الجارح: وجود قوات أجنبية يعطي أطراف خارجية القدرة على المناورة على الأرض وبداية حرب جديدة

ليبيا – رأى الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح أن الأوروبيين وضعهم في ليبيا أضعف من الأطراف الإقليمية الأخرى الأكثر نفوذًا وأكثر قدرة على المناورة، ولذلك سارعوا في الذهاب إلى طرابلس واللقاء بالسلطة التنفيذية الجديدة في محاولة منهم للتأكيد على مصالحهم في الملف الليبي، ولكن هذا لا يعني أنهم قادرين على استعادة زمام المبادرة. مع ملاحظة أن السلطة التنفيذية الجديدة قامت بزيارات خارجية محددة (القاهرة، وانقرة، وباريس)، على الرغم من دعوات الزيارة وجهت من عدة عواصم.

الجارح وخلال مشاركته في برنامج “البلاد” على “218NEWS” أمس الثلاثاء أشار إلى أن هناك مسألتين مهمتين في ليبيا والتي من الممكن أن تؤكد على شرعية أي سلطة قائمة، الأولى تتعلق باحتكار الدولة للعنف والسلاح، والأخرى تتعلق بالثروات ونظام الحكم ولكن بحكم أن السلطة التنفيذية الجديدة مدتها قصيرة لذلك هي لن تستطيع معالجة ملف المجموعات المسلحة بشكل جذري. يمكنها أن تضع الأساسات لمسألة السلاح والمجموعات المسلحة وملف المصالحة.

وأوضح الباحث السياسي أن وجود القوات الأجنبية يعطي أطراف خارجية القدرة على المناورة على الأرض، والقدرة على بداية حرب جديدة وقيادة عمليات أمنية لزعزعة الاستقرار في حالة أن مصالحها في ليبيا تعرضت للخطر.

وتابع الجارح في حديثه بالقول: “أيضًا وجود هذه المجموعات المسلحة الخارجية يمنحهم القدرة على السيطرة على ملفات مهمة جدًا للأوروبيين مثل ملف الهجرة والإرهاب وأمن الطاقة. وجود هذه الأطراف التي هي موجودة في صدام مباشر مع دول الاتحاد الأوروبي قد تمكنها من توظيف ليبيا كورقة ضغط على دول الاتحاد الأوروبي للحصول على أي نوع من التنازلات، والأهم أن تواجد هذه الأطراف عسكريًا على الأرض يمنحها ميزة عن تلك الدول غير الموجودة على الأرض”.

Shares