المرعاش: الخطوات الإيجابية آخر أيام عهد السراج كانت أكثر تقدمًا من أي خطوة قام بها الدبيبة والرئاسي

ليبيا – قال المحلل السياسي كامل المرعاش إن جميع الليبيين علقوا الآمال على حكومة الوحدة الوطنية التي كانت لها أسس لكنها لم تسر عليها، وفقًا لحديثه.

المرعاش اعتبر خلال مداخلة عبر برنامج “البلاد” الذي يذاع على قناة “218 news” أمس الأحد وتابعتها صحيفة المرصد أن “الخطوات الإيجابية” التي تمت في عهد فائز السراج وآخر أيام توليه المنصب كانت أكثر تقدمًا من أي خطوة قامت بها حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي؛ لأنه ليس هناك اختصاصات واضحة للمجلس الرئاسي والحكومة.

وأضاف: “وليامز لم تحدد اختصاصات كل منهما، الضبابية أثرت وبشكل كبير على عمل المجلس الرئاسي والحكومة، أحيانًا عبد الحميد الدبيبة يوصف أنه رئيس الحكومة، وبالتالي هو رئيس الجهاز التنفيذي، والمجلس الرئاسي ليس لديه أي صلاحيات تنفيذية وأحيانًا نجد أن المجلس الرئاسي يقول: ليس لدي صلاحيات تنفيذية في مجال سياق الخارجية والدفاع. الخطوط الرمادية لا تساعد في إنجاز أي شيء مطلوب”.

وتابع: “على العكس الخطوات الإيجابية التي تحققت في مخرجات برلين وجنيف آخر أيام حكومة السراج أكثر تقدمًا مما تم تحقيقه منذ 3 أشهر منذ مجيء هذه الحكومة المسماة حكومة الوحدة الوطنية، هناك تراجع كبير حتى في الإنجازات التي تمت، الطريق بين سرت والجفرة لم يفتح للآن رغم تصريحات الدبيبة أنه سيمر منه، وأن الليبيين قبلوا أن تكون شخصية من مصراته على رأس الحكومة وتحكم ليبيا”.

وعلق على اجتماع المجلس الرئاسي مع من وصفهم “أعيان مصراته وميلشياتها ونخبها” قائلًا: “ماذا كانت نتيجته؟ كان مطروحًا على جدول الأعمال فتح الطريق الساحلي، هل تريد من المنفي أن يعلن نتائج الفشل أو الكارثية لهذا الاجتماع الذي يراد بها المصالحة؟ لا. نتائج الاجتماع رفض تام؛ لأن هناك مجموعات في مصراتة وقياداتها لا يريدون خروج المرتزقة ولا الأتراك ولا المرتزقة السوريين، ولا يفكرون بالمصالحة بين الشرق والغرب، وهذا هو الواقع والمختصر الذي لم يتحدث عنه المنفي ولا الكوني الذين فضلوا الصمت”.

كما أكد على أن التقدم نحو 24 ديسمبر يحتاج لإرادة سياسية قوية من المجلس الرئاسي أو الحكومة، مضيفًا: “الدبيبة خرج عنه زلات لا تصدر عن رجل دولة في اجتماعاته مع بعض الدواعش، وتصريحاته النارية بأن بنغازي غير آمنة ومختطفة، خاطب مصراتة وقال نريد لمصراتة أن ترجع لحضن الوطن، وأن تقود ليبيا للمصالحة، ونحن نوافق على هذا، لكنه في أجواء مصالحة لماذا تتكلم وتتنكر لذلك؟”.

وأردف: “اتفاق جنيف نص على ماذا؟ طلب من كل الأطراف خروج المرتزقة وتم تحديد الأهداف ضمن الاجتماعات حتى قبل أن تأتي حكومة الوحدة الوطنية وتم رفض مكان وجود هؤلاء المرتزقة، خرج الدبيبة بأطروحة أخرى أن هناك قوات شرعية موجودة على الأرض الليبية، وهناك قوات غير شرعية، معنى ذلك المقصود بها أن الفاغنر غير شرعية أما المرتزقة السوريون والأتراك الذي يعزز كل يوم فوجودهم شرعي، لماذا يكون هناك خطاب مزدوج داخل الحكومة؟ وزيرة الخارجية تتحدث عن خروج كل القوة الأجنبية بما فيها الفاغنر والدبيبة يقول لدينا مصلحة في الاتفاقية البحرية، هذا يعني أن الاتفاقيتين التركية يبقيهما الدبيبة ولا يريد الخوض بهما، وهذا خرق لاتفاق جنيف”.

ورأى أن الأوروبيين يهتمون بالشأن الليبي لتحقيق مصالحهم في ليبيا والتي لا بد أن تدخل من بوابة استقرار ليبيا ووحدتها وخروج كل القوة العسكرية، مشيرًا إلى أن أمريكا لا تسير على نفس الخط، بدليل تعيين ريتشارد نورلاند كمبعوث شخصي للولايات المتحدة في ليبيا ما يعني التحضير لحاكم ليبيا الجديد وهو السفير الأمريكي.

ونوّه إلى أن أمريكا ليست لها قوة عسكرية في ليبيا لتحارب بها، والنفوذ الروسي هو الهاجس الوحيد الذي تتحرك من خلاله الولايات المتحدة، وستعتمد على الأتراك والمليشيات المحلية المتحالفة مع الأتراك لتحقيق المصالح، وفقًا لقوله.

المرعاش أوضح أن الأوروبيين والروس يخشون انفراد الولايات المتحدة بالملف الليبي، لافتًا إلى أن هذا ما يحصل حاليًا فهناك انفراد أمريكي، وتأكد ذلك بعد تعيين المبعوث الأممي الخاص للولايات المتحدة في ليبيا، مع العلم أن هذه الانفرادات ليست لصالح ليبيا، خاصة أن فرنسا حاولت أن تنفرد كذلك لكنها فشلت.

واختتم حديثه بالقول: “الولايات المتحدة تكرر نفس الشيء وتنسى أن هناك دولًا إقليمية وأوروبا، وفرق بسيط أن الأمريكان يعتمدون على الحليف التركي في استراتيجيتهم، وكل التصريحات الأمريكية عن خروج القوة الأجنبية لا يعنى بها إلا الفاغنر الروس”.

Shares