ليبيا – ألقت وحدات من القوات المسلحة القبض على 3 عناصر قيادية بتنظيم القاعدة الإرهابي بينهم موريتاني في عملية نوعية بمنطقة تاروت الشاطئ بالمنطقة الجنوبية.
المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني في تصريح لموقع “العين الإخبارية” اليوم الخميس، أكد أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش نفذتها قوات من نخبة المقاتلين تعرف بمجموعة (20-20) من اللواء طارق بن زياد المعزز، مبينًا إن العملية نجحت بامتياز، حيث تم القبض خلال المداهمة على 3 من أخطر قيادات الإرهابيين في الجنوب، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقًا عقب إجراء التحقيقات اللازمة.
وأضاف أن هذه المجموعة الخطيرة جدًا على علاقة بفروع القاعدة في شمال أفريقيا والصحراء الكبرى، لافتًا إلى عملية المداهمة نفذت باحترافية عقب الرصد والمتابعة والتدقيق والتخطيط.
وأشار إلى أن الجيش مستمر في تنفيذ سلسلة من العمليات الناجحة ضد خلايا التنظيمات الإرهابية، وسبق أن استهدف مجموعات في أوباري وغدوة ومرزق وجنوب الشويرف وبراك الشاطئ، منوهًا بأن العملية تثبت أن الجيش عينه على كل المناطق بهدف تأمينها وحمايتها وفرض القانون بجانب بناء المؤسسة.
أما الدكتور صبرة القاسمي الخبير في الحركات الإرهابية فرأى ان عملية الجيش الأخيرة ضربة قوية للإرهاب، واستهداف لخطوط إمداده، وسيكون لها مردود إيجابي على الوضع الأمني بالمنطقة ككل.
ولفت القاسمي إلى أن نجاح قوات الجيش في توجيه الضربات الاستباقية للعناصر الإرهابية فى الآونة الأخيرة خير دليل على قوة قدراتها وعزمها القضاء على الإرهاب في ربوع البلاد.
وأضاف أن هذه العناصر الإجرامية التي ألقى الجيش الليبي القبض عليها من أشد العناصر القاعدية وأهمها في المرحلة الحالية، معتبرًا النجاح في توجيه الضربة لهم يحظَ بأهمية قصوى، نظرًا لإحباط العديد من العمليات الإرهابية، وكذلك قطع طرق الإمداد والتموين عن العناصر الأخرى الموجودة في الصحراء.
وتابع: “الإرهابي الموريتاني مصنف على أنه خطير؛ نظرًا لما له من علاقات واسعة من انتمائه القبلي والعلاقات السابقة كمعاون لأبو طلحة الحسناوي، حيث كان يعمل على إمداد العناصر الإرهابية في مالي وجنوب الجزائر بالمال والسلاح، مستغلًا جرائم الاتجار في الممنوعات وتهريب البشر وغيرها”، مبينًا بأن الضربات المتتالية للتنظيمات الإرهابية في الجنوب الليبي دفعتها لجعل المنطقة كمنطلق لعمليات توصيل العتاد والمؤن لعناصر التنظيم الإرهابي وفروعها في دول الجوار.
من جانبه، أكد الخبير السياسي الليبي عبد الله الخفيفي أن عملية الجيش في الجنوب تحمل رسائل قوية إلى الداخل والخارج على السواء، مضيفًا أن رسائل الجيش لن تظهر إلا بعد انتهاء التحقيقات مع الخلية التي تم إلقاء القبض عليها.
وأردف أنه من المحتمل أن تكون لها علاقات مع دول بعينها وشخصيات بارزة، موضحًا أن إلقاء القبض عليها يؤكد أن الجيش الليبي يدرك مخططات هؤلاء ومستمر في دوره الذي انطلق من أجله، وتم إطلاق عملية الكرامة لأجله 2014 وهو محاربة الإرهاب، إلى جانب بناء المؤسسة ومراقبة وحماية المسار السياسي.
وأشار إلى أن كثيرًا من الدول التي تريد أن يكون لها موطئ قدم في الجنوب الليبي، خاصة المحتل التركي تلجأ إلى دعم مثل هذه الجماعات، بهدف مراقبة تحركات وتمركزات قوات الجيش الليبي واستهدافها فيما بعد، بهدف إرباك القيادة ومحولة ثنيها عن دورها السياسي.
وأكدت مصادر لذات لموقع أن العنصر الإرهابي الأجنبي هو المعاون والمرافق السابق للإرهابي عبدالمنعم الحسناوي الشهير بـ”أبوطلحة” زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في ليبيا الذي قتل على يد قوات الجيش الليبي 2019.
وأوضحت أن الإرهابي الموريتاني يتحرك عبر الصحراء مستغلا انتماءه لإحدى القبائل الموجودة في الجنوب ويتردد على منطقة الشاطئ حيث رصد عنه قيامه بعدة نشاطات منها تهريب الممنوعات والبشر.