الروياتي: الوضع في ليبيا هش وفوضوي وليس هناك قدرة كاملة للسيطرة على الانتخابات

ليبيا – قال القيادي في مدينة مصراتة الناطق باسم المركز الإعلامي لـ”عملية البنيان المرصوص” التابعة للرئاسي أحمد الروياتي إن عودة نشاط اللجنة القانونية التابعة للجنة الـ75 هو تأكيد على أن الولايات المتحدة مصرة للذهاب للانتخابات نهاية العام.

الروياتي أكد خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “ليبيا بانوراما” أمس الأربعاء وتابعتها صحيفة المرصد أنه لا شك بأن المتحرك الرئيس في المعادلة الليبية على المستوى الدولي والذي نشّط كل المعادلة بعد تجمد العمليات الحربية في سرت والجفرة لأكثر من سنة هي الولايات المتحدة، والتي انتهت لمسار سياسي بقيادة ستيفاني وليامز ومجلس تنفيذي.

وأضاف: “كنا نعتقد أنه سيهمل ملف استكمال الاستحقاقات في الوصول لانتخابات، لكن كما هو ظاهر من حراك السفير الأمريكي ووزير الخارجية الأميركي، هما يصران على استكمال هذا الاستحقاق، بالتالي ضغطا تجاه القيام بهذا العمل عبر اإعادة احياء اللجنة القانونية التابعة لـ 75 للضغط على مجلسي الدولة والنواب، إما لاستكمال استحقاقاتهما المنوطة بهما وربما الضغوطات تأتي أُكلها”.

وأكد على أن اللجنة القانونية استشارية معاونة بالتالي لن تستطيع خلق قاعدة وتفرضها في واقع الحال؛ فهي تحتاج لاعتماد من البرلمان ومجلس الدولة، بالتالي هذه خطوة جيدة لمحاولة تحريك المياه الراكدة حتى لا يفوت الزمن على هذا الاستحقاق، خاصة أن رئيس المفوضية العليا للانتخابات خرج في العديد من اللقاءات يتحدث بشكل متناقض أربك معادلة تنفيذ الأبجدية إذا ما استكمل الاستحقاق في خلق القاعدة، بحسب قوله.

وأشار إلى أنه منذ انطلاق بداية الحوار السياسي وتشكيل ما يعرف ب لجنة الـ 75 كان هناك طرف متمسك بضرورة الذهاب لانتخابات مباشرة في حال وجود الرغبة بتعديل المعادلة السياسية، لافتًا إلى أنه كان من المتمسكين بأن تكون هناك مرحلة تمهيدية تتوحد فيها المؤسسات، وفترة زمنية يمكن أن تطمئن الشارع وتبعد حالة الاستقطاب الحاد، حتى تكون هناك انتخابات حقيقية.

كما تابع: “أتمنى ألا يكون هناك استعجال في الانتخابات، لكن لجنة الـ 75 وفي أثناء مسار التسوية السياسية أولى النقاط التي بدأتها توافقت أن تكون الانتخابات بعد سنة، وانطلقوا بعد ذلك واستكمل المسار. اليوم نحن أمام أمر واقع، سلطة تنفيذية موجودة والزمن قصير، والواقع إذا قلنا أننا لا نريد انتخابات كنا كمن يعارض عودة الشرعية للشارع. رغم مخاوفنا سنتمسك بالمسار الذي ارتضاه الأغلبية رغم عدم معرفة الشارع بخفايا ماذا سيحصل والإشكاليات التي ستحدث إن تمت الانتخابات مبكرًا، لكنه يظل الخيار الأنسب لعودة الشرعية للشارع وإنهاء حالة الانقسام”.

ونوّه إلى أن الولايات المتحدة تحتاج لسلطة أكثر شرعية من السلطة المشكلة عبر لجنة الـ 75 التي يشكك الكثيرون في شرعيتها، وأكثر قوة تستند شرعيتها من الواقع من أجل استحقاقات مهمة، وأهمها أن الولايات المتحدة أصبحت تقبض على الملف الليبي بنفسها ولم تعد تتركه للوكلاء؛ لأنها تريد أن تعالج قضايا معينة في ليبيا أهمها قضية الفاغنر، ما يعطي المبرر لتقدير استعجال امريكا تجاه الانتخابات.

ورأى “أن ليبيا تعيش حالة مأسوية نتيجة انقسام الأجسام الموجودة، ولا شك أن انتخابات مستعجلة وغير مرتب لها ستكون غير نزيهة ولا شك أن الانتخابات في حالة الاستقطاب والعدائية الحادة لن تؤتي بالنتيجة المرجوة، أما الانتخابات القادمة ستعطي حالة من التركيبة الليبية وتركيبة الصراع ما بين تيار الكرامة والتيارات الاسلامية وتيار الثوار المدنيين وتيار الخضر الذين سيكونون شركاء بقوة المرة القادمة، ودخلوا في لجنة الـ 75 وشاركوا في تأسيس المرحلة التمهيدية، ولا شك سيدخلون الانتخابات، من الصعب تقدير انتصار تيار على آخر، شخصيًا أرتضي بانتخابات حتى ببعض الشبهات من أجل ازالة الواقع السياسي الحالي الذي أزم المشهد”.

ولفت إلى أن الوضع في ليبيا هش وفوضوي، وتتداخل الدول فيه وليس هناك قدرة كاملة للسيطرة على الانتخابات بالمعنى الحقيقي، ولا شك أنها ستتأثر أو تخترق بشكل أو بآخر، مشيرًا إلى أن هناك اختلافًا ما بين فكرة أن تصبح الانتخابات مخترقة بالكامل وأداة لتمرير مشروع بحد ذاته، وما بين فكرة الاقتناع بما ستأتي به الانتخابات وفق التقسيمة الموجودة في ليبيا.

واختتم حديثه قائلًا: “الولايات المتحدة ترى أن استمرار المرحلة التمهيدية الحالية على نفس شاكلية استمرار المرحلة التوافقية إبان حكم السراج ستفضي لصراع أكبر لسنتين أو ثلاث، بالتالي تريد أن تلحق المشهد مستغلة الزخم الحاصل حول التوافق الليبي الجديد بعد الحرب، لإنتاج سلطة يمكن أن تخرج الاجسام الموجودة لعلها تكون أفضل”.

 

Shares