السفير الأمريكي: رحيل القوات الأجنبية خطوة أساسية لليبيين لاستعادة سيادتهم

ليبيا – أكد السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند أهمية الدور الذي لعبته مصر لدعم عملية السلام الليبية في العام الماضي، مشددًا على أن الوضع في ليبيا ما زال هشًا، حيث ما زال الآلاف من المقاتلين الأجانب في البلاد، ويتعين اتخاذ قرارات حاسمة من أجل وضع الأساس الدستوري والتشريعات اللازمة لإجراء الانتخابات في ديسمبر وفقًا لخارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي ورغبات الغالبية العظمى من الليبيين.

نورلاند وفي حواره مع موقع ” الجمهورية اون لاين” طالب بمغادرة القوات التركية و فاغنر والمقاتلين السوريين والتشاديين والسودانيين من ليبيا، مشددًا على أنه يجب احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، منوهًا بأن رحيل القوات الأجنبية خطوة أساسية لليبيين لاستعادة سيادتهم.

وقال: إن الولايات المتحدة ومصر لهما مصلحة مشتركة في دعم حل سياسي وليس عسكريًا في ليبيا من أجل الاستقرار، مؤكدًا أنه لا ينبغي استخدام وجود القوات الأجنبية كذريعة لتأخير الانتخابات.

وفيما يلي نص الحوار 

س/ عن واقع الوضع الآن في ليبيا؟

ج/ أولاً، أود أن أقول: إنه يسعدني زيارة القاهرة مرة أخرى. هذه هي زيارتي الخامسة للقاهرة منذ أن أصبحت سفيرًا في ليبيا، والأولى بصفتي مبعوثًا خاصًا.  ومصر لعبت دورًا بالغ الأهمية في دعم عملية السلام الليبية في العام الماضي، وأنا أتطلع إلى استمرار تلك المشاركة.

الوضع في ليبيا واعد على عكس ما كان عليه الحال قبل عام عندما كانت المدفعية تقصف طرابلس بشكل مكثف. وقف إطلاق النار سارٍ وهناك عملية سياسية نشطة جارية تجلت في منتدى الحوار السياسي الليبي وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة. ومع ذلك، فإن الوضع هش، حيث ما زال الآلاف من المقاتلين الأجانب في البلاد، ويتعين اتخاذ قرارات حاسمة من أجل وضع الأساس الدستوري والتشريعات اللازمة لإجراء الانتخابات في ديسمبر، وفقًا لخارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي ورغبات الغالبية العظمى من الليبيين.

س/ وماذا عن رؤيتك لحل الأزمة الليبية؟

ج/ رؤية الليبيين هي الأهم. لقد تعاملنا مع ليبيين من جميع أنحاء البلاد وكان لديهم وجهات نظر مختلفة، ولكن الغالبية العظمى من الليبيين يريدون إجراء انتخابات ويريدون رؤية القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب يغادرون بلادهم. وقد اتخذ القادة الليبيون في ظل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بالفعل خطوات نحو تحقيق هذه الرؤية، وعمل رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة على توحيد مؤسسات الدولة، وقدم التمويل للمفوضية القومية العليا للانتخابات التي تنظم الانتخابات. واتخذ المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي خطوات لتعزيز المصالحة واستكشاف سبل توحيد الجيش، ولكن الليبيين ما زالوا يواجهون مشاكل ملحة تحتاج إلى معالجة، بما في ذلك نقص الكهرباء، ووباء كورونا، وإتاحة السيولة المالية. وستواصل الولايات المتحدة دعم الليبيين وهم يسعون إلى تنفيذ رؤيتهم من خلال تقديم الخدمات الأساسية والانتخابات ورحيل القوات الأجنبية.

س/ ما هو تعليقكم على جهود مصر والرئيس السيسي لإنهاء الأزمة في ليبيا؟ وما مدى تقارب أو توافق المواقف المصرية والأمريكية؟

ج/ نحن ممتنون للدور الذي لعبته مصر في العام الماضي في دفع العملية السياسية، ونقدر الشراكة التي طورناها في هذا الصدد.
الولايات المتحدة ومصر لهما مصلحة مشتركة في دعم حل سياسي وليس عسكريًا في ليبيا، من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن والنمو الاقتصادي. وكما رأينا تقدمًا في منتدى الحوار السياسي الليبي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، فإن مصر أعربت -مثل الولايات المتحدة- عن دعمها لهذه العملية وخاصة الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر. والولايات المتحدة ومصر أيضًا يشاركان رئاسة مجموعة العمل الاقتصادية في إطار عملية برلين، وقد تمكنا من العمل معًا عن كثب في هذا المنتدى لمحاولة توحيد المؤسسات الاقتصادية الليبية وتعزيز البعد الاقتصادي لعملية السلام.

س/ ما هو موقف الولايات المتحدة من التدخل التركي في ليبيا؟ وهل أنتم متفائلون بحدوث انفراجة بعد فترة وجيزة من تشكيل الحكومة؟

ج/ لقد كنا واضحين فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة بأنه وفقًا للرغبة القوية لمعظم الليبيين على النحو المبين في اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 أكتوبر، الذي توصلت إليه اللجنة العسكرية المشتركة “5 + 5″، بأنه يجب على جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب مغادرة ليبيا. لقد أوضحنا في الأمم المتحدة أن القوات التركية، والقوات الروسية المسماة فاغنر، بالإضافة إلى المقاتلين السوريين والتشاديين والسودانيين وغيرهم من المقاتلين على جانبي الصراع، بحاجة إلى مغادرة البلاد. يجب احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. وأرى أن رحيل القوات الأجنبية خطوة أساسية لليبيين لاستعادة سيادتهم. لا نتوهم أن هذا سيكون سهلًا، لكننا نستكشف مع شركائنا طرقًا يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ خطوات تدريجية ومتبادلة لرحيل هذه القوات.

س/ هل وجود تلك القوات يحول دون إمكانية إتمام الانتخابات؟

ج/ لا ينبغي استخدام وجود تلك القوات كذريعة لتأخير الانتخابات، على العكس، فإن الحكومة الليبية الممكنة وذات السيادة ستقوم بعد الانتخابات في ديسمبر بتعزيز صوت الشعب الليبي الذي يسعى إلى رحيل هذه القوات، وتمكن ليبيا من اختيار مجموعة من شركاء التعاون الأمني ​​للمستقبل الذين يمكنهم مساعدة ليبيا، وتلبية متطلبات الأمن القومي بطريقة تعزز الاستقرار الإقليمي بدلًا من تقويضه.

س/ ما هو سبب زيارتك للقاهرة؟ وماذا عن لقاءاتك مع المسؤولين في مصر أو الجامعة العربية أثناء الزيارة؟

ج / هذه فرصة هامة لتعميق حوارنا الدبلوماسي مع مصر لتدعيم العملية السياسية الليبية، لا سيما مع انعقاد الاجتماع القادم لمنتدى الحوار السياسي الليبي الأسبوع المقبل لوضع الأساس لانتخابات ديسمبر، والتخطيط لعقد اجتماع وزاري في برلين الشهر المقبل. إن تعدد مهامي بصفتي مبعوثًا خاصًا والزيارة التي قمت بها إلى طرابلس الأسبوع الماضي مع القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، هي إشارة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في لعب دور أكثر نشاطًا في دعم العملية السياسية، بتيسير من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيس.

وتعتبر المشاورات مع مصر أحد الأبعاد الرئيسية لذلك؛ وإنني أقدر الاجتماعات التي عُقدت مع مجموعة من كبار المسؤولين المصريين وكذلك مع ممثل جامعة الدول العربية.

Shares