تقرير نيجيري يسلط الضوء على تجارب مريرة لمهاجرين غير شرعيين في ليبيا

ليبيا – سلط تقرير ميداني نشره موقع “ذا نيشن” الإخباري النيجيري الضوء على تجارب مهاجرين غير شرعيين كانوا عالقين في ليبيا وتم إعادتهم لاحقًا لبلادهم.

التقرير الصادر باللغة الإنجليزية وتابعته وترجمته صحيفة المرصد، أشار إلى تعرض هؤلاء بسبب تجاربهم المروعة في ليبيا للإصابة بأمراض نفسية، أقلها الاكتئاب واضطراب الكرب ما بعد الصدمة، وإدمان تناول المشروبات الروحية والكحولية والتدخين لمن لم يقوموا بتناول هذه المواد سابقًا.

ونقل التقرير عن مهاجرة غير شرعية تدعى “سيكو” تجربتها المرة بعد إجبارها على تناول المشروبات الروحية والكحولية وتدخين السجائر في ليبيا، ما جعلها لا تستطيع النوم بسهولة. مبينة أنها واجهت الموت مرتين على الأراضي الليبية خلال قصف استهدف مكانًا وجدت فيه، لتعرف لاحقًا أن امرأتين قتلتا.

وروت “سيكو” تجربتها في ليبيا التي جعلتها عدوانية ولا تثق بأحد، مبينة أن التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين في ذلك البلد لا يتم على أنهم بشر، بل كسلع للاتجار بها من أقرب الناس إليهم أبناء عمومتهم وأصدقائهم من يبيعونهم لوكلاء سفر يوهمونهم بالحصول على فرص عمل بأجور مرتفعة.

وأضافت “سيكو”: إن وكيل السفير أخبرها أن جزءًا من الرحلة إلى ليبيا سيكون بريًا والآخر جويًا، بسبب ضباط الهجرة، وأنها ستعمل لمدة 6 أشهر من دون مقابل لسداد التكاليف، ومن ثم الشروع في توفير المال. مبينة أن هذه الأشهر تحولت إلى 3 أعوام فضلًا عما شهدته الرحلة من موت عدد من المهاجرين غير الشرعيين.

وبينت “سيكو” أن الكثير من الليبيين عملوا على المتاجرة بالنساء النيجيريات بفضل فساد الشرطة الليبية التي ساهمت في اختطاف النسوة وبيعهن لتحقيق المزيد من الأرباح الطائلة، فيما قالت مهاجرة غير شرعية أخرى تدعى “تيتو”: إن وعود العمل الشرعي في ليبيا تتلاشى أمام النساء، ولا يبقى سوى الدعارة وأموالها.

وأضافت “تيتو”: إنها و2 من بنات عمها تعرضتا لعملية البيع والشراء من قبل نيجيري في ليبيا اشتراهن من السائق وأبقاهن في المنزل وعاملهن بعنف، ملوحًا ببيعهن مرة أخرى في حال عدم حصوله على أمواله، ولم يتم الإفراج عنهن إلا بعد دفع مبلغ كبير من المال من ذويهن له.

وأوضحت “تيتو” أن المهربين الليبيين قاموا بتفتيشهن بعنف مثل المجرمين خلال ركوبهن قارب الهجرة غير الشرعية المتوجه إلى أيطاليا، وأطلقوا النار بشكل متقطع في كل مرة يطلبون منهن الجلوس وفشلن في ذلك؛ لأنهن لم يفهمن لغتهم، مؤكدة اعتقالها في وقت لاحق في سجن بمدينة غريان.

واختتمت “تيتو” قصتها بالإشارة إلى نقلها عن طريق الأمم المتحدة إلى مركز احتجاز في العامصة طرابلس، حيث مكثت لمدة 3 أشهر وقامت لاحقًا المنظمة الدولية للهجرة بالعمل على ترحيلها إلى بلادها، لتنتهي بذلك تجربتها المريرة في ليبيا.

بدورها قالت مهاجرة غير شرعية أخرى تدعى “تشيزي” إنها أضطرت للاعتناء بنساء مصابات بأمراض خلال رحلة العودة إلى نيجيريا لتواجه اثنتان منهن الموت، فيما عادت البقية بأمراض من قبيل التهابات الرحم والحمل غير المرغوب فيه والتهاب الكبد الفيروسي.

وأضافت “تشيزي” أنها ذاتها تم بيعها لأكثر من منزل دعارة في عدة مناطق في ليبيا، لتحاول الحصول على مساعدة فرع المنظمة الدولية للهجرة وسفارة نيجيريا للعودة إلى بلادها، مبينة أن الشرطة الليبية ألقت القبض عليها وهي في طريقها لاستلام تذاكر رحلة العودة.

وأوضحت “تشيزي” أن الشرطة أخذت جواز سفرها وتم اغتصابها داخل سيارة، ومن ثم إعادة بيعها؛ لتهرب بعد ذلك إلى السفارة وتمكث فيها لمدة 3 أسابيع، قبل أن ترسل الحكومة النيجيرية طائرة لإعادتها ومن معها إلى البلاد بعد رحلة العذاب المريرة هذه.

وأكدت “تشيزي” أن صديقة والدتها هي من قامت بالاتجار بها وذهبت إلى ليبيا في العام 2016، بعد أن أخبرتها هذه الصديقة بإمكانية العمل لبعض الوقت لتوفير المال للإنفاق على دراستها الجامعية، ليتم بيعها هناك لشخص غاني قام بتغيير اسمها ومنحها جواز سفر غانا لتعمل كالعبيد وتتضور جوعًا.

وأضافت “تشيزي” أنها واجهت التحديات في ليبيا، حيث تم نقلها إلى السجن، وهناك تم بيعها إلى شخص آخر، فيما أشار “سامي” إلى تعرضه للخداع بعد أن تم إخباره أنها سيمكث لمدة أسبوعين فقط على الأراضي الليبية قبل أن يتوجه منها عبر قارب هجرة غير شرعي إلى إيطاليا.

وأضاف “سامي”: إن إقامته في ليبيا لم تكن تجربة مستساغة بعد أن نام لأول مرة في حياته في منزل من دون نوافذ أو أبواب لتتحول الأسبوعين إلى سنة ونصف.

ترجمة المرصد – خاص 

Shares