ليبيا – وصف المحلل السياسي كامل المرعاش اقتحام مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بأنه تعبير حقيقي عن استمرار سيطرة المليشيات على طرابلس.
المرعاش أوضح في تصريحات لبوابة “العين” الإخبارية طالعتها صحيفة المرصد أن هذا الاقتحام تأكيد على عدم وجود أي شيء يسمى جيشًا أو قيادة أركان في المنطقة الغربية، فضلًا عن كشفه لقدرة قادة هذه المليشيات على تحريك عناصرها بكل حرية عندما تتعرض مصالحهم للخطر.
وأشار المرعاش إلى أن اللحظة الحالية تمثل اختبارًا حقيقيًا للمجتمع الدولي الذي يجب أن يتحرك بقوة ضد المعرقلين لحل الأزمة الليبية، وتنفيذ العقوبات التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن الدولي. محذرًا من أن صمت هذا المجتمع على الاقتحام سيسهم في تحطيم كل جهود حل الأزمة وإخراج ليبيا من نفق الفوضى المظلم.
وبين المرعاش أن “الهجوم المليشياوي” يدل على تخطيط مسبق للقبض على المنفي وإهانته، تمامًا مثل ما حدث لرئيس الوزراء الأسبق علي زيدان عام 2013 من دون أن يستبعد ضلوع بعض الأطراف في التخطيط وإعطاء الضوء الأخضر للهجوم، مثل دار إفتاء الصادق الغرياني ورئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري.
وأضاف المرعاش: إن المشري دأب منذ فترة على توجيه انتقادات حادة لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، مشيرًا إلى أن الاقتحام ستكون له تداعيات سلبية على العملية السياسية برمتها؛ لأنه قتل جهود بناء جسور الثقة الهشة، فيما يمثل التغاضي عن مواجهته بحزم وإيقاع عقوبات محلية ودولية بالمتورطين عودة للمربع الأول.
وطالب المرعاش رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بإصدار بيان بهذا الشأن والنائب، العام بإصدار أوامر جلب وتوقيف كل المتورطين والتحقيق معهم، مناشدًا المجتمع الدولي والبعثة الأممية بالإسراع في إرسال أسماء المتورطين لتوقيع العقوبات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن الدولي.
واختتم المرعاش تصريحاته بالتحذير من مغبة التغاضي عن تلك الخطوات الذي سيؤدي إلى إبطاء أي تقدم في المسارات الأخرى، وهو ما يقود إلى تأجيل تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في الـ24 من ديسمبر من العام 2021.