ليبيا – قال عضو المؤتمر العام السابق عن حزب العدالة والبناء عضو جماعة الإخوان المسلمين محمود عبد العزيز إن كل من أيّد ما وصفه بـ “العدوان على طرابلس” (تقدم القوات المسلحة إلى العاصم) لا يقف بجانب المقاومة الفلسطينية ودفاع أهل غزة، حسب قوله.
عبد العزيز أشار خلال استضافته عبر برنامج “بين السطور” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني أمس الإثنين وتابعته صحيفة المرصد إلى أن النقطة الأخرى التي هي جزء أصيل من معركة الوعي هي الجيوش ونوعيتها، وأهمية أن يكون جيشًا يحمي الأمة ومنظمًا ويكون ولاؤه لله والوطن.
واعتبر أن الجيوش العربية لم توجد إلا لمنع الشعوب من تحرير أنفسها ومقدساتها، مدعيًا أن الجيش المصري فض اعتصام رابعة وقتل أربعة آلاف مصري، وغيره من الجيوش التي تحمل تاريخ أسود، حسب زعمه.
وأضاف: “نريد أن نصل لحالة وعي كما أهل غزة، هل رأيتم شخصًا منهم خرج وقال: ما دخلنا نحن؟ كالبعض في طرابلس جالسون ينتظرون المشير يدخل لميدان الشهداء. التاريخ يجب أن يكتب كما حدث ولن نسمح بتزويره. أهل المنطقة الشرقية لا يمكن التخلص من الاستبداد إلا بدفع الضريبة والدماء، حفتر مستعد أن يجلس 40 سنة هو وأولاده، ومن ليس مستعدًا أن يدفع ضريبة سيبقى عبد من العبيد ودابة من الدواب”.
وتابع: “عيد الفطر الماضي لم يكن له طعم؛ لأن طائفة من الليبيين قرروا أن يقتلوا طائفة أخرى واستعانوا بالجنجويد والمرتزقة والفاغنر والعدل والمساواة وغيرها، لكن هذا العيد طرابلس مرتاحة، لكن هناك جزء آخر من الوطن الإسلامي الكبير ينزف وهي القدس وغزة، فهي تعاني كما حدث لدينا العام الماضي مع الفارق في قوة التدمير؛ لأن الإرهاب والتدمير واحد وكذلك الظلم والشعور بالمعاناة والفقد، أنا لا أفرق هذا صهيوني وهذا يهودي المتصهينين؛ لأن من شعر بالظلم والفقد ومن شعر بالظلم كله واحد وهذه هي المعادلة، بدليل كل من أيد العدوان على طرابلس يؤيد العدوان على غزة وبحجج واهية أن حماس إرهابية كما كانوا يقولون عن البركان أنها إرهابية؛ لأنهم خرجوا يدافعون عن بيوتهم ونسائهم وأعراضهم”.
كما أردف: “الدمار في وادي الربيع وعين زارة والمشروع وجنوب طرابلس والدمار في غزة هذا مشروع واحد، مشروع الدمار والقتل والاستبداد والعنجهية والظلم، الصهاينة لا يفهمون إلا لغة القتل والدمار، كالمتصهين حفتر وما يقوم به من منع أهلنا في المنطقة الشرقية من الاجتماع إلا بإذن، فهو ذات الظلم والاستبداد الذي عاشه الليبيون في عهد معمر القذافي”.
وقال: “اتفاق أوسلوا لم يجلب شيئًا للشعب الفلسطيني وأعطى كل شيء لبني صهيون، الاستيطان زاد بعد هذا التوقيع وأعداد اليهود زادت في الضفة الغربية، ما الذي حصل عليه الشعب الفلسطيني؟ نحن بعد اتفاق الصخيرات على ماذا حصلنا؟ هل سعر الدولار واحد؟ وهل السيولة متوفرة قبل الصخيرات وبعده؟ شخصيًا أشبه الصخيرات باتفاق أوسلو ليس من الناحية التفصيلية بل من الناحية النفسية”.
وأضاف: “من سابع المستحيلات أن تكون هناك مصالحة مع حفتر. أهنئ الدبيبة لأنه ذكي ويعرف الألاعيب، فليلة العيد جاؤوا بشباب في أم الرزم وذهبوا للمحكمة ليشهدوا شهادة زور أنهم رأوا الهلال، هذا شاهد زور ويلعب في دين وعيد المسلمين، وكان يجب دكهم بالسجون، وصلت عن طريق الحافي لعبد الحميد الدبيبة، وهو شخص يقرأ ويفهم وأمر بالرجوع للإفتاء، وبطريقة ما تواصلوا مع دار الإفتاء لتوضيح ذلك. وصلت بهم المؤامرات أن يفطروا الشعب في يوم الصيام بهدف تفشيل الحكومة الجديدة”.
عبد العزيز علق على مسألة محكمة الجنايات الدولية موضحًا: “النقاط التي تناولتها بن سودا، دعت السلطات الليبية للتحقيق في فقدان النائبة سهام سرقيوة، الدولة في الشرق والاستقرار الأمني غير قادرين على فتح ملف سهام سرقيوة؛ لأنه معروف من قتلها وخطفها مع أنها اتت لطرابلس وتكلمت عن القيادة العامة واستفزت أهل طرابلس وأمهات الشهداء، لكن لا أحد مسها بسوء، لكن عندما ذهبت لبنغازي رأى الجميع مصيرها. وقالت: ندين اغتيال الناشطة حنان البرعصي وندعو للتحقيق في الجريمة. جريمتان في عاصمة الأمن والأمان بنغازي، اختلف سياسيًا كما تريد لكن لا تأتي بعرض أحد وشرفه، وليس مروءة مني أن أرد على وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش هي امرأة ولها احترام، وهذه قيم يجب أن نحترمها”.
وتابع: “قالت كذلك تؤكد أن الفشل في تنفيذ أوامر القبض في حق المطلوبين في ليبيا يعطل التحقيق بالجرائم المرتكبة، وهذا في الشرق، أهلنا في المنطقة الشرقية عندما أقول أني أدعوكم للثورة؛ لأن فبراير شرارتها من بنغازي والبيضاء، ليس من المعقول أن يسيطر عليكم هذا المستبد الديكتاتور، هذا عار ليوم الدين، أوامر القبض على الكانيات وغيره من المطلوبين، وإن كان هناك أحد في المنطقة الغربية يجب على وزارة الداخلية أن تقوم بدورها”.
واستطرد في حديثه قائلًا: “حثت حكومة الوحدة الوطنية على بذل كافة الجهود لتسليم سيف الإسلام القذافي للجنايات، أين نضع هذا في كتاب التاريخ؟ أول أمس شخص مشارك في لجنة الـ 75 مندوب عن سيف الإسلام القذافي، وصوت للحكومة؟ كيف هذا يصدر عن الأمم المتحدة؟ تلعبون بمستقبل أجيال وتفقدون مصداقيتكم؟ المؤامرة كبيرة على ليبيا. العالم يناقض نفسه والصراع مبني على لغة المصالح؛ لذلك يجب أن نكون أحرار ونطالب بالعدالة ولا نستسلم”.
وبشأن العمالة المصرية أوضح أنه ليس هناك ما يمنع ذلك، ومن الأفضل فتح العمالة الآن في ظل هذه الظروف أمام العمالة التونسية والجزائرية والمغربية، داعيًا الحكومة للنظر في هذا القرار؛ لأن العامل المصري مهم، وهناك حاجة له، لكن ليس لدرجة 2 مليون وفقًا لحديثه.
كما تطرق لمسألة وزارة التعليم قائلًا: “الشهادة الثانوية لدفعة 2020/2019، أرجو من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة أن يسمعني، هذه الدفعة ظلمت في العالم كله ليس في ليبيا فقط نتيجة لوباء كورونا. الآن هناك بعض الطلبة من هذه الدفعة لم يتمكنوا من الدراسة لكنهم خضعوا للامتحانات، وهناك من يطالب بإجراء امتحان تكميلي لكن مطالبهم تواجه بالرفض، وأعتقد أنه من العدل والمنطق النظر في طلبهم بامتحان تكميلي أو أي حل آخر”.
وفي الختام جدد وقوفه مع أهالي غزة مؤكدًا أن قناة التناصح ستكون في مقدمة القنوات الليبية التي ستتطرق للقضية، مضيفًا: “نحن جنود وخدام للمقاومة في غزة وأهلها”.