ليبيا – اعتبر رئيس حزب الائتلاف الجمهوري والمحلل السياسي عز الدين عقيل أن تركيا ستقوم بكل ما يمكنها لتعزز موقفها في ليبيا ولتظهر نفسها، معتبرًا أن المشكلة بأن الدول النافذة تجاه الأزمة الليبية تدلل تركيا بشكل كبير، خاصة أن المجتمع الدولي يتكون من عدة دول لكل منها مصالحه في البلاد.
عقيل قال خلال برنامج “بانوراما” الذي يذاع على قناة “ليبيا الحدث” أمس الأربعاء وتابعتها صحيفة المرصد: إن التمثيل الخاطئ للمبادئ العامة التي وضعها مؤتمر برلين 1 والمزاجية الكاملة التي نفذت فيها ستيفاني وليامز والسفير الأمريكي لدى ليبيا تلك المبادئ العامة وبتوجيهات من دونالد ترامب، خلق المخرجات الغريبة وحالة الارتباك الحالية.
وتابع: “الرعب بين الطرفين ما زال يحكم الموقف وليس احترام الطرف للآخر، المسألة الآن أن الجيش يخشى لو تقدم غربًا بأن يعلق مع الأتراك، وأن المليشيات في غرب البلاد يخشون التوجه للشرق؛ لأن يأتيهم الجيش المصري بطائراتهم ويسحقهم، العالم يطالب بخروج المرتزقة لكن من داخله يعاني من انفصام أنه لو ضغط بشكل جدي وحقيقي لخروجهم من الممكن أن تعود الحرب من جديد ويكسروا حالة اللاسلم واللاحرب التي يحاولون من خلالها تطوير حل في المستقبل”.
ورأى أن عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة لم يكن محايدًا في موتمر برلين 2، ولم يكن نزيهًا ولا ممثلًا لكل الليبيين، ولم يكن رئيسًا حقيقيًا لحكومة وحدة كما يوصف؛ لأنه لمح بشكل مباشر إلى أن المرتزقة الذين يقصدهم ويطالب بهم هم التابعون للمؤسسة العسكرية، وكان واضحًا أنه يرمز لجهة معينة، بحسب قوله.
وأشار إلى أنه كان يفترض على الدبيبة أن يقف في مركز حقيقي ويتوسط المسافة بين الجميع؛ لكنه بالواقع قد اختل لديه التوازن وفقًا لتعبيره، مضيفًا: ” الأربعة الذين تم اختيارهم في جنيف ليس لهم علاقة بالمؤسسات شرق البلاد، بل لهم ارتباطات مع تركيا وارتباطات قوية مع الإخوان والمرتزقة والمليشيات وأمراء الحرب، باستثناء موسى الكوني نسبيًا”.
كما قال: إن المجتمع الدولي يريد بقاء المليشيات في ليبيا فهي الأداة التي يلوي بها ذراع الليبيين ويريد أن يصنع من خلالها بؤرة الفوضى التي يحتاجها لتحقيق المطامع القريبة المدى والمتوسطة.
وأعتقد أن الانتخابات هي تتويج لاستعادة الدولة هيبتها، معتبرًا أن العالم يدفع لأتون فوضى جديدة ونحو مشكلة ومؤسسة جديدة سترتكب نفس ما ارتكبه البرلمان ومجلس الدولة، وفيما يلي النص الكامل للمداخلة:
س/ ما الذي نتج عن مؤتمر برلين 1؟ وما الإخفاقات وأوجه الفشل والنجاح ليأتي برلين 2؟
ج/ ببالغ الأسف أعتقد أنها مجرد ثرثرة جديدة من سلسة الثرثرات التي عشناها منذ أن شهدت ليبيا أزمتها الخانقة، وتطورت إلى التدخل الأجنبي، وببالغ الأسف أكدوا على جملة من المبادئ التي لا أعتقد أن هناك ليبيين يختلفان حولها، أيًا كانت، كل الليبيين يقولون إن هناك حاجة لنزع السلاح وتفكيك المليشيات، كل الليبيين يقولون إن هناك حاجة لتوحيد المؤسسة العسكرية وأن هناك حاجة لخروج المرتزقة، لكننا كليبيا نعجز عن وجود الآليات الحقيقي والمناسبة لفعل هذا.
تركيا ستقوم بكل ما أمكنها لتعزز موقفها من أن تظهر نفسها، لكن المشكلة ليست في هذا، المشكلة أن الدول النافذة تجاه الأزمة الليبيه تدلل تركيا بشكل كبير، تركيا تتلقى دلالًا كبيرًا من هذا المجتمع؛ لأن كلمة المجتمع الدولي لا وجود لها بل شيء وهمي، المجتمع الدولي يتكون من عدة دول لكل منها مصالحها. متى ما اتفقوا على شيء حولوه لبيان وقرار أصبح البيان بيانًا للمجتمع الدولي، لكن عمليًا كل من خط حرفًا في ذاك البيان من الدول المختلفة في المجتمع الدولي إنما خطه انطلاقًا من مصالحه وتطلعاته الخاصة.
العالم خاصة الدول النافذة والأوروبية والولايات المتحدة ما زالت تدلل بشكل كبير تركيا، لدرجة أن برلين 1 من أكبر أهدافه شرعنه الوجود التركي، المجتمع الدولي يشعر أن خطة ستيفاني وليامز فشلت فشلًا ذريعًا وأن طرفي الصراع في ليبيا ما زال كل منها يتأهب ضد الآخر، وتوازن الرعب الذي يقوم على الخطين الأحمرين تركيا ومصر هو الذي ما يزال يحفظ هذه الهدنة الهشة، ثم ارتباك شديد فيما يسمى المجتمع الدولي وإحساس منه أنه بالفعل لا يستطيع أن يمارس ضغط كبير، وفي دلال بايدن لأردوغان لم يطرح معه مسألة المرتزقة التركية في ليبيا، وذلك لقائه مع بوتين لم يطرح هذا الموضوع أبدًا.
أظن أن هناك مشكلة كبيرة بأن تركيا وروسيا هما الأهم للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أهم بمراحل بعيدة جدًا من ليبيا، من هذه ليبيا بالنسبة لهم؟ خاصة أن ليبيا تحت الفصل السابع، الآن نحن تحت سيطرتهم وهم الذين يتحكمون في كل شيء لدرجة أنهم يملكون مؤسسة سياسية شريكة لنا في الحكم، برلمان ستيفاني وليامز، الحشوة التي فيه هي ليبيا من 75، يعطونها الشرعية لكن من يرأسه هو يان كوبيتش وقبلها ستيفاني وليامز، من الناطق باسم هذا البرلمان؟ هل هو ليبي؟ لا أحد منهم يستطيع أن يتحدث بشيء حول أي جلسة من الجلسات. من الذي يوزع الكلمات على هؤلاء؟ حتى هذه منعت عن الليبيين، هذه الجلسات يفترض ألا يحضرها أي أجانب على أعلى تقدير فقط رئيس البعثة نفسه؛ لأنهم أولًا موظفين ومفروض أن تكون سرية، لكن أن يكون الناطق باسم البعثة أجنبيًا ومن يوزعون الكلمات داخل القاعة هم الأجانب، وممنوع على أي ليبي أن يرأس جلسة من لجنة الحوار.
الواقع مؤلم وللأسف وضعوا بهذه المؤسسة مؤسسة الحكم التي يحكمنا بها هؤلاء الأجانب اليوم ودول أخرى والأمم المتحدة مجرد واجهة يوجهونها وهي تقوم وتقول ما يلزم في هذا الاتجاه، هذا تطور مخيف.
س/ مصادر لصحيفة المرصد الليبية قالت: إن هناك خلافًا مصريًا تركيًا بعد محاولة أحبطتها مصر لتعديل الفقرة الخامسة من البيان الختامي، وما يتعلق، أن يكون نص سحب المرتزقة فقط دون إضافة سحب القوات الأجنبية، هل مصر وحدها أصبحت تقاوم؟
ج/ المهم ليست أن تكون مصر وحيدة أم لا، مصر من الطبيعي أن تدافع عن مصالحها لكن لأسلط الضوء على ما هو أخطر، هذا معناه أنه بالفعل المجتمع الدولي الموجود في برلين 2 متفهم تمامًا للطلب التركي، ومعناه أن المصريين يعاثرون وحدهم وأنه حتى لو المصريون توصلوا بالفعل لأي صيغة من الصيغ هي ستكون مهلهلة، لن يعطوا مصر نصًا صريحًا، وحتى لو أعطوها النص الصريح معناها أن المجتمع الدولي أو كبار المجتمعين في برلين قرروا أن يمارسوا الحول على تركيا، ما يعني أن التفاهم بين هذه الدول على أن تركيا بالفعل تملك قوات مشروعة وشرعية في ليبيا، وإلا كيف يسمحون بهذا الجدل؟ لماذا ليسوا هم مع مصر ومصر وحدها؟ ولماذا مصر تحاول أن تعتقد وتثبت وتفرض وجهة النظر بأن القوات الموجودة التركية في ليبيا والسوريين التابعين لهم هم مرتزقة ينطبق عليهم المطالب الدولية التي تطالبهم بالخروج؟
س/ الدبيبة قال في كلمته إنه يطالب بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وغيرهم من البلاد، وهو نفسه شرعن الوجود التركي وقال ما تم الانفاق عليه بين حكومة الوفاق مع الجانب التركي هو شرعي وما زال سريانه على الارض؟
ج/ هناك مسألتان مهمتان في ظني، الدبيبة اليوم لم يكن محايدًا ولم يكن نزيهًا ولا ممثلًا لكل الليبيين ولم يكن رئيسًا حقيقيًا لحكومة وحدة وطنية كما يوصف؛ لأنه لمح بشكل مباشر إلى أن المرتزقة الذين يقصدهم ويطالب بهم هم أولئك التابعون للمؤسسة العسكرية، كان واضحًا عندما تحدث أنهم يسيطرون على مواقع معينة ويتحركون بطريقة معينة وكان واضحًا أنه يرمز لجهة معينة، في الوقت الذي من المفروض أن يمثل هنا في هذا المؤتمر كل الليبيين وكل الأطراف على اختلافاتهم وصراعاتهم ونزاعاتهم، كان يجب أن يقف في مركز حقيقي يتوسط المسافة بينهم جميعًا لكن في ظني أنه بالفعل اختل لديه التوازن.
ما جاء به مؤتمر برلين لم يتحقق منه شيء، الخلل فني، ومؤتمر برلين أو كل المؤتمرات التي في حكمه هي في موضع الرئيس الذي يضع السياسات، لكن الحكومة التي يفترض بها أن تطبق هذه السياسات وتحولها لآليات هي بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، سيطرة إدارة ترامب وتكليفه لوليامز ومعه نورلاند وسيطرتهم الكاملة على صناعة الحل في ليبيا أعتقد أنه شكل خللًا كبيرًا، حتى أن لافروف نفسه خرج بأحد المؤتمرات وعبر عن غضبه لاحتكار الأمريكيين الحل في ليبيا، لكن بعد ذلك ولأسباب لا نعلم ماهي خف الصوت ووجدنا المسؤولين الروس لم يعودوا يأتون على هذه المسألة إلا في مستويات متدنية أو على الأقل في بعض الصحف الروسية، لهذا في ظني أن إساءت صناعة الآليات من جانب الأمريكان الذين سيطروا على صناعة الحل الجائر البائر الآن هو السبب الرئيس.
مؤتمر برلين 1 لم يقترح لجنة 5+5، لم يقل اجلبوا 5 ضباط من جيش حقيقي ولهم قائد عام وطرف سياسي وهو عقيلة صالح يمكن أن يتشاوروا معه ويصلوا لحل ولديهم قدرة عالية على الالتزام بما يوقعوه ليجلسوا مع 5 ضباط آخرين افتراضيين لا وجود لهم بأي سلسلة قيادة، وهم غير قادرين على فعل أي شيء على الأرض وغير قادرين على التصريح ضد المرتزقة والسلاح الفالت، بالتأكيد مهما كان عندهم ولاءات مليشياوية كعسكريين حقيقين وحملة للشرف العسكري، في ظني أنهم لا يرتضون المجموعات المليشياوية، لكن محرم عليهم ذكر هؤلاء والحديث عن نزع السلاح وتفكيك المليشيات، وكذلك الطرف القوي الذي أعطتهم وليامز ظهرها وهم أمراء الحرب الحقيقيين الذين كان يجب إحضارهم لمائدة التفاوض، لكي يصلوا معهم لآليات محددة تنتهي بنزع السلاح وتفكيك المليشيات وإخراج المرتزقة الموجودة بأيدي أطراف مسلحة.
إهمال وليامز للآلية وإعطاؤها ظهرها لأمراء الحرب الفاعلين على الأرض هو من أوصلنا لهذه الدرجة الذي صنع مسارًا عسكريًا عقيمًا لا يمكنه بالفعل أن يولد شيئًا ولم ينتج عنه شيء؛ لأن الطرف الآخر يخول للجيش ويقول إن الجيش هو جيش معمر ويريد أن يقتله أينما وجده، وتعتبر أنه خطر على دولته المدنية وحريته العامة، يعتبرون أنفسهم ثوارًا وهم يفصلون أنفسهم عن الشخصية العسكرية بل ويعتبرونها عارًا.
كيف يمكن لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالجيش أصلًا أن يكون منهم خمسة عسكريين يشعرون أنفسهم بالرعب ولا يستطيعون أن يصرحوا بشيء في ظل عدم وجود بعثة أمنية من مجلس الأمن الدولي تتعاطى مع الشأن الأمني وتجمع أمراء الحرب حول مائدة التفاوض وتقدم لهم الدعم الفني المناسب.
التمثيل الخاطئ للمبادئ العامة التي وضعها مؤتمر برلين 1 والمزاجية الكاملة التي نفذت فيها وليامز والسفير الأمريكي تلك المبادئ العامة وبتوجيهات من ترامب. هذا ما خلق المخرجات الغريبة وحالة الارتباك، صحيح أنه يطالب بخروج المرتزقة من ليبيا لكنه يعرف أن خطة ستيفاني في ليبيا فاشلة، ويعرف تمامًا أن توازن الرعب بين الطرفين هو ما زال يحكم الموقف وليس احترام الطرف للآخر، المسألة الآن أن الجيش يخشى لو تقدم غربًا سيعلق مع الأتراك وأن المليشيات في غرب البلاد يخشون التوجه للشرق لأن يأتيهم الجيش المصري بطائراتهم ويسحقهم، ومن الواضح أن توازن الرعب هو من يحكم الموقف.
العالم يطالب بخروج المرتزقة لكن من داخله يعاني من انفصام أنه لو ضغط بشكل جدي وحقيقي لخروجهم من الممكن أن تعود الحرب من جديد ويكسروا حالة اللاسلم وهي حالة مؤذية جدًا وفرضت على ليبيا، وربما يفكرون من خلال حالة اللاسلم واللاحرب أنه يمكنهم تطوير حل في المستقبل.
س/ برأيك لماذا غابت المطالبة بشكل مباشر من حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي بشأن إخراج القوات التركية من البلاد بالاسم وأنها في حل من أي اتفاقيات سابقة، وهذا ما تبرر تركيا تواجدها على خلفية تفاهمات سابقة؟
ج/ الأربعة الذين تم اختيارهم في جنيف ليس لهم علاقة بالمؤسسات شرق البلاد، لهم ارتباطات مع تركيا وارتباطات قوية مع الإخوان والمرتزقة والمليشيات وأمراء الحرب باستثناء موسى الكوني نسبيًا، لكن الثلاثة الباقين قلبًا وقالبًا وأقصد الدبيبة والمنفي، وهو عضو في المؤتمر الوطني العام وعضو في مجلس الدولة وكان سفير ليبيا في اليونان ويمثل السراج، وهو تقريبًا في كتلة من الكتل المحسوبة على الطرف المسيطر على غرب البلاد إن لم يكن المنفي داخلًا بشكل مباشر على الأقل إجمالًا هذه هي مرجعيته.
المشكلة الجوهرية ما يتعلق بالأزمة الليبية أننا سلمنا للعالم باعتبار أن العلاقات بين الدول علاقات مصالح سلمناهم كل شيء، النفط يتدفق إليهم وأموال وعائدات البترول تذهب لبنوك خارجية وتستثمر، هناك وبالتالي هذان أهم شيئين عند الليبيين ويريدهما الغرب، بالتالي هل تنحل مشكلتنا نحن فيما بيننا أو نستمر في التقاتل وتهديد نسيجنا الاجتماعي ونستمر في معاناة المرض والجهل والحياة الجحيمية وهروب الكهرباء وسط غياب السيولة؟
ما يهمهم أن ليبيا تظل بؤرة فوضى أكثر، وهناك الإنجليز الذين يسعون للحصول على 10 مليار استرليني، خرجوا في دوامة أن الاتفاق الذي تم مع معمر القذافي حول موضوع تعويضات الجيش الإيرلندي! والأفريكوم تريد قاعدة في فزان، والأهم هو التهديد الأكبر من الصين التي تعتقد أنها من الممكن أن تحول ليبيا لبؤرة فوضى وتدريب أفراد وأشخاص وجماعات من القبائل الأفريقية.
س/ بزيارة المنفي لإيطاليا لم يتطرق للتواجد الإيطالي في مصراتة، بل هناك معلومات أنه تم تجديد التأشيرات الخاصة بالجنود؟ نحن أمام سلطة ترعى الوجود الأجنبي؟
ج/ هناك أكثر من طرف يتحمل المسؤولية، وبغض النظر عن انتماءاتهم الحقيقية للأطراف والانتماءات العاطفية هؤلاء الأشخاص الأربعة على الأقل ماذا أعطينا لهم؟ حتى القيادة العامة شاركت بشكل مباشر بخارطة الطريق التي وصل بها المنفي والدبيبة والأطراف الأخرى، القيادة العامة لم تضغط بالشكل الكافي من أجل أن يكون تفتيت المليشيات وجمع أمراء الحرب على مائدة الحوار ونزع السلاح وإيجاد مسار مستقل في مقدمة هذه الحلول. القيادة العامة كان بإمكانها أن تشكل ورشات مع العسكريين من المصريين والدول العربية الصديقة وإعلامهم كيف أن نزع السلاح وتفكيك المليشيات تكون الخطوة رقم 1.
إعطاء الظهر لأمراء الحرب هذه خطة أمريكية ليحافظوا على بؤرة الفوضى، وافرض أن المنفي عاطفيًا أتينا به من القيادة العامة وجاء من قلب الذين يكونون حول المؤسسة العسكرية، ماذا سيفعل وهو في طرابلس؟ وماذا يستطيع الدبيبة فعله باعتباره حاقدًا على المليشيات ويؤمن أن هؤلاء لا بد أن يُنزعوا فورًا وهم الأزمة الحقيقية في ليبيا؟ افرض هذه الحقيقة ماذا سيفعل الدبيبة؟ ليس لديه أي مسار خاص ولا مخرجات بالخصوص، المؤسسة العسكرية كانت شريكة في جنيف وبرلمان ستيفاني الذي يخترق كل المشاكل والكل كان راضيًا ومشاركًا في هذه الخارطة، وفي النهاية أربع تريس يلوحون في المكان.
ما الذي يفعله المجتمع الدولي؟ عندما أتكلم أن أمراء الحرب يجب أن يجتمعوا هذا ما أعرفه كمفتاح لحل كل أزمات الدول التي شهدت نزاعات مسلحة، ولكن من الذي اختار أمراء الحرب؟
س/ ما مستقبل الانتخابات في ظل الازمة القائمة؟
ج/ الغرب يتكلم عن المرتزقة والانتخابات ولا يتكلم عن نزع السلاح وتفتيت المليشيات، مع أن هناك نوعين من النزع، النزع العنيف الذي جرى في سيرلانكا وسوريا لحد ما وجرى في درنة وهناك نزع سلمي مكلف من الناحية المادية والنفسية، موضوع نزع السلاح وتفكيك المليشيات يجب أن يفكر فيه المجتمع الدولي، وإن صحت التسمية هو لا يريد أن يفكر في هذه المسألة، بل يريد للمليشيات أن تبقى فهي الأداة التي يلوي بها ذراع الليبيين ويريد أن يصنع من خلالها بؤرة الفوضى التي يحتاجها لتحقيق المطامع القريبة المدى والمتوسطة.
الانتخابات هي تتويج لاستعادة الدولة هيبتها وهي تأتي نتيجة وليس معولًا من معاول الاستقرار وتأتي مكافئة للجهاد الذي قمت به لصناعة الاستقرار، لما تناضل الشعوب فهنا تصنع المؤسسة العسكرية والشرطية وينتقلوا لانتخابات، أما الانتخابات التي ستأتي ستكون كانتخابات المؤتمر الوطني العام. هل سندخل بانتخابات في نفس الوضع القديم ونفس الواقع الذي ما زال قائمًا؟ العالم يدفعنا لأتون فوضى جديدة ونحو مشكلة ومؤسسة جديدة سترتكب نفس ما ارتكبه البرلمان ومجلس الدولة.