كم فيروسا يعيش داخلنا وكيف نستفيد من نشاطها؟

روسيا – الفيروسات هي قطع من الشيفرة الوراثية الحرة وليس بمقدورها أن تهدد الحضارة فحسب بل ربما تجلب لها فوائد لا نلاحظها.

وتمارس غالبية الفيروسات المعروفة نشاطها بشكل غير ملحوظ داخلنا على مدى تطور الحضارة.

وقد تحدّث ماتفيه كوروفين، وهو مساعد أستاذ في قسم البيولوجيا المجهرية في جامعة سيبيريا الحكومية للطب، لوكالة “نوفوستي” الروسية عن كيفية تعايش البشرية مع تلك الوحوش العديدة متناهية الصغر.

وقال إن الفيروسات لا تعد كائنات حية فحسب، بل جزءا من الشيفرة الوراثية الحرة. ومن أجل أن تتكاثر لا بد أن  تتوغل داخل الخلايا.

وتتميز الفيروسات بتنوع غير مسبوق. فيما يعجز العلماء عن قياس عدد الفيروسات التي تعيش في جسم الإنسان الصحي. إلا أن التقييمات التقريبية تقول إن عددها يقدر بـ400 تريليون فيروس، مما يزيد بمقدار نحو 10 أضعاف عن عدد البكتيريا التي تقطن فينا.

وتزن البكتيريا كلها التي تعيش داخلنا نحو كيلوغرامين، بينما لا يزيد وزن عدد الفيروسات الحية داخل جسمنا عن أجزاء ميليغرام.

وقد استطاع العلماء التعرف على كل أنواع البكتيريا تقريبا. فيما من الصعب تحديد أنواع الفيروسات لتحورها المستمر وظهور أشكال جديدة منها. وعلى الرغم على وجود عدد هائل للفيروسات فإن جزءا صغيرا منها فقط  يشكل خطورة على الإنسان.

وقال، كوروفين، إن الفيروسات تعد حيوانات مفترسة في عالم الجراثيم. ولولاها لكانت البشرية تواجه مشاكل كثيرة. أما الفيروسات الآكلة البكتيريا فهي كائنات تضبط عدد البكتيريا في كل الأنظمة البيئية، بما في ذلك في جسم الإنسان.

ولو اختفت الفيروسات في كوكبنا لتوسعت إحدى أنواع الجراثيم وقتلت أنواعا أخرى، الأمر الذي  قد يهدد المحيطات والبحار حيث تشكل البكتيريا 90% من كتلتها الحية التي تنتج نصف الأكسجين في كوكبنا.

وحسب العالم الروسي فإن الفيروسات الآكلة البكتيريا يمكن أن تساعد  الإنسان في بعض الأحيان في حال اكتساب البكتيريا قدرة على مقاومة المضادات الحيوية. وعلى سبيل المثال فإن فيروس GB غير الضار له علاقة يإبطاء تطور مرض الأيدز لدى المرضى الذين أصابهم.

ولاحظ العلماء أن الإنسان الذي يتوفر لديه فيروس GB يمتلك قدرة على مقاومة فيروس أيبولا.

ومضى العالم الروسي قائلا إن تاريخ البشرية مرتبط بنشاط الفيروسات التي تغير جينوم الإنسان، مع العلم ان جينات الفيروسات تعد جزءا من جينومنا. وتقوم الفيروسات بتحفيز نظامنا المناعي على التطور المستمر.

وقد خلق النمو غير المسبوق لعدد السكان من ملياري نسمة عام 1927 إلى 7.8 مليار نسمة عام 2021 ظروفا ممتازة لتطور الفيروسات التي تعيش داخل الإنسان. لذلك سيزداد عدد أنواعها في المستقبل. كما ستزداد معرفتنا عن كيفية الاستفادة من الفيروسات لمصلحتنا.

فيما يتعلق بالتنبؤ في أوبئة قد تندلع في المستقبل فإن هذا الأمر لا يزال، حسب كوروفين، مشكلة كبيرة بالنسبة إلى كل العلماء.

المصدر: نوفوستي

Shares