البنك الدولي: اقتصاد ليبيا سيتعافى جزئيًا خلال العام 2021

ليبيا – سلط تقرير جديد صادر عن البنك الدولي الضوء على تحديات كثيرة تواجه تطلعات ليبيا للتعافي وتجاوز ما تمر به منذ فترة من ظروف اقتصادية صعبة.

التقرير الذي تابعت وترجمت صحيفة المرصد خلاصته التي نشرها موقع “ميراج” الإخباري الأسترالي، أشار إلى أن مصير مسار البلاد في التعافي الاقتصادي سيظل مرتبطًا بالأمن والبيئة السياسية، فيما قد يؤدي تنفيذ الإصلاحات العاجلة إلى زيادة احتمالية نجاح الحل والتعافي.

وأوضح التقرير أن الاقتصاد الليبي يواجه تحديات كبيرة بما في ذلك الاضطرابات المتكررة في قطاع النفط والغاز وتجزئة مؤسسات الدولة والصراع المستمر، ناقلًا عن النشرة الجديدة الصادرة في ربيع العام 2021 عن المرصد الاقتصادي الليبي تأكيدها أن أداء الاقتصاد لمعظم العام 2020 كان الأسوأ.

وأضاف التقرير: إن وقف انتاج النفط الذي دام 9 أشهر وبدأ في يناير من العام 2020 أدى إلى خفض النفط الخام في البلاد إلى أقل من سدس قيم العام 2019، وهو أسوأ أداء شهري منذ بداية الصراع الأخير، مبينًا إن الاقتصاد منهك لكون غير متنوع بشكل حاد ويعتمد على النفط والغاز حيث إن النفط يمثل أكثر من 60٪ من الناتج الاقتصادي الكلي وما يزيد عن 90٪ من الإيرادات المالية، فيما أشار المصرف المركزي في طرابلس إلى أن الإيرادات المالية المفقودة من وقف الانتاج بلغت نحو 11 مليار دولار للعام الجاري.

وبين التقرير أن هذه المشاكل تفاقمت بسبب جائحة كورونا التي قادت إلى مزيد من الاضطراب الاقتصادي والاجتماعي في الدولة التي مزقتها الحرب، مع المعاناة الفعلية من تدهور نظام الرعاية الصحية بشكل عام، لينخفض الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2020 رغم استئناف إنتاج النفط في الربع الأخير من ذات العام.

ونقل التقرير عن المدير الإقليمي للبنك الدولي لمنطقة المغرب العربي ومالطا جيسكو هينتشل قوله: “تواجه ليبيا تحديات اقتصادية هائلة وتحتاج بشدة إلى مؤسسات موحدة وإدارة جيدة وإرادة سياسية قوية وإصلاحات طال انتظارها، لقد مر الشعب الليبي بالعديد من المحن”.

وأضاف هينتشل بالقول: “شهدت البيئة الأمنية والسياسية بوادر تحسن في الآونة الأخيرة، لن يكون الطريق أمامنا سلسًا، لكنه يوفر الأمل في السلام والاستقرار والتنمية”، فيما نقل التقرير عن المرصد الاقتصادي تأكيده أن الاقتصاد الليبي سيتعافى جزئيًا في العام 2021 من الركود الذي لازمه في العام 2020.

ووفقًا للمرصد الاقتصادي، من المتوقع أن تبلغ القيمة الحقيقية للناتج المحلي الإجمالي67٪ في العام 2021، فيما سيظل إنتاج النفط والغاز محركًا رئيسيًا لنمو الاقتصاد، ليساعد ارتفاع أسعار النفط دوليًا في دعم الانتعاش العام للإنتاج والتصفية من خلال زيادة الاستهلاك والاستثمار الحكومي لدعم تعافي الاستهلاك الخاص.

وأضاف المرصد: إن النمو في القطاع غير النفطي سيظل ضعيفًا ويعوقه الصراع المستمر وسوء توفير الخدمات، بما في ذلك الطاقة والآثار المستمرة لوباء كورونا، مبينًا أن أجندة السياسة الاجتماعية والإصلاح المؤسسي مليئة وتحتاج إلى اهتمام عاجل.

وبين التقرير أن ليبيا تحتاج إلى جانب السلام والاستقرار لاستثمارات عاجلة في البنية التحتية والمساعدة الاجتماعية للفئات الضعيفة، بما في ذلك إطلاق لقاح أسرع لوباء كورونا وأكثر تنظيمًا، مع تضاؤل ​​الصراع وتحسين الظروف الأمنية في أجزاء كبيرة من البلاد.

وأضاف التقرير: إن حكومة الوحدة الوطنية يمكنها التركيز على تحسين توفير الخدمات العامة وتهيئة الظروف لتحقيق انتعاش سريع في القطاع غير النفطي، في وقت يلتزم فيه البنك الدولي بدعم ليبيا بالمساعدة الفنية والخدمات التحليلية، بالإضافة إلى تمويل الصندوق الاتئماني والمنح.

وكشف التقرير عن أولويات البنك المتمثلة بركيزتين هما تسريع الانتعاش الاقتصادي واستعادة تقديم الخدمات الأساسية، فيما سيتم التركيز على إجراءات من شأنها تحسين الحياة بشكل ملموس وتطوير قاعدة معارفها للمشاركة طويلة الأجل مع ليبيا للخدمات الاستشارية والتحليلات.

ترجمة المرصد – خاص

Shares