بنغازي تستذكر ”سبتها الأسود” فى الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة ”درع بن حميد“

ليبيا – أحيا أهالي ضحايا مجزرة درع “ليبيا 1” في مدينة بنغازي اليوم الثلاثاء الذكرى الثامنة لاحداث المجزرة التي اطلق عليها إسم السبت الأسود وراح ضحيتها اكثر من 40 قتيلاً ونحو 155 جريح من شباب المدينة المحتجين مبكراً على تنامي التطرف والإرهاب وإحتضان المقاتلين الأجانب بين جنبات معسكراتها  .

بدأت احداث المجزرة عندما تجمع عدد من المتظاهرين أمام مقر درع ليبيا في منطقة بودزيرة شرقي بنغازي بشكل سلمي مطالبين قوات الدرع  بقيادة القتيل وسام بن حميد بالخروج من المقر وتسليمه للقوات الخاصة عقب تصاعد موجة الاغتيالات بالمدينة وإيواء مقر الدرع لعدد من القيادات المتطرفة البارزة اضافة لوقوفها فى وجه رغبات السكان بانهاء المظاهر المسلحة .

وعلى إثره ، قوبل المتظاهرين الذين بدأت مظاهرتهم فى ساعات الظهيرة باطلاق الرصاص الحي تجاههم وكان غالبية القتلى قد اصيبوا فى مناطق الرأس والصدر والبطن بشكل يوحي وجود رغبة مسبقة فى القتل .

وبعد ارتكاب المجزرة طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الليبية آنذاك بإجراء تحقيق سريع وشامل فيما حدث ودعت السلطات لمحاسبة المسؤولين عن مخالفة القانون واصفة المجزرة بالمروعة .

وحينها ، أصدر المؤتمر الوطني العام  برئاسة محمد يوسف المقريف مرسوماً طلب فيه من مكتب النائب العام التحقيق، لكن أي نتائج للتحقيق حول المجزرة لم تتضح أو تظهر بعد أسوة بتحقيقات مذبحة غرغور وبراك الشاطيء رغم مطالبات اهالي الضحايا واظهار المكتب لعدة نتائج تحقيقات حول قضايا أخرى سابقة ولاحقة  .

وبينت مقاطع الفيديو التي تم توثيقها من موقع المجزرة مدى سلمية المتظاهرين امام المقر قبل ان يبدأ اطلاق النار تجاههم بشكل مباشر ما ادى الى زيادة الاحتقان بين سكان المدينة وبالتالي تزايد عدد المتظاهرين الذين اصروا على اخراج الكتيبة حتى تدخلت قوات الصاعقة واشتبكت معها مباشرة واخرجتها .

ولم يكن هذا الحدث وليد اللحظة ، حيث ولد فى نهاية عام 2012 حراك انقاذ بنغازي الذي كان يهدف الى اخراج وحل التشكيلات المسلحة وحصر السلاح فى يد الجيش والشرطة والتنديد بالتدخل القطري الداعم للاسلاميين واذرعهم المسلحة وقد تطور الموضوع الى مواجهات بين السكان ومسلحي الدروع وإرهابيي انصار الشريعة موقعاً ضحايا بين المتظاهرين الذين اتهموا حينها وحتى بعد المجزرة بذات الاتهامات من قبل المتطرفين الا وهي انهم من ” الازلام والمأجورين واعداء الثورة والعلمانيين ” ، وما الى ذلك .

الا ان ماحدث قوبل باستفزاز من رئيس المؤتمر العام محمد المقريف ونائب رئيس الوزراء مصطفى ابوشاقور وعضوي المؤتمر محمد عماري زايد وابراهيم صهد الذين هرعوا جميعاً الى بنغازي لانقاذ المسلحين الموالين لجناح الاخوان المسلمين وجبهة انقاذ ليبيا وخرجا فى مؤتمر صحفي وسط لفيف من المتطرفين كان أبرزهم وسام بن حميد وسالم دربي وفوزي ابوكتف واخرين .

وكان أعضاء المؤتمر المؤتمر الوطني العام قد انقسموا في جلسة التصويت إلى قسمين حيث طالب بعضهم بالتعجيل في اقالة رئيس الأركان وقتها اللواء يوسف المنقوش  ومحاسبة المسؤولين عن الاحداث الدامية .

اما القسم الاخر طالب باستدعاء رئيس الوزراء السابق علي زيدان والذي خرج ليلة المجزرة ليؤكد عبر الشاشات بأن تحقيقاً سيفتح داعياً إلى ضبط النفس، عندما تم توجيه الأسئلة له حول الحادثة.

وفي تعليق على المجزرة قال إريك غولدستين، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش :

“هناك حاجة إلى تحقيق فوري وشامل للنظر في تلك الجرائم وتفسير عدم تدخل القوات الحكومية في معركة حامية الوطيس لحين سقوط القتلى بالعشرات ” .

وأضاف : ” كما تحتاج الحكومة إلى إنهاء إفلات انتهاكات المليشيات من العقاب، وهو ما استثار هذه المظاهرة في الأساس، حيث أن سياستها غير المتسقة حيال المليشيات تعرض أي أمل في سيادة القانون للخطر”.

وسام بن حميد يرمي المتظاهرين بسلاحه امام معسكر درع ليبيا

وعلى الرغم من مقتل غالبية القادة والمتورطين فى تلك المجزرة بأي شكل من الاشكال كالارهابي وسام بن حميد الذي ظهر فى الصور وهو يرمي الرصاص الحي نحو العزل ، الا ان آخرين لازالوا على قيد الحياة ويتواجد غالبيتهم فى اسطنبول بعيداً عن قبضة العدالة التي لم تتحقق بعد ولو بتقرير يتيم من مكتب النائب العام .

وفى مايلي بعض الصور التي وثقت احداث ماقبل وبعد المجزرة بمافيه تنامي وجود الارهابيين علناً فى الشوارع برايات تنظيم القاعدة والمظاهرات المنددة بقطر ودورها فى دعم اذرع جماعة الاخوان المسلحة .

وكذلك قائمة رسمية لأسماء 40 مواطناً سقطوا مبكراً فى مثل هذا اليوم قبل ستة سنوات برصاص التطرف والتسلط قبل حتى اندلاع عملية الكرامة التي يتهمها خصومها من الاسلام السياسي زعماً بأنها سبب تأجيج الوضع فى بنغازي :

1- عبدالله صالح الفيتوري
2- يونس رجب العريبي
3- طاهر رمضان مفتاح الشطشاط
4- محمد فتحي البرعصي
5- محمود ونيس علي الهوني
6- هاني علي عبدالسلام العقوري
7- محمد محمد البرغثي
8- عبدالسلام مصطفى العوامي
9- أنور عبدربه القطراني
10- عمر مصباح الطيب العقوري
11- مصطفى أحمد التواتي
12- نور الدين عياد الفسي
13- فرج بوعجيلة عبدالنبي البرعصي
14- منصور محمد بلعيد زوبي
15- معتصم بالله محمد قريرة
16- سالم السيد المنفي
17- وهبي حميد أنور
18- علي عاشور عوض
19- هدية أمحمد أمحمد
20- عبدالعزيز ناصر مصطفى البرغثي
21- عادل سعيد عثمان البركي
22- فراس شعبان محمد
23- منعم صالح جبريل العريبي
24- محمود بالقاسم العرفي
25- عبدالمنعم إبراهيم حسونة
26- علي جمعة الغزاني
27- عبدالعزيز عبدالله سليمان القطعاني
28- إدريس محمد سالم
29- إبراهيم المهدوي
30- سالم سعد محمد العبيدي
31- إبراهيم فرج يونس المهدي
32- إدريس محمد سالم الكيلاني
33- يونس رجب يونس
34- عبدالسلام جمعة أحميدة محمد
35- عبدالعزيز ناصر البرغثي
36- عبدالسلام مصطفى سعد
37- عمر علي بوفراج ماضي
38- محمد بالقاسم محمود العرفي
39- عبدالله عبدالسلام العجيلي
40- سالم علي الفيتوري

المرصد – خاص

5.jpg

 

Shares