خدمة ما بعد البيع وخدمات الاستشارات الطبية ووفق حاجة الزبون.

وبينت العربي قيامها بتقييم متطلبات العملاء وإجراء علاج شخصي لهم بعد أن تم شراء الأجهزة من تركيا بجودة عالية يمكن استخدامها للأغراض الطبية أيضًا، متطرقة إلى تشجيع مجتمعها لها مع بداية مشروعها، لا سيما بعد أن أسهمت التعليقات الإيجابية والتشجيعية في تعزيز ثقتها في الاستمرار في تنفيذ المشروع.

وخصت العربي بالشكر زوجها وشقيقها، فمن دونهما ما كان لها أن تحقق مشروعها؛ إذ بدأت التدريبات في الساعة الـ8 صباحا لتنتهي أحيانًا في الساعة الـ11 مساء، فضلًا عن زيارة مصانع وأماكن لمعرفة آليات العمل؛ إذ لا يمكن لأي إمرأة القيام بذلك من دون دعم الزوج والأخ في ظل ظروف الحرب وانعدام الأمن.

وأضافت العربي أنها شاركت في العديد من المسابقات الوطنية والدولية منها تمثيل ليبيا في سبتمبر من العام 2020 في الجائزة الخيرية للمرأة في إفريقيا، مستذكرة تدهور الأمن في العاصمة طرابلس خلال العامين 2019 و2020 الذي مثل كارثة بالنسبة لها؛ لخوفها على أجهزتها التي كلفتها الكثير وليس من السهل الحصول عليها.

واستدركت بالإشارة إلى أن عملها لم يتوقف خلال الحرب رغم المخاطر بفقدانه في أي لحظة والتأثيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، مبينة أن شحة السيولة النقدية أثرت على توظيف الأشخاص الذين لا يمكن توظيفهم من دون خلق نقد لدفع أجورهم لهم، فالتحويلات والشيكات لا تعمل.

وبشأن تأثيرات تفشي وباء كورونا أكدت العربي أن هذا لم يؤثر على عملها بشكل كبير لوجود خدمات عبر الإنترنت وموقع الويب ومندوبي المبيعات؛ فهي حتى اللحظة لم تفتح متجرًا ولم تقم بعمليات التعاقد مع الصيدليات والمتاجر عبر الإنترنت، مشيرة إلى أنها تفكر بالتقاعد من عملها الحكومي والتفرغ لمشروعها.

وأضافت العربي أن مشروعها يسير بشكل جيد، ما يعني أن البقاء في عملها الرسمي في مجال البحث والاستشارات في المختبرات ومصارف الدم والتدريس في الجامعة لا داعي لها، ويجب أن يتم خلق وظيفة لخريج جديد، لا سيما وأنها تحاول الدخول إلى السوق الأوروبية لتصدير زيوت الزعتر وإكليل الجبل العطرية.

ترجمة المرصد – خاص

Shares